السافرات محجوبات عن قناة «المنار»

رنده غلام: ابتسم لي السيّد مرة (أرشيف ــ هيثم الموسوي)
رنده غلام: ابتسم لي السيّد مرة (أرشيف ــ هيثم الموسوي)




منذ تأسيس قناة «المنار» مطلع التسعينيات، وظهور النساء السافرات على شاشتها نادر. «تساهلت» المحطة في الأمر لاحقاً، قبل أن تصدر مؤخراً قراراً إدارياً يقضي بعدم استقبالهنّ، إلا ضمن استثناءات. قرار يعيد طرح أسئلة عن التحدّيات التي يواجهها «حزب الله» في التعامل مع جمهوره. الحزب المقاوم الذي حاز شعبية واسعة في مختلف الأوساط اللبنانية، لا يستطيع أن يتجاهل عقيدته الدينية

القرار القاضي بعدم استقبال نساء سافرات في برامج «المنار»، ليس سرياً، لكن إدارة القناة تتعامل معه وكأنه كذلك. يعتذر مسؤول العلاقات الإعلامية ابراهيم فرحات، بلباقة، عن الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالموضوع، واعداً بأن: «نتحدّث عن هذا الأمر لاحقاً». الشخص المعنيّ في إدارة المحطة يقول إن «الأمر غير دقيق». وفيما يرفض توضيح مكامن عدم الدقة، يحذّر «عندما ستنشر المعلومة (غير الدقيقة) سنرسل ردّاً»! لكن ما هو غير دقيق بالنسبة إلى الإداريّ المعنيّ، واضح جداً بالنسبة إلى الإعلاميين الموظفين في القناة، الذين تبلّغوا بالقرار، وينفذونه، منذ أكثر من عام.

عدد منهم مربك فعلاً في العمل، بسبب الإحراج الذي يتعرّضون له عندما تقودهم اتصالاتهم إلى ضيفة، تقدّم المعلومة المناسبة للموضوع الذي يعالجونه، لكنها لا تلبّي الشرط الجديد: «أن تكون محجبة».

قد يكون الإحراج الذي تعرّض له بعض الزملاء في التعامل مع سيدات غير محجبات، هو ذاته الذي يمنع الإدارة من توضيح خلفيات قرارها. إذ لا يبدو أن هناك تفسيراً آخر لإصرارها على عدم الرغبة في الحديث عن الأمر، رغم معرفتها بأنه سيثار إعلامياً. كلّ ما فعلته «تمنّي عدم النشر حالياً». تمنّ غريب. لم لا تشرح المحطة قرارها، خصوصاً أن المبرّرات التي قد تقدّمها يمكن أن تثير نقاشاً جدياً حول دور التلفزيون ووظائفه، والصور النمطية التي تنتجها الشاشات اللبنانية عن مجتمع لم يعد يشبه نفسه. سواء عبر برامج الضحك والمنوّعات، أو المسلسلات المحلية البعيدة كلّ البعد عن الواقع اللبناني.

لكن، في ظلّ غياب رأي الإدارة، لم يكن يسع «الأخبار» إلا اللجوء إلى الزملاء العاملين في المحطة. منهم من رفض الحديث «احترماً للمؤسسة»، ومنهم من وافق مشترطاً عدم ذكر الاسم.

كيف صدر القرار؟ يروي أحد الزملاء أن الإدارة عقدت اجتماعاً مع الموظفين قبل نحو عام ونصف العام أبلغتهم فيه جملة من القرارات، كان منها عدم الرغبة في استضافة نساء سافرات. لم يعرف الزملاء على أي مستوى صدرت القرارات، لكنهم قدّروا أن تكون صادرة مباشرة عن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، خصوصاً أنه كان قد اجتمع بعدد من الموظفين قبل ذلك. هنا يدور جدل بين المتابعين. منهم من ينقل عن نصر الله قوله «في حال وجود خيار بين ضيفة محجبة وأخرى سافرة تختارون الأولى». ومنهم من يؤكد أنه تمنى عدم استضافة السافرات. لكن أياً يكن، النتيجة كانت إعلان قرار إداري، لم يجر نقاش بشأنه مع الإعلاميين، حتى حول إمكانية تطبيقه. «إذا كان صعب التطبيق في برنامج ما، يلغى البرنامج»، قيل يومها بكلّ وضوح. خلال التجربة، برزت بعض الاستثناءات. إذ يسمح بظهور السافرات في نشرات الأخبار والتقارير التي تبثّ خلالها. كما يسمح في التقارير التي تعدّ في الشارع ويسأل فيها مواطنون عن آرائهم. أي أن المعيار هو «ما يمكن ضبطه».

الجوّ العام الذي أدى إلى إصدار هذا القرار، وغيره، هو إعادة العمل على الصورة التي يريد «حزب الله» أن يطلّ فيها على جمهوره، والتي يريد لجمهوره أن يكون عليها، من باب التأثير المتبادل. ذلك أنه تزامن مع ما يسمى بورشة «الإصلاح» التي أطلقها الحزب في مختلف قطاعاته، وكان الإعلام أحد مرتكزاتها لكونه الأكثر تأثيراً. لا يمكن الجدال هنا في حجم التأثير، بدليل أن إدارة المحطة كانت قد فرضت في تلك المرحلة قيوداً على المذيعات تتعلّق حتى بمناديل الرأس التي يرتدينها، بحيث يكون المنديل مكوّناً من لون واحد، قاتم. والسبب توجّه كثيرات من جمهور «المنار» إلى شراء مناديل ملوّنة، وحريرية، كتلك التي تطلّ بها المذيعات، وغالباً ما تكون أسعارها «خيالية» نسبة إلى القدرة الشرائية. كذلك طاول الأمر «جمال» المذيعات، فاستبعدت الإدارة مثلاً عدداً من الزميلات بسبب عمليات تجميل كنّ قد أجرينها. وقد أتت هذه الإجراءات تتمة لسلسلة قرارات «جريئة» (اقتصادياً) كانت قد بدأت في قسم الإعلانات، الذي يخضع لشروط قاسية. فالمؤسسة لا تبثّ إعلانات لبضائع مقاطعة، كما أن إعلاناتها غالباً ما تكون «صُنع في المنار». فهي تحذف منها، وتعيد تقديمها بشكل يتواءم مع شروطها. وقد تسبّب هذا القرار بخسارة المحطة لنحو 20% من إعلاناتها.

اللافت أن تأتي هذه القرارات بعد سياسة «انفتاح» مارستها القناة لسنوات طويلة. قدامى «المنار» يتحدّثون عن تدرّج في التخفيف من الضوابط التي كانت المحطة تفرضها. والأمر لا يقتصر على المرأة وحدها هنا. يذكر كثيرون يوم أطلّ الإعلاميان عماد مرمل وعمرو ناصف بربطة عنق. كان ذلك في إطار محاولة من «المنار» للانفتاح على «ثقافات أخرى». تزامن ذلك أيضاً مع فتح استديوهات القناة لنساء سافرات، يحللن ضيوفاً على برامج اجتماعية وتربوية وصحية وثقافية.

هذا «الانفتاح» لم ينجح في تغيير الصورة التي رسّخها الجمهور في ذهنه عن محطة المقاومة. كلّ إطلالة لمرمل وناصف، أو لسيدة سافرة، كانت ولا تزال تعدّ «استثناءً» يكرّس القاعدة التي تسري على موظفي القناة «الملتزمين». وهذا الاستثناء كان موضع انتقاد كثيرين من المحازبين، يأخذون على «المنار» بحثها عن كفاءات من خارج جوّها. كان يمكن فهم انتقاد مماثل لو أنه صادر عن خلفية تطالب مثلاً، بعدم الاستمرار في استضافة وجوه مكرّسة إعلامياً خصوصاً أنه يشير إلى استسهال العاملين في المحطات التلفزيونية اختيار الضيوف الذين يسهل الوصول إليهم، عوض البحث عن متخصّصين لديهم فعلاً ما يدلون به. لكن الخلفية التي ينطلق منها هؤلاء هي شعورهم بملكيتهم للشاشة، وحقهم بأن يكونوا هم من يطلّ عليها ويدلي برأيه فيها.

لذلك تعيد القرارات الأخيرة إلى النقاشات الأولى التي رافقت تأسيس «المنار» عام 1991. منذ ولادتها، حاولت القناة المزاوجة بين انتمائها الحزبي، وبين الشروط الموضوعية التي يفرضها العمل في هذه المهنة. بين المحافظة على العقيدة، وبين الانفتاح على جمهور أوسع. الخطوط الحمر كثيرة هنا، وهي لا تشبه ابداً العمل في «إذاعة النور» التي تقدّم دوماً، من قبل قيادات «حزب الله»، كنموذج ناجح. صحيح أن الإذاعة ناجحة على أكثر من مستوى، لكنها لا تخضع للتحدّيات ذاتها التي يخضع لها التلفزيون. يدرك المهنيون العاملون في المحطة أنهم أمام مهمة غير سهلة. من جهة، هم يعملون في مؤسسة تتبع حزباً سياسياً ودينياً. ومن جهة ثانية، هم يعملون في «تلفزيون» يقوم على الصورة... والصورة الجميلة. وهنا تبدأ أولى المشاكل. صحيح أن الجمال قيمة، لكنها ليست القيمة الأبرز التي ترغب إدارة القناة في التركيز عليها. فللمحطة هويتها وصورتها، وغاياتها أيضاً. قرار إنشائها يعني الإعلان عن وجود فئة في لبنان، كانت غائبة عن بقية الشاشات، وكلّنا يعرف أن «ما لا نراه على التلفزيون ليس موجوداً». كانت «المنار» رائدة، فإلى تجربتها في الإعلام المقاوم، قدّمت الإعلاميات المحجبات، وكانت حريصة على أن يكون بينهن من يرتدي الشادور الأسود، الذي ترتديه آلاف اللبنانيات. لكنها في المقابل، غابت عن فئة ثانية تشعر بأن لها أيضاً حصة في المقاومة.

نجحت القناة في تقديم صورة نموذجية عن نفسها. قدّمت مجتمعاً مسلماً مقاوماً، في برامج هادفة. لكن من قال إن التلفزيون هو صورتنا عن أنفسنا فقط، حتى لو كانت صورتنا هي الهدف الرئيسي من إنشاء قناة؟


شروط معاكسة؟

تتفاوت آراء الزملاء في «المنار» بهذا القرار. بين رافض له لأنه «يصعّب علينا عملنا ويحجبنا عن جمهور واسع نتعامل معه يومياً» وبين من لا يجد فيه أكثر من إجراء إداري يشبه إلزام الموظفين في بعض المؤسسات بزيّ موحد (مضيفات الطيران، موظفو المصارف، إلخ.).

ينسى محدّثنا أن المواطنات اللبنانيات، اللواتي يفترض ان يكون لهنّ صوت، لسن موظفات في «المنار». فيذكّر بأن باقي الشاشات اللبنانية تتيج المجال لظهور غير المحجبات...

وبشروط تكون معاكسة أحياناً. وإذا أتاحت الفرصة لسيدة محجبة بالإطلالة، فلأنها «بتلعبها صحّ».

ولم لا تلعبها «المنار» صح أيضاً؟ الإجابة ببساطة: هذا قانونها!



حزب الله: السندريلا والـ«ستار»



...لحزب الله أيضاً مناصرات متعصّبات من السافرات. يمزجن بين عشقهنّ للمقاومة وسيّدها. نموذج السافرات المشاركات في مهرجانات الحزب لم يعد غريباً عنه، لكنه ليس قابلاً للتعميم في «الداخل»

زينب مرعي

تحقيق | عندما يصل الخطاب إلى خواتيمه، يلملم الناس أغراضهم وأولادهم ويخلون الساحة في وقت قصير. تبقى رندة هناك ثابتة في مكانها. تلوّح وتلوّح بيديها «للسيّد» على الشاشة. ربما إن تعبت يداها كثيراً يشعر السيد حسن نصر الله، بطريقة ما، بأنّ هناك من يلوّح له. تلوّح وتشعر بأنّها ستصرخ بكلّ الكلام الذي تريد أن يصله. لكنها تستدرك في اللحظة الأخيرة وتصمت. «ألوّح لأقول له إنني هنا. إنني على عادتي أتيت لأدعمه. طبعاً هو يعرف أنّ كثيرين يدعمونه، لكنني أشعر بأنّه بحاجة ليراني هنا». في إحدى المرّات، بقيت رندة تلوّح له وحيدة قبل أن يختفي عن الشاشة، فابتسم «السيّد». شعرت كأنّه يشكرها. هذه الابتسامة كانت لها. هي متأكّدة من الموضوع، رغم سخرية الناس من قصّتها.

رندة غلام، ربما لا يعرفها كثيرون باسمها، لكنهم حتماً يعرفون تلك السيدة الشقراء، بالعيون الملوّنة، التي يسلّط عليها الإعلام كاميراته في معظم مهرجانات «حزب الله»، حتى أصبح يناديها البعض بـ«vedette (نجمة) حزب الله». لكن، لمَ رندة غلام؟ عندما اختار الإعلام إبرازها لم يكن يعرف أنّها مسيحيّة، الأمر الكفيل بجعلها أكثر إغراءً له. ما لفت عين الكاميرا كان شعرها المتروك ليراه الجميع ممزوجاً بحماستها الكبيرة.

غلام لا تشبه، عموماً، الحضور النسائي في احتفالات «حزب الله». وإن كانت المهرجانات الكبيرة قادرة على احتضان أنواع مختلفة من الناس، إلا أنّ الليالي العاشورائيّة أو المناسبات التي تقام عادة في «مجمّع سيد الشهداء»، لا تشهد قدراً كبيراً من الاختلاف. فكيف ينظر «حزب الله» إلى السافرات من مناصراته؟ وهل استقطابهنّ كان يحتاج إلى تعديل في خطابه التأسيسي؟ وكيف يقيم التوازن بين «الداخل» و«الخارج»؟

بعد انتصار عام 2000، وجد اللبنانيون جميعاً في رحيل المحتلّ مناسبة للاحتفال. هذا الموضوع عزّز شعبية الحزب لدى غير المنتمين إليه. بالنسبة إلى الأستاذة والباحثة في علم الاجتماع السياسي هدى رزق، بقي خطاب «حزب الله» في تلك الفترة يتّسم نوعاً ما بالتشدّد، حتى عام 2004، عندما طرح موضوع التمديد للرئيس إميل لحود. عندها أصبحت استدارة الحزب إلى الداخل أوضح من قبل، برأي رزق. مع هذه الاستدارة، أصبح «الحزب» بحاجة إلى مناصرين له من خارج بيئته. بينما يرى النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض أنّ «حزب الله طوّر خطابه اللبناني والعروبي، والرسالة المفتوحة الثانية عام 2009 شكّلت نقلة نوعية في خطابه ومقاربته لمختلف القضايا السياسية المحليّة والإقليمية. أصبح الخطاب أقلّ أدلجة وأكثر تسيّساً وانفتاحاً». ويضيف «صحيح أن للحزب معايير دينية وسياسية للانتساب إليه، لكن البيئة الاجتماعية التي تتشكّل من مناصرين له باتت واسعة جداً، ولا تقتصر على الطائفة الشيعية. والسبب في ذلك هو شقّ المقاومة في الحزب الذي يلبّي تطلّعات عدد كبير من اللبنانيين العابرين للطوائف. هذه الظاهرة، تجاوزت الساحة اللبنانية، وهي ظاهرة مرحّب بها وتشكّل طموح أي حزب في أن تتوسع قاعدة المناصرين له». بالنسبة إلى فياض، لا يزعج «حزب الله» أن يكون بين المناصرين سافرات، فهذا شأنهنّ الخاص، لا بل من وجهة معيّنة يعدّ الحزب الأمر ظاهرة إيجابية.

بالطبع هي كذلك بما أنّها تعبّر عن أنّ مناصري الحزب لا يشبهون بعضهم بالضرورة، وهم من مختلف الاتجاهات. تقول رزق إنّه إعلامياً (أي خارجياً) الحزب منفتح على السافرات وهو يقبلهنّ بما أنّه يحتاج إليهنّ لنقل صورة منفتحة عنه للعالم العربي والغربي خاصةً، كما أنّه بحاجة إليهنّ للدعم السياسي. لكن، ما نوع العلاقة التي يمكن أن ينسجها مع هؤلاء؟ هنا يتغيّر الوضع، إذ إنّ عدد الخطوات التي يمكن أن يخطوها الحزب تجاه «نسائه» السافرات محدود جداً. هكذا توقّفت العلاقة مع ريم حيدر أو «المرأة التي حصلت على عباءة السيّد»، بعد الضجّة الإعلاميّة، عند حدود بعض التكريمات. ورغم مواقفها الداعمة للمقاومة، لم تدخل ريم معقل الحزب، فالداخل يخضع لمعايير مختلفة. تقول رزق إنّ «ما يهمّ الحزب في من يختلفون عنه اجتماعياً هو أن لا يكونوا معادين له، ولكن إن كانت شيعيّة، غير محجّبة، يصبح وضعها أصعب. لا يجب إبرازها داخل حزبهم بما أنّها ليست النموذج الذي يجب الاحتذاء به».

في الشارع، كثيرات هنّ اللواتي يشبهن ريم. فتيات، غير محجّبات، يناصرن المقاومة وسيّدها. لدى بعضهنّ القضيّة وفكر المقاومة هما الأهم، بينما يقع البعض الآخر تحت تأثير سحر «السيّد» وكاريزماه حتى أصبح الناس يردّدون «نشفق على أي سلطان من بعدك». صورة السيّد في أذهان الفتيات تجعله بعيداً كلياً عن متديّني الحزب الذين يرفضون المرأة السافرة. بالنسبة إليهنّ «السيّد» هو صورة الانفتاح في الحزب، وسيقبلهنّ على ما هنّ عليه. في الحالتين، مهما بلغت درجة اندفاع هؤلاء ورغبتهنّ في خدمة المقاومة، لن يجدن مكاناً لهنّ في صفوف الحزب. فبعد مرور ستّ سنوات على قصّة ريم حيدر، تقول إنّها، بعدما اكتشفت أنّه لن يتمّ استثمارها في أيّ عمل مفيد لم تعد تريد أن تكون «سندريلا الحزب»، أي تلك الفتاة التي اكتسبت شهرتها من الأمير وانتهت القصّة عند هذا الحدّ. أمّا رندة غلام فقصّتها مع السيّد بعيدة عن خواتيمها. رندة من «الخارج» لا تعرف طريقة لدعم المقاومة وسيّدها خصوصاً. برأيها كل ما بوسعها فعله هو أن تحضر جميع مناسبات الحزب. تقول إنه أصبح لديها هاجس اسمه «السيّد حسن». كلّ دقيقة فراغ من حياتها تستغلّها في التفكير به.

«هل هو بخير؟ هل يأكل؟ هل يشرب؟ هل يتنشّق الهواء؟». تغفو وتصحو على حلم لقائه. تذهب إلى الاحتفالات كي يراها، كما تراه. فهو بالنسبة إليها «هبة من عند الله، وأخ وأب وابن ومثال الطهارة». تضيء له شمعة كلّما صلّت، كما تضيء له شموعاً بعدد سنوات عمره، على قالب حلوى خاص، كل 31 آب، يوم عيد ميلاده. بين صوره الموزّعة في منزلها، هناك واحدة تجمع في خلفيّتها اللونين الأخضر والأحمر. هذه تخصصها غلام لشجرة الميلاد، التي ستجد على رأسها صورة نصر الله مكان النجمة. السيّد الذي عاش بنفسه على الجبهة، ثمّ قدّم ابنه شهيداً هو رمز المقاومة. نسألها هل إن موقفها تجاه المقاومة سيكون مشابهاً لو لم يكن نصر الله هو الأمين العام لحزب الله. تجيب: «طبعاً. إن كانت لديه المواقف والصفات والاندفاع والقوّة والشخصيّة

ذاتها»!

تعليقات: