ندوة ثقافية في النبطية حول السيدة مريم في القرآن الكريم

جواد-حمزة-عبود في الندوة
جواد-حمزة-عبود في الندوة


النبطية –

نظم "اللقاء الادبي العاملي" في محافظة النبطية، ندوة ثقافية بعنوان "السيدة مريم في القرآن الكريم" للباحثة الدكتورة حُـسـن عبود. وتخللها مداخلات نقدية لكل من امام مدينة النبطية الشيخ عبدالحسين صادق، والاستاذة الجامعية الدكتورة مريم حمزة، والمفتش التربوي الدكتور محسن جواد، وذلك في مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية، بحضور ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، ممثل النائب عبداللطيف الزين الدكتور كمال الزين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى السيد كاظم ابراهيم، عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، رئيس جمعية العمل البلدي المركزي في حزب الله الدكتور مصطفى بدرالدين، واعضاء الهيئة الادارية والعامة في اللقاء الادبي وشخصيات وفاعليات.

بعد كلمة ترحيب من رئيسة اللقاء الدكتورة تغريد بيطار بالاديبة والمثابرة حُـسـن عبود التي انطلقت من جمعية "درب مريم"، فلملمت افكارها، واستجمعت قواها وراحت تعب من معين آيات الله، لتعلق قصة مريم على سعف نخلة في كبد السماء.

بعدها استهلت الدكتورة عبود مداخلتها بالاشارة الى "انها اختارت دراسة شخصية السيدة مريم في القران الكريم موضوعا لاعداد اطروحة الدكتورة في جامعة تورونتو بوعي منها للحاجة الى معرفة مكانة السيدة مريم ام المسيح المميزة في النص القرآني، فهي الانثى المثال التي استحضرت قصتها بذاتها ولامومتها وهي الانثى التي تحمل اسما، ولديها فعل التسمية وقوتها وتمثل قصة رحلة مريم وصراعها مع قومها كقصص الانبياء والرسل وصراعهم مع اقوامهم، مثالا لصراع النبي محمد مع قومه، وهي الرابط الكبير الذي يربط المسيحية بالاسلام لكونها حملت الكلمة كما حمل النبي محمد القرآن وقد توارى دورها لقرون، فلم تقرأ قصتها تاريخيا كقصتها بل في معظم الاحيان باعتبارها قصة المسيح، وان كانت القصة هي في ثيمة البشارة لها بالابن وولادتها ولذلك هناك ما يبرر القراءة الادبية النسوية لهذه الشخصية المصطفاة في القرآن الكريم. وخصوصا ان هذه القرآءة هي الاولى من نوعها، بالاضافة الى ذلك، يبدو ان القرآن الكريم يناقض كثيراً من المسائل المتعلقة بصورتي الانثى والام من خلال قصة اكثر النساء هيبة لدى النبي والمتلقين الرسالة، السيدة مريم".

ثم كانت مداخلة للشيخ صادق لفت فيها "الى ان الكتاب عبارة عن بحث اكاديمي بامتياز يتناول بحثاً ادبيا بقماشة دينية، وهو رسالة على ما اشارت كاتبته باللغة الانكليزية نشر اولا، يستند الى مراجع اجنبية لأعلام من ذوي الذكر والشأن بالدراسات الاسلامية والقرآنية ويعطي تفسير للكم الكبير من المصطلحات العصرية".

وامل صادق "ان يفتح هذا البحث محاولات اخرى ومن كتاب آخرين ليتلمسون نقاطا مشتركة ومضيئة تفتح التواصل بين الديانتين الاسلامية والمسيحية وتعزز العيش المشترك وتنشر من خلاله السلام في الساحة العالمية".

ثم القت الدكتورة حمزة قراءة نقدية للكتاب اشارت فيها "الى انها دارسة جادة نثرية وممتعة، تشدك وانت تطوف بين سطورها، فتحس بأن كل عنوان من عنوانها يشكل منعطفاً من منعطفات الحضارة، وكل مسألة من مسائلها تفتح امامك آفاقا وتستثير لديك الف سؤال وسؤال، كما تلفتك كثرة الهوامس، ووفرة المصادر والمراجع، القديمة منها والحديثة، العربية والغربية، المسيحية والاسلامية، الدينية وغير الدينية، وان كنا لا نستحسن ان تكون المراجع الاجنبية معتمدنا الاساس في علوم القرآن وفهمه، بل العربية منها"،" فأهل مكة ادرى بشعابها"!.

وقالت :"لقد جاءت هذه الدراسة السردية للسيدة مريم كافية ووافية، لا يشوبها سوى بعض الهنات المنهجية في دراسة العناصر وترتيبها، والتي كان يعتريها شيء من الاضطراب والاختلال احيانا، مما يعثر خطوات القارىء الذي يجد نفسه ملزما، باتباع الخطوات السردية بالتنقل بين فصول الكتاب".

ثم كانت قراءة نقدية للمفتش التربوي الدكتور جواد أسهب فيها بالحديث عن موقف العرب من القرآن عند نزوله والنوع الادبي لسورة مريم والرأي في بحث الدكتورة عبود. لافتاً الى ان الاخيرة تملك من ادوات البحث وامكاناته اكثر مما لدينا، لذلك رجوت ان تولي هذا الامر مزيداً من الايضاح فيكون لها اجران، والا حسبها ان لها اجراً واحداً.

وقال "نحن امام كتب في كتاب، انه كتاب يشدك لتقرأه بعمق لا لتتصفحه ونحن امام بحث فائق الغنى، محكم المنهج، يكشف عن جهد كبير وسهر ومعاناة، وعن تتبع لجزيئات مشتتة في كتب متفرقة من علوم متنوعة، حسبنا ان نعلم انه كتب اولا باللغة الانكليزية، ثم ترجمته المؤلفة نفسها الى العربية. ونحن امام باحثة امتلكت ادواتها ببراعة، وتناولت حزمة من العلوم القديمة والمعاصرة استخدمتها بحيوية واتقان. واستطاعت ان توظفها في رؤيتها للنص المستهدف.

وقال:هذا البحث اضافة جليلة جميلة الى الدراسات القرآنية الرصينة الجادة، التي اسهمت مشكورة في اغناء مكتبة الدراسات القرآنية.

بعد ذلك ردت الدكتورة عبود على القراءات التي تناولت كتابها.

الحضور
الحضور


الدكتورة عبود
الدكتورة عبود


عبود وشخصيات
عبود وشخصيات


تعليقات: