البندورة مكدسة في الحقول.. والكيلو بـ1500 ليرة

وحيد عند بسطة خضار ارتفعت أسعارها (طارق أبو حمدان)
وحيد عند بسطة خضار ارتفعت أسعارها (طارق أبو حمدان)


يحمّل المواطن عادل أبو عيسى تجّار المفرق وأصحاب البسطات الصغيرة، المسؤولية الكبرى عن ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة، خصوصاً في شهر رمضان. فقد تجاوزت أسعارها في أحيان عدة الضعف، فيما المطلوب في هذه الفترة خفض الأسعار، بالتزامن مع الكساد الزراعي الحاصل والمستشري في المناطق اللبنانية كافة، ناهيك بالجمود الاقتصادي، وعدم التمكن من تصدير الإنتاج بسبب الأوضاع غير المستقرة داخلياً وفي المحيط، فكان ان ارتفعت أسعار معظم الفاكهة والخضار بين ليلة وضحاها، بينها الخس والبندورة، الليمون الحامض والخيار، الفليفلة والباذنجان والحشائش، فضلاً عن الفاكهة مثل العنب، الموز والتفاح.

في جولة على أسواق حاصبيا والعديد من القرى الحدودية، يمكن قراءة الكثير من علامات السخط والاستياء على وجوه الذين يرتادون الأسواق الشعبية الأسبوعية. وهؤلاء إنما يهربون من الغلاء الفاحش والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأكثر استهلاكاً خلال شهر رمضان، كما تقول سلمى مبارك (ربة عائلة مؤلفة من 6 أشخاص). إذ الأسعار ارتفعت خلال اقل من 24 ساعة إلى ما بين 30 إلى 65 في المئة في مختلف أنواع الأصناف، ليس في صنف أو نوع معين. فقبل شهر رمضان كان سعر صندوق البندورة عشرة آلاف ليرة، والآن وصل سعر الصندوق نفسه إلى 16 ألفاً، وبلغ سعر كرتونة البطاطا ثمانية آلاف، بدلاً من خمسة آلاف قبل شهر رمضان، وارتفع سعر كيلو الموز من 900 ليرة قبل شهر رمضان ووصل اليوم لـ1250 ليرة.

وتتساءل مبارك عن دور وزارة الاقتصاد ومراقبيها، الذين عليهم الإطلاع على فواتير الجملة وجملة الجملة والتدقيق فيها، لتحديد المسؤولية عن هذه الفوضى في الأسعار، ثم العمل على لجمها وحتى تخفيضها، وتختم بالقول: يبدو أنه أمام شهر الرحمة تغيب الرحمة من قلوب معظم التجار.

ويستغرب علي المحمّد من الوزاني ارتفاع أسعار الخضار بهذا الشكل، ويقول "ما يحصل جنون أسعار غير طبيعي ومستهجن، عندنا في سهول الوزاني والماري وعين عرب، تركنا البندورة في الحقول طعاماً لقطعان الماشية، لأن تجّار الجملة لا يدفعون لنا كلفة قطفها، فكيف يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 1500 ليرة، بينما الصندوق بـ2000 ليرة، إنها مفارقة مجنونة، نحمل الدولة مسؤولية متابعتها وتحديد الجهة التي تستغل تعب المزارع".

"لا يوجد رادع لتجاوزات التجّار في هذا الشهر، فالجميع همّهم تحقيق أرباح غير مشروعة"، تقول المواطنة سلوى حمدان. فـ"أسواق الخضر والفاكهة غدت منفلتة من كل أشكال الضبط. ما حدا ببعض التجار الى رفع الأسعار غير آبهين بالقوانين والرقابات وما يتسببون به من إضعاف للقدرات الشرائية لغالبية عريضة من اللبنانيين".

ولا تملك سيدة خمسينية تتنقل من "بسطة" إلى أخرى في "سوق الخان" الشعبي، غير القول، جواباً عن سؤال "السفير" عمّا ابتاعته، "ما عاد هناك شيء رخيص سوى النفس البشرية.. فعلى الرغم من أننا في شهر الرحمة، إلا أننا لا نلمس غير الجشع والطمع لدى التجار. لم يعد هناك مكان للرحمة في قلوب الناس!". ثم تروح تسأل عن سعر البندورة والحامض والخيار والخس، لتلتقط أخيراً بضع باقات حشائش متنوعة، فتدفع ثمنها، وتهم بالمغادرة وهي تغمغم.

تعليقات: