احتجاج على عمود إرسال في جديدة مرجعيون

ساحة بلدة جديدة مرجعيون
ساحة بلدة جديدة مرجعيون


كأنه لا يكفي «ازعاج» واحد، حتى يتضاعف، ليصبح اثنين في جديدة مرجعيون. فاليوم، يواجه أهالي المنطقة خطراً إضافياً في عقر دارهم، بعدما تأكدوا أن شركة «تاتش للاتصالات الخلوية» تنوي تركيب أجهزة بث خلوي على عمود الإرسال الهاتفي التابع لوزارة الاتصالات في حرم سرايا وسط الجديدة. وهو، إن وضع، يكون العمود الثاني بعد الأول في محلة البويضة في الجديدة، والذي يسبب إزعاجاً للسكان «كونه يجذب الصواعق في فصل الشتاء ويسبب احتراق الأجهزة الكهربائية داخل البيوت، فضلاً عن أضراره الصحية»، يقول أحد سكان حي البويضة.

وخوفاً من الخطر الداهم، رفع أهالي وسط الجديدة وموظفو السرايا شكوى إلى قائمقام رمجعيون وسام الحايك، الذي رفعها بدوره إلى محافظ النبطية محمود المولى، يطلبون فيها وقف العمل في تركيب الأجهزة «خوفاً على صحتنا وصحة أطفالنا»، يقول أحد الموظفين في السرايا والساكنين في المنطقة.

وتأتي الشكوى خطوة أولى «غير تصعيدية»، بانتظار قرار الجهات المعنية في هذا الإطار. وقد وضعها الأهالي والموظفون معاً بعدما «شاهدنا في الآونة الأخيرة عمالاً تابعين لشركة أم تي سي تاتش، يقومون بدراسات وقياسات على البرج المعدني التابع لوزارة الاتصالات والموجود داخل حرم سرايا مرجعيون الحكومية، بمحاذاة بلدية جديدة مرجعيون وبين البيوت، تبين لنا بعد التحقق منها أن الشركة تنوي تركيب محطة لتقوية إرسال الخلوي»، بحسب ما يرد في الشكوى. وبما أن إرسال الشبكة الخلوية في المنطقة «جيد ولا يحتاج إلى تقوية»، دعا الأهالي القائمقام إلى إحالة كتابهم إلى المراجع المختصة «من أجل منع تركيب هذه الأجهزة بجوار الأماكن المأهولة وإبعادها إلى أماكن بعيدة عن السكن».

وفي هذا الإطار، يأمل المختار سامي عبلا أن «توافق السلطات المعنية على عريضة الأهالي وتأخذ بمخاوفهم وقلقهم من نوعية هذا البث وذبذباته، إذ ثبت عالمياً أن آثاراً صحية سلبية تنتج من مثل هذا البث، خصوصاً عندما يكون قريباً من المناطق المأهولة». ويؤكد أن البلدية «سجلت اعتراضها على الأمر، لكن الجهة الحاسمة هي القائمقامية والمحافظة». ولئن كان المختار يعوّل على «اعتراض الناس وتضايقهم»، إلا أنه لا يعتقد بأن «السلطات المعنية ستتجاوب مع عريضة الأهالي والموظفين».

من جهة أخرى، حاولت «الأخبار» الوقوف على رأي القائمقام الحايك، بيد أنه كان خارج الوظيفة و«السمع». إلا أنها علمت من مصادر متابعة أنه «كان متجاوباً مع مخاوف المعترضين وقلقهم، لكنه ليس الجهة المخولة بالقبول أو الرفض والقرار عند محافظ النبطية الذي وصلته الشكوى».

>>

>

مرجعيون «لايت»: قرى بلا محالّ تجارية



داني الأمين

مئات الأمتار وربما أكثر، تقطعها كاملة عواضة من منزلها في مركبا إلى الطريق العام. هناك، تنتظر السيدة وجاراتها، اللواتي اعتدن مرافقتها، سيارة عابرة قد تقلّهن إلى بلدة العديسة، حيث المكان الذي يجدن فيه ما يفتقدنه في بلدتهن. كلّ يوم، تحمل عواضة حقيبتها وتنطلق في مشوار متعب لا ترف فيه. تنصب ورفيقات الدرب «كمائن» لسيارات «خصوصية»، لا تقل عادة إلا راكباً واحداً أو راكبين، «ولذلك نتوزّع في أماكن بعيدة عن بعضنا البعض كي ننقضّ على السيارة عندما تتوقف، لأنه لا يوجد سيارات أجرة في المنطقة». هكذا، يبدأ النهار بـ«كمين محكم، حيث تقف واحدة في الشارع، فيما رفيقاتها تختبئن، وعند توقف السيارة يظهرن ليصعدن جميعهن»، يقول حسن بدر الدين، الذي لم ينفد يوماً من حيل النساء اللاجئات إلى أسواق العديسة.

عادة ما يكون المشوار «طويلاً»، تقول عواضة. فهي، كما غيرها من ربات المنازل، «مضطرة» لهذا التعب لشراء حاجيات لا تتوفر في البلدة «التي لا يوجد فيها إلا دكانان صغيران يبيعان بعض المعلبات ومأكولات الأطفال». وما عدا ذلك، لا شيء في مركبا. أما اللحوم والخضر والحلويات وغيرها من الحاجات اليومية الضرورية «فنأتي بها من العديسة». وتضيف عواضة «قد نضطر لهذا المشوار كل يوم، لأننا لا نستطيع تخزين الطعام في البرادات في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي المستمر».

لكن، ليسوا أهالي مركبا وحدهم من يفتقدون هذه الخدمات، فثمة قرى كثيرة يعدّ وجود «زاوية» فيها لبيع الخضر ترفاً، كقرى ربّ تلاتين وطلوسة والقنطرة ودير سريان وبني جيان في قضاء مرجعيون. فداوود يونس مثلاً من قرية رب ثلاثين يقصد هو الآخر العديسة «لأنه لا يوجد في البلدة محلات لشراء اللحوم والحلويات والسمك والدجاج، وهذا أمر يعود الى قلّة عدد المقيمين الذين لا تزيد نسبتهم على 10% من سكان البلدة، وهم من كبار السن والمتقاعدين».

وفي بلدة بني حيّان، الأمر سيان، فالكل «راحل» لشراء الحاجيات. هناك، في بيت الضيافة، كان المختار صلاح جابر، يرتاح بعد رحلة شاقة لشراء «مونة اليوم». هذه البلدة التي لا يوجد فيها «إلا دكان صغير لا شيء فيه»، وحتى سكانها لا يتعدون الـ«150 نسمة من أصل 3000، جميعهم من كبار السن، كما لم يبق في البلدة إلا مزارع واحد يزرع الحبوب». وما يزيد الطين بلة في تلك القرية هو «انعدام وجود السيارات العامة وحتى الخاصة التي تقلّ الأهالي من بلدة الى أخرى، لذلك فعلى الجميع التنقل سيراً على الأقدام إلى بلدة مجدل سلم أو العديسة لشراء ما يحتاجون اليه، حتى أن البعض يتفق مع آخرين لكي يتناوبوا على الذهاب إلى المحال التجارية البعيدة». وهذا يذكّر جابر بأيام الاحتلال الاسرائيلي «إذ كان لا يقيم في البلدة إلّا العجزة، وإن توفيّ أحدهم يأتي شباب من القرى المجاورة للقيام بما يلزم لدفنه».

بعض الأهالي ينتظرون قدوم البائعين المتجوّلين إلى البلدة لشراء حاجاتهم. وهنا، تقول فاطمة بركات من بلدة ربّ ثلاثين، «لا نستطيع أنا وزوجي التنقل بسبب المرض، لذلك نعتمد على التموين المنزلي من الحبوب أو ننتظر البائعين المتجوّلين لشراء الدجاج والخضر وغيرها». هذه الحال جعلت بركات «تشتهي» المناقيش والحلويات وطعام المطاعم، فتقول «أضطرّ أحياناً الى خبز المناقيش على الحطب وصنع ما تيسر من الحلويات، وهذا صعب علينا في كثير من الأحيان». وكما هي حال البلدات الأخرى، تشير بركات الى أن «بلدتنا هذه أصبحت مساكن للمقعدين والمتقاعدين، مع ذلك نعيش هنا كأسرة واحدة نساعد بعضنا على تحمّل الأيّام المرّة». وللخروج من هذه الرتابة، تطالب بركات المعنيين «بضرورة إنشاء معمل أو مصنع لتشجيع الأهالي على العودة إلى قراهم وتأمين متطلّبات العيش الكريم، فلا يوجد في منطقة مرجعيون كلّها فرن للخبز، ففي حرب تمّوز مثلاً انقطعنا من الخبز أول أيام الحرب بسبب انقطاع الطرقات».

>>

>

على فكرة



لا يمكن الحديث عن مطاعم وأماكن للسهر في بعض قرى قضاء مرجعيون، فهنا عندما تغرب الشمس «تحل الظلمة التامة، حتى لتبدو المنطقة غير مأهولة، لولا أصوات بعض الصبية الصغار على الطرقات»، يقول فؤاد مسلماني، أحد الساكنين هناك. أما ما يوجد في «رصيد» هذه القرى، فهي «كم دكانة»، واحدة في بلدة رب تلاتين، تباع فيها بعض المعلبات والعصائر وعلب السجّائر، واثنتان في بلدة بني حيان و3 دكاكين في طلوسة و3 أخرى في القنطرة.

>>

>

تعليقات: