صيدا ترفض أسلوب قطع الطرق تعبيراً عن المطالب.. واجتماع لفاعلياتها اليوم

الشيخ الأسير بين المعتصمين من أنصاره في صيدا
الشيخ الأسير بين المعتصمين من أنصاره في صيدا


صيدا ترفض أسلوب قطع الطرق تعبيراً عن المطالب.. واجتماع لفاعلياتها اليوم

الأسير يقيم صلاة جمعة وسط الطريق مهدداً باللجوء إلى التصعيد

..

أجمعت الفاعليات الصيداوية على رفض جرّ المدينة إلى توتير، وفصلها عن عمقها الطبيعي مع الجنوب وشرقها، ووسيلة استخدام الشارع وقطع الطرقات والأرزاق للتعبير عن الآراء، علماً بأن ذلك يتنافى مع نسيجها الاجتماعي والأخلاق الإسلامية، لأنه بالإمكان التعبير عن الآراء بأساليب حضارية، دون قطع الطرقات وحرق الإطارات المطاطية.

ولعل خطوة «الجماعة الإسلامية» بالاعتصام وانارة الشموع احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، تأتي في اطار التعبير الحضاري.

فقد انشغلت «عاصمة الجنوب»، باعلان إمام «مسجد بلال بن رباح» في صيدا الشيخ أحمد الأسير تنفيذ اعتصام مفتوح احتجاجا على «السلاح خارج إطار الدولة وحتى البت بمصير هذا السلاح»، والقيام مجموعة كبيرة من أنصاره،  بقطع الطريق الرئيسي عند مثلث «جامع الحاج بهاء الدين الحريري» - دوار مكسر العبد على بوليفار الدكتور نزيه البزري عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، حيث نصبت خيم في منتصف  الأوتوستراد وحضرت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاولة لثنية عن قرار الاعتصام، لكن كل المساعي لم تفلح في إعادة فتح الطريق، نظرا للجموع الكبيرة وللسيارات التي وضعها أنصار الشيخ الأسير الذين افترشوا الأرض، مصممين على تنفيذ الاعتصام المفتوح والنوم في الطرقات .

وأكد الشيخ الأسير على «سلمية تحركه والاعتصام المفتوح»، معلناً «عن خطوات سيتم اتخاذها مع الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطلب التحرك»، مستدركاً القول:» لا نريد الاصطدام مع القوى الأمنية، وتحركنا سلمي ومفتوح، وسنواجه أي تحرك ضدنا بصدورنا العارية».

وكان وزير الداخلية مروان شربل كلف كلاً من محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر وقائد منطقة الجنوب الاقليمية العميد طارق عبد الله بزيارة الأسير في الخيمة للطلب منه فك الاعتصام، لكنه لم يقتنع بفكه، وقال:» لن نرجع الى منازلنا قبل ايجاد حل سلمي للسلاح خارج الدولة»، لافتا الى انه «لا يرى ان هناك فتنة، بل الفتنة الحقيقية هي بالسكوت على هيمنة السلاح»، مؤكدا ان «الاعتصام باق في مكانه حتى الموت، وسنتجه الى خطوات تصعيدية، وأن صلاة وخطبة الجمعة ستكون في مكان الاعتصام».

واستمر اجتماع المحافظ أبو ضاهر والعميد عبد الله بالأسير لأكثر من ساعتين، ولم يثمر الاجتماع عن اي حل، وخاصة انه كان قد طلب من الأسير فتح الطريق، وإبقاء الاعتصام لأن هذه الطريق تعبرها قوات الطوارئ الدولية،  بدل من الطريق البحرية لأنها آمنة».

ولفت الأسير الى ان «كل اللبنانيين خائفون من الحرب والفتنة، ولكن لا يمكننا العيش دون كرامة وسلاح «حزب المقاومة» سلب منا الكرامة».

وكانت اجتماعات واتصالات مكثفة شهدتها مدينة صيدا بين المراجع السياسية، الأمنية والدينية تناولت قضية الإعتصام المفتوح الذي يقيمه الشيخ الأسير، عقد اجتماع في دار الفتوى للقادة الأمنين مع مفتي المدينة وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، بعد ذلك عقد المفتي اجتماعاُ مع الشيخ الأسير في مكان الاعتصام، كما عقد اجتماع آخر ضم الشيخ الأسير والمحافظ ابو ضاهر و العميد عبد الله.

على خط مواز جرت اتصالات بين الشيخ ماهر حمود وأمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري، بعدما أجرى الشيخ حمود اتصالا مع امين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور اسامة سعد، وأخرى مع الاجهزة الامنية، لبحث هذا الموضوع.

وتلقى الشيخ حمود اتصالاً مع النائب بهية الحريري، واتصالات أخرى، تستنكر ما يحدث وتطلب من الاجهزة الامنية حل الامور بهدوء حتى لا تحصل ارتدادات سلبية على هذا الموضوع.

وعلم أن الفاعليات الصيداوية ستعقد اجتماعاً لها الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم (الجمعة) في بلدية صيدا بحضور الرئيس فؤاد السنيورة، لبحث التطورات التي تشهدها المدينة.

وتردد أن وزير الداخلية سيزور مدينة صيدا اليوم (الجمعة) لمتابعة الوضع ميدانياً.

{ واعتبر الدكتور سعد أن «قطع الطريق الدولية في صيدا بذريعة الاحتجاج على سلاح المقاومة، لا يؤدي إلا إلى الإضرار بمصالح المواطنين في صيدا والجنوب، والإساءة إلى الأمن والاستقرار في المنطقة».

وقال سعد: «إن موضوع سلاح المقاومة هو أحد البنود التي تتضمنها الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على جدول أعمال طاولة الحوار، وهو موضوع خلافي تجري مناقشته بين رجال الدولة المدعوين إلى الحوار، علماً بأن من بين هؤلاء «تيار المستقبل» وفريق «14 آذار» الذين يحملون المواقف ذاتها التي يحملها الذين يحتجون اليوم في الشارع، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل: «ما دام موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة مطروحاً على طاولة الحوار، فلماذا يجري طرحه أيضاً في الشارع؟، هل هي وسيلة للضغط على المتحاورين؟ أم هو توزيع للأدوار بين من يجلسون على طاولة الحوار ومن يحتجون في الشارع»؟.

وأضاف: «نضم صوتنا إلى صوت الهيئات الاقتصادية، وندعو إلى تجنيب هذه المنطقة، ولبنان عموماً، ما من شأنه ضرب الاستقرار والإضرار بالحركة الاقتصادية ومصالح المواطنين وتهديد السلم الأهلي»، مطالباً «الدولة وأجهزتها بالقيام بدورهم في وضع حد لخطاب التحريض المذهبي، والممارسات الاستفزازية، وقطع الطرقات الدولية، حفاظاً على السلم الأهلي وعلى المصلحة الوطنية ومصالح المواطنين وحياتهم.

{ كما استنكر الدكتور عبد الرحمن البزري قطع حركة المرور في صيدا وقال: «إن ما يحدث على الساحة الصيداوية وان كان في خانة التعبير عن الرأي، إلا انه يؤثر سلباً على حركة المدينة واوضاع اهاليها الحياتية والاجتماعية، ويتنافى مع التمايز الصيداوي الذي عكس نفسه في عدم جر المدينة الى سلسلة الأحداث التي عصفت بالبلاد والذي ادى الى تحييدها فلهت بنفسها عن مسلسل الاحداث الامنية والدائمة التي وقعت في مناطق لبنانية مختلفة».

ودعا البزري «الجميع للعمل على إيجاد حل يحفظ المدينة ويحافظ على علاقتها مع جوارها ويعكس تاريخها اذ لغا يجوز ان تكون صيدا ساحة لتحركات تهدف الى طرح مواضيع اختلف اللبنانيون حولها وهي جزء لا يتجزأ من طاولة الحوار اللبناني».

نساء منقبات في الاعتصام
نساء منقبات في الاعتصام


نساء منقبات من أنصار الأسير مع أطفالهن خلال الاعتصام
نساء منقبات من أنصار الأسير مع أطفالهن خلال الاعتصام


تعليقات: