عودة محمد سليم بعد 4 أيام من اختطافه


لا يزال ابن السادسة عشرة يحمل في داخله ذلك الشعور بالرهبة والخوف كلّما تذكّر حادثة اختطافه لمدة أربعة أيام على يد فرقة كوماندوس اسرائيلية، من أعالي جرود بلدة طاريا، ونقله الى سجن في تل أبيب قبل الإفراج عنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

لم يكن الوصول الى محمد خليل سليم بالأمر اليسير. فقد خرج كعادته ومنذ ساعات الصباح الأولى مع قطيع ماعزه إلى أعالي السلسلة الغربية. بعد ساعتين من البحث وجدنا ضالتنا على ارتفاع أكثر من 2000 متر عن سطح البحر. كان يجلس على صخرة مطلّة على سهل البقاع الفسيح، وما إن رآنا حتى أشار بإصبعه قائلاً: «تلك هي جورة الخضرا حيث اختطفت في 1 آب».

ذلك اليوم بدأ الكلب المرافق للقطيع بالنباح بشكل غير اعتيادي، «عندما اقتربت منه لاحظت أن إحدى الصخور الى جانبي قد اهتزت. كان شكلها مغايراً لباقي الصخور. حاولت أن أغيّر وجهة سيري لكن الصخرة تحرّكت من جديد وخرج منها رجل يلبس زيّاً زيتياً ويحمل سلاحاً. هممت بالركض لكنّه سارع إلى ضربي بكعب بندقيّته بين كتفي، فسقطت على الأرض وأذكر أني صرخت «دخيلك ما تقتلني ما عملت شي»، فصرخ بوجهي وبلغة عربيّة ثقيلة قائلاً: «لا تصرخ». بعد 14 ساعة على احتجازه، نقل محمد الى داخل الكيان الصهيوني. هناك قال له أحد المحققين: «أهلاً بك في دولة إسرائيل». عندها «بدأت بالبكاء والصراخ»، فأجابني أحدهم: «بدنا نسألك كم سؤال ومنردك».

قضى محمد سليم خمسة أيام متواصلة في تل أبيب ركّزت خلالها التحقيقات على أسئلة عن «حزب الله» ومواقعه. وعندما أيقن الاسرائيليون أنه لا يملك أي معلومات سلموه إلى قوات الطوارئ الدولية ليعود إلى أهله سليماً معافى، ويعود إلى جرود بلدته حراً طليقاً لا يملك في مخيلته إلا صدى تلك الحادثة.

تعليقات: