مقتل لبناني في فرنسا

لم يعد ضرورياً أن يتواجد اللبناني على الأراضي اللبنانية، ليستفيد من «العرض الخاص» على الجرائم التي زادت مؤخراً عن معدلها الطبيعي. فالقتل بهدف السرقة يطال اللبنانيين في لبنان، كما في فرنسا على سبيل المثال. فقد دخل عدد من الأشخاص، مطلع الشهر الجاري، إلى مطعم صيدون الواقع في منطقة أرسو في وسط مدينة أوبانيه في مرسيليا الفرنسية، لصاحبه اللبناني حسن شاهين (مواليد 1959) الذي يديره بمفرده. وذلك بعد دقائق تلت فتح أبوابه في الموعد المعتاد في الحي الذي لا يسكنه سوى قلة من الأجانب الوافدين.

الزيارة المفاجئة خلّفت وراءها جثة مصابة بخمسين طعنة سكين في أنحاء مختلفة، وبعثرة في محتويات المطعم وسرقة لصندوق المال. الجريمة اكتشفتها بعد حوالى نصف ساعة، ساعية بريد لدى دخولها المطعم لتجد حسن غارقاً بدمائه. وبحسب شقيقه حسين الذي وصل إلى مرسيليا بعد خمسة أيام لمتابعة القضية، فإن «تحقيقات الشرطة لم تسفر حتى الآن عن اكتشاف الفاعلين، خصوصاً أن سجل الضحية نظيف تماماً وليس لديه خلافات مع أحد. برغم أن مسار الشبهات يتجه نحو احتمال أن تكون السرقة هي الدافع للجريمة».

هذا السبب، إضافة إلى العطلة القضائية الفرنسية التي تنتهي خلال الشهر المقبل، أدّيا إلى رفض السلطات الفرنسية تسليم جثة شاهين إلى شقيقه لنقلها إلى مسقط رأسه في بلدة البابلية (قضاء الزهراني) لدفنها. وذلك تحسباً لطلب قاضي التحقيق إعادة تشريح الجثة بحسب ما يتطلبه تطور التحقيقات. وأشار حسين إلى أن القاضي سمح بدفنها مؤقتاً في احدى مقابر المدينة، واعداً بتسليمها إلى ذويها بعد ختم التحقيقات وكشف الفاعلين.

ماذا قدمت السفارة اللبنانية في فرنسا لشاهين؟.. الرجل الذي هرب شاباً من جنون الحرب الأهلية ودفع سبعة وعشرين عاماً من عمره على مذبح الغربة قبل أن تذبحه هي ذاتها وتسرق منه كل ما جناه. علماً بأن الجريمة وقعت قبل أيام قليلة من عودته إلى لبنان للتحضير لحفل زواجه. يؤكد شقيقه حسين أن قنصل لبنان في مرسيليا هلا كيروز تابعت القضية، مكلفة المحامي الخاص بالقنصلية الإشراف عليها. من جهته، يستعد حسين للسفر مجدداً إلى مرسيليا للوقوف على آخر التطورات بعدما كان قد حضر إلى لبنان لمشاركة العائلة في تأبين حسن. هو أيضاً كلف محامياً باسم العائلة.

تهيأ لعائلة حسن «واسطة» لكونها قريبة من أحد القناصل الفاعلين «أثمرت اهتمام الوزارة بالقضية» بنظر البعض. ماذا عن عشرات اللبنانيين الآخرين الذين كانوا ضحايا جرائم قتل مماثلة في أماكن انتشارهم من أفريقيا إلى أميركا الجنوبية وروسيا؟.

تعليقات: