المحكمة العسكرية تستمع إلى إفادات 4 شهود باغتيال رمزي نهرا من قٍبَل الإسرائيليين

المغدور رمزي نهرا
المغدور رمزي نهرا


الجلسة تمحورت حول موقع منزله.. وزوجته تنتظر حكم القضاء

لم تشأ زوجة المغدور رمزي نهرا الذي اغتاله الإسرائيليون بعبوة ناسفة على طريق ابل السقي كوكبا في 6 كانون الأول من العام 2002 وبرفقته ابن شقيقته ايلي عيسى، اتهام الموقوف جان زنقول المتهم بالجريمة وبالتعامل مع الموقوف جان نهرا مع العدو الإسرائيلي، فهي تنتظر حكم القضاء لتتخذ في ضوء ذلك الإجراء المناسب.

وبعد 10 سنوات على الحادث، حضرت نتالي نمر أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وعضوية المستشار المدني القاضي حسن شحرور وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي لتدلي بإفادتها بناء على طلب جهة الدفاع، ولتؤكد بأنها لا تعرف المتهم زنقول ولتوضح للمحكمة مدى إمكانية رؤية منزل المغدور من الطريق العام عبر سور حديدي، الأمر الذي يحاول وكيل الدفاع عن زنقول المحامي فادي الجميل وقبله وكيلا زنقول السابقين التركيز عليه، ليثبت للمحمكة أنه من الاستحالة مشاهدة ما يحصل داخل السور من الخارج، وبالتالي انتفاء التهمة المساقة ضدّ موكله بمراقبة تحركات المغدور وتزويدها للعدو ما سهّل اغتياله.

وجاءت إفادة زوجة المغدور مناقضة لتلك "الاستحالة" التي تحدث عنها المتهم نفسه، فأكدت أن المنزل الذي يقع على الطريق العام لا يحجب سوره الذي يرتفع حوالى المتر ونصف المتر، الرؤية. وأضافت على ذلك بأنّ المنزل يقع في طبقة عالية عن الأرض. وأصرّ زنقول على إثبات أقواله واصفاً المنزل وسوره بدقة ما استدعى بممثل النيابة العامة الى التنبيه لذلك طالباً تدوين أقوال المتهم وبدقة أيضاً.

وعلى الرغم من السنوات العشر التي مضت على الجريمة فإنّ زوجة المغدور أبدت تأثرها الشديد حين سئلت عن مكان وقوع الجريمة وكيفية حصولها، وهي حاولت حبس دموعها، ما انسحب على صوتها، حين كانت تجيب بالإيماء برأسها.

وجاء سؤال جهة الدفاع للشاهدة عن طبيعة عمل زوجها ليعيد إليها صوتها الذي اختنق للحظات اثر استعادتها لوقائع الجريمة. فأجابت بكل ثقة: "لا أعرف". علماً أن المغدور عمل مع آخرين وضمن مخطط بين المقاومة ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني، على خطف العميل أحمد الحلاق من قلب الشريط الحدودي عام 1996 إلى قلب بيروت.

وكانت المحكمة قد استمعت أمس إلى إفادات أربعة شهود ورفعت الجلسة إلى 19 الجاري للمرافعة والحكم بعد أن استمهل ممثل النيابة العامة لإبداء مرافعته.

وباستماعه بعد حلفه اليمين القانونية أفاد العميد المتقاعد في الجيش عبدالله ماروني بأنه شغل منصب رئيس مكتب مخابرات في مرجعيون في الفترة الممتدة من آب عام 2005 حتى أيلول من العام 2006.

وفي ردّه على أسئلة وكيل جان نهرا المحامي انطوان نعمة، سئل عن المتهم فقال إن اسمه ليس غريباً عنه، وأضاف بأنه استدعاه أكثر من مرة لاستيضاحه عن معلومات معينة كانت ترد للمكتب.

وأكد الشاهد أنه لم يكلف نهرا المذكور بأي مهمة أمنية، وأشار في رده على سؤال للرئاسة إلى أن جان نهرا تحدث مرّة بحضوره قبل حرب تموز عن مسألة بدت للشاهد كأنها وهمية أكثر منها حقيقية، لافتاً إلى وجود أكثر من شخص في المنطقة يحملون اسم جان نهرا. وأضاف الشاهد رداً على سؤال للدفاع بأنه لم يحصل أن أبلغه شخص عن معرفته بمكان رفات أو عظام تعود للطيار الإسرائيلي رون آراد.

وعلّق المتهم نهرا على إفادة الشاهد مؤكداً بأنه حضر إلى مكتبه في مرجعيون وسلّمه معلومات.

ثم استمعت المحكمة إلى إفادة الشاهد الرقيب أول محمد حيدر بعد حلف اليمين القانونية فأكد بأنه يعرف جان نهرا باسم جان خرما ودلّ عليه. وأوضح رداً على سؤال للمحامي نعمة أن رئيس مركز المخابرات في مرجعيون العقيد عدنان غيث أبلغه خلال العام 2008 عن أن شخصاً يعرف مكان وجود رفات رون آراد وهي في بلدة قصرنبا، إنما لم يكن يوجد أي إثبات لتلك المعلومات، التي لم تكن دقيقة.

ورداً على سؤال رئيس المحكمة قال الشاهد إن جان نهرا كان محل ثقة في مرات عدة، ومحل شبهة في مرات أخرى، وأن أشخاصاً كانوا يقولون للشاهد إن نهرا يعاني من انفصام في الشخصية، إنما كان يعطيه معلومات ويعود الشاهد ويسأل آخرين فيعطونه المعلومات نفسها التي أعطاه اياها نهرا. وأكد الشاهد بأنه لم يأخذ من نهرا أي أقوال موثوقة عن عملاء ولم يكلفه بأي مهمة أمنية.

واستمعت المحكمة إلى إفادة نتالي نمر زوجة المغدور رمزي نهرا، فأوضحت بعد حلفها اليمين القانونية، رداً على سؤال حول موقع منزلها، بأنه يقع على الطريق العام في منتصف البلدة ويعلوه سور بحدود المتر ونصف المتر وغير حاجب للرؤية لأن المنزل يعلو عن سطح الأرض. وأضافت أن المنزل مؤلف من طبقتين بدون موقف السيارات.

وسئلت عن مكان معمل جان زنقول فقالت: أنا لا أعرفه لجان زنقول ولا أعرف مكان عمله.

وحاول وكيل زنقول المحامي الجميل عرض صورة على الشاهدة لتحديد المسافة التي تبعد المنزل عن مكان المعمل، غير أن رئيس المحكمة رأى أن الصورة التي أبرزها الجميل ترتبط بمقياس معين كونها مأخوذة من موقع الـ"غوغل" ولا يمكن الاستناد إليها.

وسئلت الشاهدة عن مكان حصول الانفجار، فقالت في البدء لا أعرف، ثم صمتت قليلاً لتعود وتقول: حصل في مكان يبعد عن المنزل حوالى 800 متر، وذلك بعد خروجه (زوجها) من المنزل بحوالى 10 دقائق وكان برفقته ابن شقيقته ايلي عيسى الذي قضى معه. وأضافت أن صوت الانفجار كان قوياً. وأكدت أن زوجها كان يستعمل سيارة مرسيدس وليس فيها زجاج حاجب للرؤية، وهو يقودها قبل 3 سنوات من اغتياله.

وبسؤال رئيس المحكمة عما إذا لاحظت الشاهدة أو شكت بأن زوجها مراقب فأجابت: لم يكن يتحدث أمامي بشيء. ولم يكن له مرافقون وكان يتجوّل بمفرده. ويبقى برفقة المرحوم ايلي، كما أنه كان يقود سيارته بنفسه.

وسئل: هل تقدمت بدعوى، فأجابت: كلا، أنا أنتظر حكم القضاء وعلى ضوء ذلك سأتقدم بدعوى.

سئلت: ماذا كان المغدور يعمل، فأجابت: لا أعرف.

وعلق زنقول على أقوال الشاهدة حول توصيفها للمنزل فقال: من المستحيل مشاهدة ما يوجد أمام المنزل من الخارج عبر السور الحديدي.

وهنا تدخّل ممثل النيابة العامة ملاحظاً أن المتهم يعرف المنزل أكثر من الشاهدة.

وعاد زنقول ليؤكد بأنه يمر عادة وحكماً على الطريق العام بسيارته أثناء توجهه الى عمله وعودته الى المنزل وليس سيراً على الأقدام، ولا يمكن رؤية شيء في الداخل.

وباستماع الشاهد كريم عبيان على سبيل المعلومات أفاد بأنه حوكم سابقاً ستة أشهر، وقال: كنا محكومين لأنو يللّي بيبقى بالجنوب بينحَكم إجباري".

وأفاد رداً على أسئلة المحامي نعمة أنه يعرف شخصاً يدعى قاسم مشموشي إنما يعرفه باسم أبو أحمد وهو يتبع لمخابرات الجيش. وأضاف بأن أبو أحمد يرسل له هذا الشخص (مشيراً الى جان نهرا) ويحضر له مظاريف، إنما كان نهرا يعمل على إقفالها كي لا يقرأها الشاهد الذي أضاف: قَدْ ما هوّي نجس جان نهرا كان يقفل المظاريف.

وبسؤاله أوضح الشاهد أنه يعمل سائق تاكسي وكان ينقل المظاريف من نهرا إلى أبو أحمد وبالعكس، وأحياناً كان يقل نهرا إلى مكتب أبو أحمد قرب وزارة الصحة.

وعن الفترة التي كان يحصل فيها ذلك، قال: جان موقوف منذ 3 سنوات قَدْ ما لسانو بيلِتْ".

وبعد أن استمهل ممثل النيابة العامة للمرافعة، رفعت الجلسة إلى 19 الجاري للمرافعة للحكم.

...

..

.

حول عملية اغتيال رمزي نهرا، كتبت النهار في 8 كانون الأول 2002:

"حزب الله" اعتبرهما "شهيدي لبنان والمقاومة"

مأتمان حاشدان لنهرا وعيسى في ابل السقي ورأس بعلبك

النهار (الأحد، 8 كانون الأول / ديسمبر 2002)

احتفل صباح أمس في بلدة ابل السقي الحدودية بالصلاة لراحة نفس رمزي نهرا وابن اخته ايلي عيسى اللذين قضيا يوم الجمعة بانفجار عبوة ناسفة كانت زُرعت على طريق عام ابل السقي - كوكبا.

وكان جثمان نهرا نُقل صباحاً الى كنيسة البلدة، وكان في استقباله حشد كبير من الفاعليات السياسية والحزبية والدينية والشعبية، وفي مقدمها عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نزيه منصور ومدير جهاز الامن القومي في الجنوب المقدم كميل شمعون اضافة الى رئيس فرع مخابرات الجيش في النبطية الرائد علي نور الدين وعضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب عبدالله همدر ومسؤول اللجنة الامنية في الحزب ناصر علّيق وعضو قيادة "حزب الله" في الجنوب حسين عبدالله، اضافة الى وفد من مشايخ الدروز في حاصبيا.

وعمّت حال من الاسى والحزن شوارع البلدة التي اتشحت بالسواد وأقفلت كل متاجرها التجارية. ورُفعت اللافتات المندّدة بالجريمة والتي حملت كلها توقيع "حزب الله"، ومما كتب فيها: "اسمى التعازي باستشهاد المناضل رمزي نهرا"، "اسرائيل دولة الارهاب"، "اميركا راعية الارهاب الاسرائيلي".

وفي الكنيسة رفع متروبوليت صيدا وصور للروم الارثوذكس المطران الياس الكفوري الصلاة لراحة نفس رمزي نهرا يعاونه لفيف من المطارنة والآباء. واعتبر كفوري في عظته ان "رحيل نهرا هو خسارة وطنية كبيرة"، لافتاً الى "ان الوحدة الوطنية اللبنانية تجلّت اليوم بأبهى صورها في وداع رمزي، وهذا فخر لنا جميعاً".

وبعد الصلاة، نُقل الجثمان في موكب حاشد جاب شوارع البلدة الى مدافن العائلة حيث عزفت الفرقة الموسيقية التابعة لـ"كشافة الامام المهدي" لحن الموتى وتم دفنه، ثم انتقل الموكب الى رأس بعلبك لدفن ايلي عيسى في مسقطه.

وندّد النائب منصور باغتيال نهرا معتبراً ان هذا الحادث لن يمر هكذا، فهؤلاء الشهداء ومنهم رمزي قد رسموا طريق هذا الوطن بدمهم وتضحياتهم". وأضاف "ان العدو الاسرائيلي يثبت مرة جديدة انه لا يمكن ان يهادن او يسالم، بل انه ينتظر اللحظة لارتكاب المجازر والاعتداءات. وما حصل بالأمس هو رسالة موجهة الى الجميع بان هذا العدو ما زال موجوداً وما زالت آلته الاجرامية تعمل. ونقول انه مهما بلغت التضحيات فاننا سنتمسّك اكثر بأرضنا وبوطننا وسنعمل لمواجهة هذا العدو في كل المواقع".

الحادث

وبالعودة الى تفاصيل انفجار العبوة، فللمرة الأولى منذ الانسحاب الاسرائيلي من القرى الحدودية انفجرت عبوة ناسفة بين طريق عام ابل السقي وكوكبا لدى مرور سيارة رمزي نهرا (مواليد ابل السقي عام 1957) وابن اخته وعديله ايلي عيسى (مواليد رأس بعلبك 1973)، وهي من نوع مرسيدس 500 سوداء وتحمل رقم .111527

وادى الانفجار الى انقلاب السيارة بعد قذفها لاكثر من خمسين متراً واحتراقها وتطاير الجثتين منها.

وحضرت عناصر من الدفاع المدني التابع لحاصبيا لاطفاء السيارة، والصليب الاحمر، اضافة الى عدد من افراد القوة الامنية المشتركة والدرك. وقدّر الخبير العسكري زنة العبوة بكيلوغرام ونصف كيلوغرام، وكانت زُرعت على الطرف الايمن من الطريق وتم تفجيرها من بعد. وصودف مرور النائب قاسم هاشم الذي وجّه اصابع الاتهام الى "العدو الصهيوني الذي لا يزال يحاول النيل من شعبنا وصمودنا".

ويذكر ان اسم رمزي نهرا كان ذُكر مراراً في وسائل الاعلام الاسرائيلية على انه شارك في اخراج احمد الحلاق من الشريط الحدودي وتسليمه الى السلطات اللبنانية، وفي استدراج الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين خطفهم "حزب الله". وهو سُجن مرات في اسرائيل بتهمة تهريب المخدرات.

رأس بعلبك

ومن مراسل "النهار" في بعلبك، ان بلدة رأس بعلبك في البقاع الشمالي احتفلت بالصلاة بعد ظهر أمس لراحة نفس ايلي يوسف عيسى (29 عاماً) الذي سقط في تفجير السيارة في ابل السقي في الجنوب مع خاله رمزي سعيد نهرا.

وشارك في المأتم الرسمي والشعبي النواب حسين الحاج حسن وعمار الموسوي وعاصم قانصوه، والنائب السابق سعود روفايل. وترأس الصلاة راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران كيرليس سليم بسترس، فيما لفتت مشاركة مميزة لـ"الاحزاب الوطنية والاسلامية"، في الصلاة، وفي مقدمها "حزب الله" وحزب البعث العربي الاشتراكي. واستقبلت رأس بعلبك الجثمان بمثابة "عرس مقاوم" ونثرت النسوة عليه الارز والورود في وقت ازدانت طريق البلدة من مفترق الطريق الدولية من ساحة رأس بعلبك وكنيسة مار اليان والمدافن بصور "المقاوم عيسى" ولافتات باسم "حزب الله" والبعث وعائلات البلدة ابرزها للحزب: "حزب الله يدين الاجرام الصهيوني في اغتيال الابرياء منهم الشهيد ايلي عيسى" وواحدة موقعة باسم البعث "استشهادك ايلي على يد الغدر الصهيوني وسام على جبين رأس بعلبك" وللأهالي "بالأمس احتفلنا بعرسك واليوم نحتفل بعرس استشهادك".

ولدى وصول الجثمان الى ساحة البلدة رفع النعش على الأكف واستقبله الاهالي من قرى المنطقة مسيحيين ومسلمين ورقّصوه مراراً قبل دخوله الى كنيسة مار اليان ووداعه حتى المدافن بمشاركة موسيقى شبيبة الراس، وكشافة التربية. وسارت في مقدم المستقبلين زوجة الراحل تحمل صورته وصورة زفافهما قبل نحو شهرين.

وداخل الكنيسة جلس والد الفقيد بين النائبين الموسوي والحاج حسن معتمراً كوفية.

وترأس المطران بسترس الصلاة وألقى عظة عن الشهادة والموت والحياة وقال: "ان شهيدنا كبير اليوم وسمعنا من الانجيل سيضطهدونكم لأنهم لم يعرفوا ان الله هو أب لجميع الناس هؤلاء الذين اخذوا الانتقام شريعة، ويقول السيد المسيح هؤلاء الناس لا يعرفون الله الذي هو محبة، ووصية السيد المسيح احبوا بعضكم البعض كما احببتكم وهذه الوصية وحدها تستطيع ان تخلص لبنان من المآسي التي لا يزال يرزح وطننا تحتها.

ندين هؤلاء المجرمين في هذه الحياة والوطن. لا بد من دولة تلاحق المجرمين والذين يزرعون المتفجرات ولا يعرفون الله ولا الدين ولا الانسان شريعتهم القتل ان يضربوا بيد من حديد حتى لا تتكرر المآسي. شاب بريء كان عرسه قبل شهرين يموت اليوم ضحية البغض والكراهية فما ذنبه، انه تربى في عائلة مسيحية وأراد ان يعمل من اجل الوطن، وكل انسان يخدم وطنه بالطريقة التي يراها مناسبة وكلنا مدعوون الى خدمة الوطن والدفاع عن الكرامات، ومدعوون جميعاً الى ان يحل السلام في لبنان وان تتحرر ارضه كلها وكل شبر. انها مسؤولية الجميع والدولة هي المسؤولة اولاً عن التحرير والحفاظ على امن المواطنين".

ونقل النائب عمار الموسوي تعازي الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وتحياته وقال في كلمته: "باسم حزب الله والمقاومة الاسلامية وكل المقاومين والاحرار في هذا الوطن نعزيكم بخسارة الشاب ايلي عيسى ونهنئكم لأننا جميعاً في موقع المقاومة ضد عدو غاشم ولن نحيد مهما كانت التضحيات وسنكمل طريق المقاومة لأنه الخيار الوطني اللبناني خيار كل الطوائف والعائلات. ودم الشهيد ايلي شهادة على ان المعركة لم تنته مع العدو الصهيوني ونؤكد ان خيار اهلنا لم يكن العمالة للعدو بل مقاومة له بكل الوسائل. وتعرفون كم قدم هذا الشهيد من تضحيات لمصلحة الوطن والمقاومة.

ان الفاعل ليس مجهولاً. انه معلوم انه العدو الصهيوني ومعركتنا معه تستمر وهو الذي مارس الارهاب والاجرام، نتمسك بخيار المقاومة وسلاحها وبأن تبقى الدولة ساهرة على الامن كخيار حكيم ومصيب وإلا سيتربص العدو بنا صباحاً ومساءً، وسنقطع اليد الارهابية المجرمة التي امتدت الى هذا الشهيد وخاله رمزي، وسنقطع كل ارهاب صهيوني ويد المقاومة طويلة وساعة الانتقام آتية".

...

..

.

وفي ذكرى الأسبوع، كتبت النهار:

في ذكرى أسبوع رمزي نهرا وإيلي عيسى

قداس وجناز بدعوة من "حزب الله" في إبل السقي

النهار (الإثنين، 16 كانون الأول / ديسمبر 2002)

رونيت ضاهر

في مناسبة مرور اسبوع على سقوط رمزي نهرا وايلي عيسى بانفجار استهدف سيارتهما في ابل السقي، اقيم قداس وجناز لراحة نفسيهما في كنيسة القديس جاوجيوس للروم الارثوذكس في البلدة، ترأسه متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون المطران الياس كفوري وحضره النائب عبدالله قصير ممثلاً "حزب الله" والنائب جورج نجم والمسؤول عن القطاع الشرقي في الحزب حسين عبدالله ومحيي الدين جويدي ممثلاً النائبة بهية الحريري، وكمال الجمل ممثلا النائب اسعد حردان وجورج شوفاني ممثلا حزب الكتائب، اضافة الى شخصيات امنية وحزبية واجتماعية.

وكان "لـ"حزب الله" الذي تولى تنظيم القداس والاشراف على الترتيبات مواقف سياسية بارزة، ورُفعت اعلام الحزب على مداخل البلدة وبيت نهرا. ورثى الشاعر طليع حمدان الفقيدين.

والقى المطران كفوري كلمة دينية وسياسية اعتبر فيها ان "الخوف الاعظم هو ممن يقتل الروح وليس الجسد"، وقال: "نقول لاسرائيل، لقد خاب فألك اذ حاولت مراراً وتكراراً ان تخترقي وحدتنا الوطنية لكنك فشلت وسوف تفشلين. اسرائيل التي خلّفت اسلحتها وراءها إبان التحرير حاولت زرع الفتنة بيننا وراهنت على ذلك، لكننا كنا اذكى واقوى من ذلك لان ليس من طبيعتنا العدوانية ولا التعدي على احد".

كلمة "حزب الله" القاها النائب قصير باسم الامين العام للحزب، وهدّد فيها اسرائيل بان "يد المقاومة سوف تكون طويلة لأن هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب"، وقال: ان "العدو الاسرائيلي عبر هذه الجريمة يوجه رسالة الى اللبنانيين أن اعماله العدوانية لن تتوقف وأنه مصمم على ضرب وحدتنا الوطنية وصمودنا، لأنه ينزعج من وقوف المسيحي الى جانب المسلم في مواجهته. لذلك فالحاجة الى المقاومة ليست حاجة آنية تتوقف بتحرير الجنوب وانما هي ضرورة وطنية ملحة لاستكمال تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولاستعادة الاسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال".

وتطرّق الى موضوع "العملاء" معتبراً ان "التغاضي عن الذين تعاملوا مع العدو الاسرائيلي قد يكون احد الاسباب التي جعلت العدو يفلح في اغتيال رمزي وايلي. لذلك نطالب القضاء اللبناني والاجهزة الامنية والعسكرية والمرجعية السياسية في لبنان بالالتفات الى ضرورة عدم التساهل مع العملاء الذين عاد بعضهم من اسرائيل حاملاً معه الآلاف من الدولارات تعويضاً لعمالته فيما يشكو الاسرى المحررون من السجون الاسرائيلية من انهم لا يزالون ينتظرون حقوقهم المستحقة من الدولة اللبنانية".

وانتقد القرار الكندي بادانة المقاومة في لبنان معتبراً انه "لا يستند الى اي حقيقة او واقعة، وانما هو رغبة اسرائيلية واميركية في النيل من المقاومة التي تحولت نموذجاً لانتصار ارادة الشعوب الفقيرة والصغيرة على قوى الشر والعدوان". واضاف ان "استهداف "حزب الله" بهذه القرارات هو استهداف لكل اللبنانيين على السواء وليس للحزب وحده".

وكان للحزب موقف من باريس - 2 فلفت قصير الى انه "رغم ايجابيات قرارات المؤتمر فهي غير كافية لأن هذه الخطوات قد تؤجل استحقاق الازمة قليلاً لكنها لن تلغيها. فالمطلوب تغيير العقلية عند الطقم الحاكم وعدم التفكير فقط في المصالح الخاصة واهمال مصلحة الدولة".

والقى الاب ابرهيم نعمة من بلدة رأس بعلبك كلمة باسم ابناء بلدته متهماً "يد الاجرام الاسرائيلي الصهيوني بزرع الدمار والموت في ارجاء البلاد"، وقال: "سنبقى نحرر ونقاوم لاننا كلنا مقاومة، وما استشهاد رمزي وايلي واستشهاد عناصر من المقاومة والجيش سوى علامة الوحدة والتوحد لابناء الوطن الواحد في دحر العدو الاسرائيلي، وما ذلك الا رسالة واضحة منا ان شعب لبنان كله في خندق واحد ومصير واحد" واثنى على "جهود المقاومة وما قدمته من تضحيات في سبيل تحرير الوطن".

شقيق رمزي، كميل نهرا اكد "استمرار المقاومة في مواجهة اسرائيل" وقال: ان "هذه العملية سوف تدفعنا الى البقاء والصمود والتضحية. اسرائيل هي عدو تاريخي للبنان ولشعبه والوقوف في وجه هذا العدو من المسؤوليات الوطنية. باستشهاد رمزي وايلي ندرك الخطر الاسرائيلي الذي يهدد مصير لبنان، لكن رمزي راح يفتش عن مكامن القوة التي ترعب العدو. لقد عمل سابقاً مؤمناً بقضية قدّسها واعطاها كل عمره، وكان سبقه الى الشهادة شقيقه حبيب. كم لنا الشرف ان نكون في موقع المواجهة مع العدو، وان نكون عامل الخطر عليه، وسوف نبقى على هذا النهج الذي سلكناه، ومن هنا نعاهد كل اللبنانيين والوطنيين اننا سنبقى في المواجهة والتحدي ولن ترهبنا العبوات ولا الاجرام الصهيوني".

ونقول للعدو ان قضيتنا مقدسة ومحمولة بيدين امينتين يد الرئيس اميل لحود ويد السيد حسن نصرالله".

من جهته اعتبر شوفاني ان "الاحداث علمتنا انه كلما توحد لبنان انتصر وكلما انقسم على نفسه انكسر. وها اسرائيل تحاول في كل مرة تقويض لبنان، واشعال الحرب فيه لالغاء فكرة الدولة عبر اللعب على ترسبات الماضي الطائفية، لكنها عبثاً فعلت وتفعل بفضل وعي الدولة والمقاومة لاطماعها في لبنان ومياهه وخيراته. وعندما عجزت عن النيل من وحدة القرار اللبناني في مواجهتها، لجأت الى توتير الامن الداخلي عبر عمليات الاغتيال المشبوهة، والهدف ارجاعنا الى الحرب الاهلية. ان هذا الحلم الاسرائيلي مرفوض. وانتقد "محاولات الاستغلال الاسرائيلية للمسيحيين" مؤكداً ان المسيحيين في هذا الوطن "ينتمون الى القومية العربية" ومستشهداً بما قاله الرئيس المؤسس للكتائب (بيار الجميل) لاحد الصحافيين الاسرائيليين: "قل لمناحم بيغن نحن عرب".

بقايا سيارة المغدور رمزي نهرا بعد عملية اغتياله
بقايا سيارة المغدور رمزي نهرا بعد عملية اغتياله


تشييع رمزي نهرا عام 2002 في بلدته إبل السقي - أرشيف
تشييع رمزي نهرا عام 2002 في بلدته إبل السقي - أرشيف


تعليقات: