بيروت الضحيّة‎

بيروت الضحيّة‎
بيروت الضحيّة‎


كتبت لك ضعفي مغمّساً بالدموع.

يابيروت الأبية.. ويا ست الدنيا.

نعم عا م 82 كتبت مكسور الجناح

عندما شاهدت الدمار..

خفت عليك يومها.. لكن أليوم

أُخيف الأعداء منك.

جنوبيٌّ أنا..وأنت قلب كل جنوبي.

وفي قلب كل لبنانيّ حر الضمير.

لا يزال كلام الزعيم العربي الكبير

جمال عبد الناصر يرنّ في اُذني :

ما اُخذ بالقوّة لايسترد إلاّ بالقوة.

ونحن حملنا أمانة القائد العظيم

نحن القوة يا جمال الّتي دافعت

عن بيروت وعن لبنان وكرامة أهله.

عاد زمانك يا ناصر عاد زمن الإنتصارات

وولّى زمن الهزائم.

(بيروت الضحيّة)

أليوم أبكي الأمس ..خوفي غداً

أن أبكي يومي.

مقاييس تغيّر شكلها..وحياة

أصبحت تحسد الموت.

خوفي من غدي ..وخوفي من بعده..

أنعود أحباب..أم يبقى الماضي حجاب؟

--------------

جدران تبكي..حجارة تبكي..

شوارعك تبكي يا بيروت.

مصابيحك خَفَتَ ضوؤها..

دموع أنت يا بيروت.

كيف إستطاعو ا..إخفاء شمسك

بسواد أعمالهم؟

وجعلوا هامات أبنيتك تداس بالأرجل..

وكيف حوّلوا عرسك إلى مأتم؟

سؤال..سؤال..ويتلوه سؤال

وجواب واحد هو أنك تسيرين

في جنازة نفسك.

--------------

سكين..خنجر..سيف..رمح

أسماء تاريخية محاها الزمن.

طائرات..صواريخ..قنابل عنقوديّة.

جرح السكّين وجراح بقيّة الأدوات تُشفى.

بيوت مهدّمة..عمارات كانت عمارات..

معالم شوارع وأحياء.

كل ذلك يرجع كما كان..

لكن كبرياؤك..حنانك وشموخك ..

هل أثّر بها الزمان؟

---------------

بيروت كثر عشّاقك..ملايين..كل العالم أحبك

ويل لمن زارك.. حسرة في قلبه أنت.

كيف جرؤا؟ بل كيف تحرّكت أيديهم؟

غدروك..هم ذبحوك..لكن دمك قبل الذبح سال.

اُغنية أنت..شمس أنت..وأنت صانعة التاريخ.

--------------

كل العلم مجرم..ويكذب من قال:لست القاتل.

سراً عليك تآمروا..وأعلنوا بعدها الحداد.

كبيرة أنت..عظيمة أنت..ولست بحاجة

لدموع التماسيح.

رُدّي لهم ملايين القبلات والعواطف..

نحن نحبك أكثر.

--------------

ألغرب..الشرق..وكل العالم.

إن كرهوك..أو أحبّوك..سيّان عندك

لكن أليس كره العربي قاس؟

أميرٌ..دفع مليارات مقابل ألبسة

مستعملة لإمرأة مستعملة.

وزير إشترى مهراً بالملايين..

وليّ عهد إشترى باخرة للدعارة.

وأنت باعوك بالكذب والخيانة.

فمتى تهزّين عروشهم وتحرقين بترولهم؟

--------------

اُمراء..شيوخ..ملوك ورؤساء..

ألقاب سيلعن التاريخ أصحابها..

سليهم ..كيف تناسوا جمالهم وإبلهم؟

وروث النعاج فوق أكتافهم؟

عاملناهم كبشر وفي الحقيقة هم:

(وال---انات) إخوة.

أنت كريمة فماذا ستفعلين بهم:

إن عادوا يوما؟

-----------

بريئة أنت..طفلةأنت..ودائماً شجاعة كنت.

أنت للغريب وطن ..وللقريب وفيّة..

ألم يتذكّروا ربوعك؟

مصايفك ألم تأوي عجيانهم وجواريهم؟

وباراتك ألم تتحمّل سكرهم وعربدتهم؟

ونسيم جبالك ألم يلفح وسخ جباههم؟

ناكروا الجميل لا أصل لهم وأنت والأصل

توأم.

-------------

بيروت..مصيرك أنسانا جنوباً.

أنت الأم والجنوب واحد من أبنائك.

لن يهون علينا قتلك..وإن هان على ألإعراب

كيف نفتديك..فأنت الجراح؟

تفضّلين الموت على جرح واحد من أبنائك.

من يساعدك؟ من يشفي غليلك؟

ومن يفهم أنّ الجريمة في موتك؟

-------------

قسّموك بحقدهم يا بيروت ..قالواعنك:

شرقيّة..وقالوا عنك غربيّة..لكنك في

صمودك واحدة وسوف تبرهن الأيام.

-------------

كل نقطة دم..كل حبّة عرق..

كل آهة تزفرينها..حلقات قوية في سلاسل

ستلتف حول أعناقهم ليعرفوا من هي بيروت.

..

* أسعد غصن

تعليقات: