الشريط الحدودي في ذكرى التحرير: هدوء حذر.. واستنفارات متبادلة

عناصر من الجيش الاسرائيلي تراقب الجانب اللبناني
عناصر من الجيش الاسرائيلي تراقب الجانب اللبناني


وصف احد ضباط الكتيبة الاسبانية في "اليونيفيل"، التي تعمل في المنطقة الحدودية، الوضع عند السياج الشائك بـ"الهادئ تماماً"، اذ لم يعكر صفو امن ذكرى التحرير سوى خرق جوي لطائرات اسرائيلية فوق عدد من المناطق اللبنانية، هذا ما ابلغ به الضابط قيادته خلال نوبة خدمته التي استمرت 4 ساعات.

الضابط الذي كان مسمراً خلف منظار كبير داخل برج مراقبة، يطل مباشرة على الغجر ومحيطها، يدقق بكل حركة على جانبي الحدود الفاصلة بين لبنان وفلسطين، يسجل مشاهداته ويرسلها تباعاً عبر جهاز لاسلكي، يقول: لا شيء غير عادي، واللافت للنظر فقط عند كلا الأطراف على جانبي الحدود، دوريات واستنفارات، عمادها المناظير وكاميرات التصوير التي استعملت بكثافة من قبل الجيشين اللبناني والإسرائيلي.

وأمل عنصر من القبعات الزرق كان في دورية مع مجموعة من عشرة عناصر في محور بركة النقار غربي شبعا، ان يبقى الهدوء الغالب في هذه المنطقة الحدودية الحساسة. يردّد بلهجة تخفي الكثير من القلق "اننا نخشى من الوضع فهو غامض، ولا أحد يمكنه التكهن بالمستقبل في ظل اوضاع قلقة محيطة، فما يحصل في بعض المناطق اللبنانية وفي دول الجوار يمكن ان ينعكس سلباً في هذه المنطقة وعندها سيتحول الصراع الى مسار جديد يصعب التكهن بنتائجه".

يشير راعي الماشية محمد نبعة بيده الى موقع اسرائيلي قريب ليقول: من هذا الموقع تنطلق عادة عناصر اسرائيلية لمضايقة رعاة الماشية، اعتقلوا العديد من المزارعين والرعاة خلال السنوات القليلة الماضية، يهددونا في كل يوم ويطلقون النار إرهاباً، اصابوا القطعان مرات عدة ونفقت العشرات من رؤوس الماشية. ويضيف "لم يعوض علينا بقرش، فمجلس الجنوب لا يغطي سوى اضرار المنازل، والهيئة العليا للإغاثة لم تصل الى هذه المنطقة بعد، "اليونيفيل" لا دور هاماً لها في منع الخروقات، عملهم الإبلاغ وإعداد التقارير، إنهم اشبه بشهود زور في معظم الحالات".

الوضع على طول حدود القطاع الشرقي كانت سمته الهدوء الحذر، يقول عنصر امني لبناني بدأ مهمة المراقبة بمحاذاة السياج الشائك باكراً، ويضيف: كل ما لاحظناه في الجانب المحتل، اعمال مراقبة من عدونا لمناطقنا، تكثيف في الدوريات المدرعة والراجلة..

خلال جولتنا على طول المنطقة المحاذية لجبهة مزارع شبعا انطلاقاً من بركة النقار وحتى الغجر مروراً بكفرشوبا ووادي خنسا وحلتا، بدا الوضع شبه عادي، تحركات الجيش الإسرائيلي اقتصرت على دوريات مدرعة اضافة الى اخرى لعناصر مشاة، حشود اسرائيلية بدت عند خط التماس لمزارع شبعا، في ظل تحليق لطائرة استطلاع من دون طيار في أجواء المزارع والجولان المحتل، كما لوحظ بأن الجيش الإسرائيلي لجأ الى تركيز نقاط مراقبة عدة قبالة المناطق المحررة.

على طول الخط الأزرق في الجانب المحرّر ركز الجيش اللبناني نقاط مراقبة ثابتة ومتنقلة، في أكثر من محور مشرف على المنطقة المحتلة، زودت عناصرها بمناظير واجهزة لاسلكية. كذلك رفع الجيش من جهوزيته على طول الخط الحدودي تحسباً لأية تطورات ميدانية.

من جهتها كانت للقوات الدولية حركة ناشطة، سيّرت دوريات عند تخوم مزارع شبعا المحتلة، بحيث جابت هذه الدوريات المنطقة الممتدة من الغجر والوزاني وحتى مرتفعات جبل الشيخ.

تعليقات: