عودي يا أمنا


عودي يا أمنا، يا أم كل اللبنانيين وما حوت هذه الأرض. يا أمنا، الشعب كفر بكل شيء، كفر بنوابه ومجلسهم، كفر بوزرائه، كفر بحكومته، كفر باستقلاله المزيّف، كفر بجمهوريته التي لا ترقى إلّا الى رمز ليس إلا، كفر بمقولة لبنان سويسرا الشرق. ربما كان هذا قبل ألف عام أما لبنان اليوم حاله حال جبال طورابورا الأفغانية لا حياة فيه، الفساد ينخر مؤسساته، هذه المؤسسات لا ترقى الى أي مؤسسة في اي بلد أوروبي ولا حتى أفريقي، فوالله سريلانكا وأثيوبيا هذان البلدان اللذان يصدّران الخدم أفضل حالا من هذا البلد الذي اسمه لبنان.

عودي يا أمنا، هذا البلد قد يأتي يوم تغيب الشمس عنه كما الكهرباء، عودي يا أمنا فبعودتك سوف يعود الأمل الى كل من لا أمل له في هذا البلد ويعود الأمل الى كل جائع والى كل مريض وعطشان. نهارنا معتم، ليلنا مظلم، سماؤنا غاب عنها القمر ولم نعد نرى النجوم، أطفالنا مشردين يتعاطون شرب السجائر والنرجيلة وربما أشياء أخرى لا نحب تسميتها. شباب عاطل عن العمل، بنات لبنان يعيشون حياة فيها الكثير من القهر واليأس والإحباط، هم في حالة رعب دائم على مستقبلهم الأسري، شباب عازف عن الزواج لأسباب مادية وسكنية. نعيش في بلد كل ما فيه أكذوبة، لقد فشلنا في حكم أنفسنا، كل هذه المصائب التي تواجه هذا الشعب وما يواجه من مشاكل حياتية، وما أكثرها، ومصرّون على أنّ هذا البلد مستقل وسيّد نفسه ، هذا البلد المرهون للشيطان وللبنوك والى هذه المليارات من الديون كيف يكون بلد مثل لبنان مستقل وتحتفلون كل عام بعيد استقلاله؟

كفى كفى استخفافا بعقول الناس.

عودي يا أمنا عودي يا فرنسا، الشعب فقط يريد أن يعيش على أرضه بكرامته ولا يريد شيئا غير ذلك.

تعليقات: