صيني.. صيني.. صيني!


كل شيء صيني، قلم الرصاص الذي أكتب فيه صيني، والممحاة صينية، سجادة الصلاة صينية، والسجدة التي نذكر بها اسم الله صينية (ونحن خير أمّة أخرجت للناس).

صور الآيات القرآنية التي نزين بها جدران صالوناتنا وغرفنا، ظنا ً منا أنها تزيد في رزقنا وبها نتبارك لأنّ الكثير منها يحمل اسم الرب، صينية. الملابس صينية، والصحن الذي فيه نأكل صيني، والملعقة صينية ووو الى ما هنالك من سلع (ونحن خير أمّة أخرجت للناس).

لا يا سادة ، نحن اليوم لم نعد خير أمّة أخرجت للناس أبدا ً. ربما هذه المقولة كانت في مكانها الصحيح قبل ألف عام، أما الآن، فنحن في هذا الزمن الصعب، لا بل الصعب جدا ً الذي نواجهه، لم تعد تصح فينا هذه المقولة، لأننا نحن اليوم، ولا أريد أن أسمي من نكون نحن، نحن نعرف من نحن، والعالم كله يعرف من نحن أكثر ما نعرفه عن أنفسنا، فنحن عالة على البشرية جمعاء في كل شيء ولا أريد أن أسمي هذه الأشياء لأنها لا تحصى ولا تعد وفيها كل ما يمكّننا من البقاء على قيد الحياة. فنحن ابتعدنا كثيرا ً عن ذاك الزمن الذي حقا ً كنا فيه خير أمّة أخرجت للناس، أما اليوم فنحن لسنا هكذا أبدا ً. أجل لسنا هكذا أبدا ً، إنها حقيقة مرّة ويجب أن نعترف بها من غير حرج أو خجل.

لقد أصبحنا على أرضنا عبيدا أذلاء، تتقاذفنا رياح المصالح الدولية، فجعلتنا أمم متناحرة متباعدة بعضها عن بعض بعد أن كنا أمّة واحدة يخشاها العالم، ويحسب لها ألف حساب. وللأسف نحن اليوم مرتهنين لقدر أسود، هذا القدر من صنع أيدينا، نحن خلقناه وعلينا أن نتقبل كل ما يحمله لنا من مصائب وكوارث سوف ترافقنا لأجيال وأجيال، ورغم كل هذا لم نزل نسمع من يقول(إننا خير أمة أنزلت للناس).

أيها القائل لك أن تقول ما شئت قوله، وأيضا مقولة "الأرض بتتكلم عربي" أصبحت من الماضي البعيد ويا سيد مكاوي عذرا ً إن قلت لك أن أرضنا اليوم بتتكلم عبري وأمريكي وصيني وروسي وفارسي وتركي وغدا ربما سريلانكي وأثيوبي.

رحم الله عرب الجاهلية، فقد كان حالهم أفضل من عرب اليوم بكثير.

وهل مات الخجل؟؟؟

تعليقات: