الحاجة أم بلال قانصو.. جارة الرضا


اليوم نكتب ونحرر أفكارنا لتكتب عن إنسانة عزيزة غالية علينا جميعاً، إنها الحاجة أم بلال قانصو، تلك الإنسانة التي أمْضَتْ عمرها في غرس زهور المحبة أينما ذهبت>>

وديعةٌ كفراشات الحدائق، مؤمنة، طاهرة، مربية فاضلة، مؤثرة بكل من عرفها في حَلّها وترحالها.

الحاجة أم بلال لؤلؤءةٌ قذفها المد إلى الشاطئ وبعد رحلة سنين طويلة جرفها الجزر معه إلى الأعماق، وهذا هو حال الدر والياقوت.

زنبقةٌ أنبثقت من حديقة هذه الحياة.

لقد تفاجأنا جميعاً برحيلها إن المسافر يحزم أمتعته ويُجهِّز لوازم السفر، أما الصدّيقون فيرحلون في غفلةٍ من الزمن فهكذا الأبرار يكون سفرهم غامضاً ورحيلهم مفاجئاً ، لم تحزم الحاجة أبلال حقيبةً ولا عدة ، فقد كانت كل لوازمها أنها حجة بيت الله الحرام وكانت قارئة للقرآن الكريم ومولاية لأمير المؤمنين ولآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

هذا ما أخذته معها في رحلتهالأخيرة، فنِعْمَ المسافر ونِعْمَ المنتظر لقد كانت على موعد مع أهل البيت حيث أنتقلت روحها الطاهرة إلى بارئها وهي مؤدية لفرض من فرائض الله التي أوجبها علينا وهي صلاة الفجر وصائمة بهذا الشهر المبارك، ولقد لبَّت الدعوة بهدوء .

لقد آلَمَتنا الحاجة أم بلال برحيلها، رحل ذلك الوجه البشوش، رحلت الحاجة أم بلال رحمها الله بكل هدوء ، كما هي عادتها أن تجلس بهدوء، وتتكلم بهدوء ، وتناقش بهدوء، هذا هو دَيدَنُها، وهذه هي طبيعتها ، الهدوء مخيّم على حياتها وفي مماتها.

هكذا كانت، وهكذا هي في نعيم وسعادة وهدوء مع محمد وآل بيته الأطهار، فكان أن الحاجة أم بلال أختارت فاطمة الزهراء شفيعةً لها فَنِعْمَ المختار وأحسن الأختيار.

إخوتي الأحبة لا نستطيع بهذه الكلمات القليلة أن نفي المرحومة الحاجة أم بلال حقّها.

وهل يمكن أن نحصر تلك الإنسانة الرائعة بعدة أسطر ؟؟؟

ولكن الكلام يجب أن يُكْتَب والكلمة يجب أن تُقرأ . عُذراً عن الإطالة فلستُ أنا المتكلم، ولكن هي المشاعر تُجبر الفم على أن ينطق.

عزيزي العم الحاج أبا بلال:

حقاً كانت الحاجة المرحومة إنسانة رائعة، رائعة بأخلاقها ، رائعةٌ بتنشئتها هذا الجيل المهندس بلال ، الدكتور جلال، والأخ علي، والأخوات المؤمنات دلال وكاتيا اللتان تُعَدُّان مفخرة لكم ولنا.

رائعة في سلوكها، في تصرفاتها، في حُسْنِ جيرتها، حقاً إنها أكثر من رائعة، حقاً إنها أم لنا وإنها كانت جارة الرضا.

إخواني الأعزاء المهندس بلال والدكتور جلال والأخ علي

" إخواني الأعزاء : لا تلوموني إذا ما أنطلقت من عيني دمعة حيرى ، فقد فقدتُ إنسانة كأمي واليوم أنطلقت قريحتي فتحملوني ، وتحملوا ما يجيش بصدري تجاه كل أم ، أطال الله بعمر الأمهات..

نعم ، مَنْ يفقد أمَّه، فإنه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ، ويفقد يداً تباركه وعيناً تحرسه وترعاه، ولكن ليكن إيمانكم بالله أقوى فوالدتكم لم تمت بل أنتقلت من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الخالدة.

أحبتي لا أدري ماذا أقول وكيف أصف مشاعركم ، وكأني بلسان حال كل واحد منكم يقول : ــ

عندما أنطرحُ على فراشي، أذكرُ يا أُمي يديك اللطيفتين الناعمتين ، وفي الليل أشعر بقدميك تنقران الأرض حول سريري، وفي الصباح أفتح عيني لأراكِ ، فلا أرى غير جدران غرفتي ، وفي النهار أمشي متلفتاً بين النساء مفتشاً وسائلاً أيتها النساء هل رأيتُنَّ أمي .

تعازينا الحارة للعم الحاج أبو بلال والرحمة للفقيدة الغالية الحاجة أم بلال، واسكنها الله فسيح جناته مع محمد وآل بيته الأبرار، وألهمكم جميعا الصبر والسلوان

والفاتحة لروحها الطاهرة مسبوقةً بالصلاة على محمد وآل محمد .

تعليقات: