وغداً يومٌ أسود جديد


أيام قلائل تفصلنا عن اجتماع للقادة العرب لتجديد البيعة للهزيمة التي لم تزل تلاحقهم منذ مئات السنين، وما جلبته لهم من عار ومذلة عاشتها الأمة العربية طيلة أيام هذا الزمن الأسود. هذه الاجتماعات التي مضى عليها عقودا ً من السنين، وكلّها عقود معقدة بما تواجهه من الزعامات التي باعت أوطانها للشيطان، لم تولد سوى مشاكل وأحداث كارثية هي في تزايد دائم ومستمر. وكل عام يمر على الأمة العربية يكون أفضل من العام الذي يليه. وهكذا تمر أيامنا وسنيننا من سيء الى أسوأ، وتولد احداث ومصائب جديدة أكبر من قدرة العرب على إيجاد حلّ لها عبر جامعتهم الميتة الفاشلة.

هذه الجامعة عجزت عن اطفاء نار لبنان التي دامت سنين طوال، وأين هي من الصومال الذي يحترق منذ عشرون عاما ً، والسودان الذي أصبح سودانين، والعراق الغارق بالموت والدم والذي أصبح الآن عراق كردي وعراق عربي، وغدا ً وليس بالغد البعيد، هذا العراق أيضا ً سوف يصبح عراقين، عراق سني وعراق شيعي؟ والآن جاء دور سوريا ، ولا تعلم أي مصير سوف تواجهه. فالعرب عبر جامعتهم هذه لم يحلوا أي مشكلة واجهتهم منذ قيامها حتى يومنا هذا. وقد سلموا أمرهم في حل مشاكلهم الى الغير كما نراه اليوم، وهذا الغير لا يهمه سوى المزيد من الخلافات العريبة العربية لتقوية نفوذه والسيطرة على خيرات هذه الأمة والى تثبيت أقدام اسرائيل في القدس وكامل الأراضي الفلسطينية والى الأبد.

وغدا ً يومٌ أسود جديد، حتما ً هذا الإجتماع سيفشل كما فشل غيره من اجتماعات الزعامات العربية على مدى هذه السنين الطوال والآتي أعظم.


تعليقات: