مهرجانات الصيف تنطلق في كفرشوبا والهبارية

لوحة راقصة من مهرجان الصيف في الهبارية («السفير»)
لوحة راقصة من مهرجان الصيف في الهبارية («السفير»)


انتعشت المناطق الحدودية الجنوبية مع عيد الفطر المبارك، لتنطلق فيها المهرجانات الصيفية. وكان «بعل جاد» الأثري، القائم وسط بلدة الهبارية، قد احتضن مهرجان البلدة السنوي الصيفي، الذي نظمته البلدية، بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الأهلية والكشفية في البلدة على مدى ثلاثة أيام، تخلله سلسلة من النشاطات الثقافية والتراثية والرياضية والحرفية، إضافة إلى معرض للأشغال اليدوية والمأكولات البلدية، التي تتعلق بمؤونة العائلة السنوية، من زيت زيتون وفواكه مجففة محلية كالعنب والتين. وشارك في المهرجان فعاليات قرى حاصبيا والعرقوب، إضافة إلى ضباط وجنود من وحدات قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في القطاع الشرقي. في الافتتاح، شدد رئيس البلدية عطوي عطوي على «ضرورة دعم مثل هذه النشاطات، خاصة القطاع السياحي في بلدة الهبارية المميزة بقلعتها الأثرية الهامة وهي بعل جاد، حتى تنهض هذه القرى النائية وتتفاعل مع محيطها»، مضيفاً «لقد وضعنا نصب أعيننا إنجاح المهرجان. وذلك من أجل رفع شأن القرية في مختلف النواحي الاقتصادية والسياحية والتجارية والزراعية والثقافية». ورأى أن «المهرجان فرصة نجمع خلالها أبناء البلدة والجوار ومئات المغتربين، خاصة أن النشاطات في المهرجان تبعث الفرح والسعادة». عطوي عدد المشاريع التي أنجزتها البلدية، ومنها، «شبكة مياه الشفة الداخلية، وتوسيع وتعبيد طريق الهبارية كفرحمام، وشق طريق زراعية من السبيل حتى كفرشوبا، وإقامة ملعب رياضي، واستكمال تجهيز المدافن والحديقة العامة».

ويتضمن المهرجان أعمالاً مسرحية وفنية لـ«فرقة الهبارية للدبكة والتراث»، ومعزوفات فنية غربية، ودبكة شعبية، أنشودة لفلسطين، بالإضافة إلى حفل فني لبهاء العلي، و«قعدة الختايرة»، وحفلة زجل. كما تم توقيع كتاب لسمير منصور. وعرضت «مسرحية الغربة مضيّعة النسب» من تأليف منصور. وقال الناشط الاجتماعي رياض عيسى: «بلدتنا مصنفة سياحيا، لكن الإهمال والغبن الذي لحق ولا يزال بنا من قبل مختلف الوزارات المعنية جعلها شبه منسية، لذا نحاول كمؤسسات وجمعيات وأندية أخذ المبادرة، علنا نعوض التقصير الذي ليس ما يبرره من أجل النهوض بهذه البلدة الحدودية، خاصة أن المهرجان يشكل مساحة واسعة من المحبة والتلاقي، ويدفع بالعجلة الاقتصادية والثقافية نحو الأفضل».

وغير بعيد عن الهبارية، وتحت شعار «كفرشوبا توحدنا» افتتحت بلدية كفرشوبا أمس الأول، مهرجانها القروي الفني الثالث برعاية النائب أنور الخليل، وذلك خلال احتفال حاشد أقيم في باحة المدرسة الرسمية، بحضور ممثلين عن وزراء ونواب المنطقة، وممثلي أحزاب، وضباط من الوحدات الدولية الهندية والماليزية والإسبانية، وفعاليات، تربوية، واجتماعية، وثقافية.

في الاحتفال، أشاد رئيس البلدية قاسم القادري بصمود كفرشوبا ونضالها على مدى عشرات السنين، معتبراً أن «كفرشوبا في هذا المهرجان تعلو على الجراح، وتقاوم نوبات الألم، وتتمرد على التهميش والتجاهل والحرمان، وتجابه التهجير والإبعاد وتقاوم الاحتلال، وغطرسة العدو الجاثم فوق التلال، وتقاوم التسيب والإهمال وسياسة التطويع والتركيع». وقال: «كفرشوبا وبالرغم من المعاناة تفجر ما لديها من طاقات الفرح وتعرض مما عند أبنائها من الموهبة والخلق والإبداع، وتتطلع نحو المستقبل بكل أمل ورجاء».

وألقى زياد الخليل كلمة والده النائب أنور الخليل، وقال: «من هذه البلدة الرائدة، نموذج التميز والإرادة الصلبة والإيمان الراسخ، لرجال تكاتفوا وتعاضدوا لإعادة الحياة إليها. وهي التي واجهت الهمجية الصهيونية ولم تنكسر، ننحني إجلالا أمام نضالات كفرشوبا وأهاليها الذين سطروا أروع الملاحم في الصمود والتصدي لعدو غاصب». أضاف «نستذكر معاً مواقف سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، الذي تفصلنا عن ذكرى تغييبه أيام قليلة، حيث انحنى ليقبل تراب كفرشوبا المقدس، معلنا تشبث أهلها، واستعدادهم الدائم للوقوف إلى جانب المقاومة، وليحث الحكومة والعالم العربي للتضامن مع كفرشوبا والجنوب المقاوم، وقضيتنا الوطنية المحقة والحق الفلسطيني المسلوب».

ويتخلل المهرجان، الذي يستمر ثلاثة أيام، توقيع كتابين للدكتور قاسم القادري، وسهرة غنائية مع الفنان خالد عبدالله، وعرض للكتيبة الهندية، وألعاب سحرية للساحر محمد عفارة، وعرض فني للكتيبة الماليزية، وسهرة غنائية مع المطربة نورا، وعروض فنية لفرقتي القدس والكوفية، ومسرحية لشبكة مجموعات شبابية، وسهرة مع المطرب أكرم عساف. إلى جانب سوق تراثي وحرفي وصناعة الفخار، ورسوم، ومونة الضيعة، إضافة إلى مأكولات هندية من الكتيبة الهندية العاملة في المنطقة.

تعليقات: