حركة أمل تحيي الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاخفاء الامام الصدر ورفيقيه

مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


النبطية –

"لكل ظالم نهاية واننا بالانتظار" تحت هذا الشعار استضافت مدينة النبطية وساحة عاشوراء مئات الالوف من اللبنانيين الذين لبوا دعوة حركة أمل لاحياء الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين في ليبيا عام 1978.

وغصت كافة الشوارع المؤدية الى مدينة النبطية وصولاً الى ساحة عاشوراء بالحشود الذين تدفقوا من بيروت والبفاع وجبل لبنان وكافة الاقضية في محافظتي الجنوب والنبطية وسط تدابير امنية اتخذها الجيش والقوى الامنية وشرطة مجلس النواب وعناصر انضباط من حركة امل وكشافة الرسالة الاسلامية لتسهيل انتقال المواطنين ووصولهم الى ساحة المهرجان.

وفاضت الساحة المخصصة للمهرجان بالاف المواطنين قبل ساعات من بدء المهرجان.

وتقدم الحضور دولة رئيس مجلس النواب رئيس حركة امل الاستاذ نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزير وليد الداعوق ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، عائلة الامام السيد موسى الصدر السيدة رباب الصدر ونجل سماحة الامام السيد موسى الصدر السيد صدر الدين الصدر ، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب محمد رعد ممثلاً امين عام حزب الله، والوزراء علي قانصو، محمد فنيش، علي حسن خليل، النائب زياد اسود ممثلاً تكتل التغيير والاصلاح والعماد ميشال عون، النائب اميل رحمة ممثلاً رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية والنواب عبد الطيف الزين، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي بزي، علي خريس، ايوب حميد، علي عمار، قاسم هاشم، علي المقداد، نوار الساحلي، عبد المجيد صالح، النائب اسعد حردان على رأس وفد من الحزب القومي السوري الاجتماعي، النائب امين وهبة، نواف الموسوي، علي فياض، غازي زعيتير، المفتي الشيخ احمد قبلان ممثلاً نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، المفتي الشيخ حسن دلة ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية، المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلاً البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي، الحاج حامد الخفاف ممثل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ومثلين عن كافة الطوائف الروحية اللبنانية، اللواء عبد الرحمن شحيتلي ممثلاً وزير الدفاع وقائد الجيش، رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، الاب جهاد فرنسيس ممثلاً البطريرك لحام، رئيس رابطة الشغيلة النائب زاهر الخطيب، وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة وليد بركات، وفد من جمعية المشارع الخيرية الاسلامية برئاسة النائب السابق عدنان طرابلسي، وفد من مشايخ البياضة في حاصبيا، وفد من تجمع العلماء المسلمين، وفد من حركة الناصريين المستقلين المرابطون، وفد من التيار العربي برئاسة شاكر البرجاوي، نائب رئيس حزب الكتائب سجعان القزي ممثلاً الرئيس امين الجميل، والنائب فادي الهبر على رأس وفد من حزب الكتائب، نقيبا الصحافة والمحررين محمد بعلبكي والياس عون، تاعميد محمد قاسم على رأس وفد من قوى الامن الداخلي، وفد من قوات الطوارىء الدولية، محافظا الجنوب والنطية نقولا ابوضاهر ومحمود المولى، ناصر حمود ممثلاً الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، نزار الرواس ممثلاً النائب بهية الحريري، العلامة السيد علي فضل الله، الطران الياس كفوري ممثلاً البطريرك هزيم، الاب ماسيس زوبويان ممثلاً البطريرك ارام الاول للارمن الارثوذكس، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان غضنفر ركن ابادي وعدد من اعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي، ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وفد من الجماعة الاسلامية، وفد من الاتحاد العمالي العام، وحشد من رجال الدين ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفعاليات اغترابية ونقابية وتربوية وطبية وفعاليات نسائية وحشود شعبية قدرتها القوى الامنية بمئات الآلاف.

واستهل الاحتفال بأي من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة امل عزفتهما الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة الاسلامية، والقى عريف الحفل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة امل سماحة الشيخ حسن المصري كلمة وقصيدة من وحي المناسبة.

ثم:ألقى الرئيس نبيه بــّري كلمة قال فيها:

كنا نصعد الفرح فيسبقنا الحزن، ونصعد الشموس فتسبقنا الواح العتمة.

كنا، وكان النظام السياسي سكوتا" الى حد الخرس، يغض النظر عن جراحنا ويسد الاذان عن انيننا، ويعطل المشاعر عن الاحساس بنا، ويتجاهل حقنا في الحياة وحقنا في المشاركة.

كانت آهاتنا مكتومة الصوت، وكان عطشنا على مرمى النهر والينابيع، وحقولنا تنتظر مشروع الليطاني وري جنوب النهر.

كان احتمال الضوء مستبعدا"

وكان احتمال الري مستبعدا"

وكان احتمال العلم مستحيلا"، الا اذا تسلل احدنا وتمكن بعيدا" عن مراقبة عيون بكوات النظام والسلطة القابضة من اختطاف شهادة.

كان لبنان يمتد بالواقع الملموس على مساحة اربعماية واثنين وخمسين كيلو مترا" مربعا"، اما العشرة الاف كيلو متر الاخرى فكانت مساحة للحرمان من الضنية وعكار الى وسط واعلى جرود جبيل وكسروان، الى اقليم الخروب الى البقاع وكل الجنوب، الى احزمة البؤس حول العاصمة.

كان لبنان مساحة لاقامة الاحتكار، احتكارات الامتيازات واحتكار وسائل القوة والقمع، واحتكار التنمية، وكان لبنان طاولة لتقاسم الغنائم.

كان " الميني " لبنان – المساحة الملتمعة سوقا" لنشر اشعاعنا على حبال غسيل الفنادق والشقق المفروشة.

وكان لبنان مساحة لمناورات اسلحة العدو بالذخيرة الحية على ارواحنا واشجارنا ومنازلنا.

وكانت قرانا كلما ازدهر فيها الربيع يضيق صدر العدو، فيفتح شهوة البارود على كرومنا .

كانت حقولنا مزروعة بالالغام الاسرائيلية، نراها بعيوننا ولا تصل اليها ايادينا، وكان شتلة التبغ عنوان بريدنا السري.

كانت الهجرة الى اوطان الآخرين هي الباب المفتوح امام ابنائنا ليكتبوا اعمارهم ومستقبلهم تحت ظلال اشجار القارات، وهم يحملون دمغة " صنعوا في لبنان ".

كان لبنان التاريخ، لبنان صور وصيدون وجبيل وبعلبك وام العواصم بيروت، لبنان الرسالة والمتحف وكتاب الحضارات السبع ونقاط علام المقامات، مهد الكاتدرائية الاولى وقصر بلقيس وميناء الحرف، كان هذا اللبنان مغيبا" ومهملا" .

ومن صور، مدينة صور، المدينة البطلة التي قاومت الغزوات عبر التاريخ بدأنا.

ومن هنا بدأنا ... من النبطية وردة الصباح المعطرة بالشمس، ونجمة المساء الملتمعة بلغة الذهب، ايقونة العاملين، بيدر افراحنا وساحة احزاننا، وعبير مواسم الممانعة بمواجهة الاحتكار.

من كل مواقع الحرمان والامل بدأنا ..

جاء يوحنا لبنان واطلق صرخته في برية الوطن :

"انتبهوا قبل ان تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ"

"جاء الى المدينة رجل يسعى"

مـن بعلبك في اذار عام 1974 ومن صور في ايار من نفس العام، كانت انطلاقة حركة المحرومين، وكان القسم العظيم، ومن على تلال الطيبة وبنت جبيل ومن بوابة خلده وساحة عاشوراء النبطية كانت انطلاقة المقاومة.

"اذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأظافركم وبسلاحكم مهما كان وضيعاً"

وكان الحجر المسوم والزيت المغلي في مقابل اعتى آلات الحرب

ووقفت العين مقابل المخرز

وزرعنا قاماتنا في الارض من اجل قطاف التحرير.

لقـد بدأت المسيرة منذ ان جاء الامام الصدر وايقظ صباحنا بالبسملة، وعلمنا ان الوطن يحفظ وفي قلبه الجنوب.

للامـام الصدر اذن، الذي تشرق الشمس دائما" في عينيه كنهر خـالد، والذي علمنا لغة الجهات، والذي اراد ان يكون جامعا" لكل لبنان، وان يكون لكل الوطن دون احتكار، وان يكون الوطن مساحة موحدة بالحب والتسامح والمواطنة.

للامام الصدر، من هؤلاء الاوفياء جميعاً منكم انتم في كل مكان تحية لبنان كل لبنان وبعد،

في هذا اليوم، وفي ساحة عاشوراء في النبطية التي انطلقت منها المقاومة الشعبية للاحتلال الاسرائيلي عام 1983، الى جانب المقاومة العسكرية التي اطلقتها افواج المقاومة اللبنانية امل من بوابة خلده بمواجهة الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، من هذه الساحة التي احتشد اليها ابناؤك واحفادهم من كل الوطن، نفتح عيون شعوب العالم على ثقتنا المتجـددة وعلى الايمـان بأن لكل ظالم نهـاية ولكل عـدوان نهاية، لقد وقفنا الى جانب الشعب الليبي البطل في الاعلان عن نهاية عصر الديكتاتورية والتسلط والوحدات العربية والافريقية المشبوهة، وسقوط مشروع اسراطين، ونهاية نظام السبي للشعب الليبي وسرقة مقدراته ونهاية النظام الذي خطف امام المقاومة وامام الوحدة الوطنية في لبنان، وامام التقريب بين المذاهب الاسلامية الامام القائد السيد موسى الصدر، وها نحن بالانتظار يا سيد الامل وسيد امل يا سيدي الامام الصدر وها نحن كما في كل عام نجدد لك الوفاء والالتزام بسلوك خطك ونهجك نحو وحدة الاوطان والشعوب ودائماً دائماً نحو فلسطين.

ايها الاخوة الاعزاء،

حتى هذه اللحظة لازال للنظام البائد للقذافي اسرار لم تكشف، ولازال صندوقه الاسود يحوي الكثير من المظالم والفواجع والجرائم الارهابية المنظمة، حيث ان من بقي حيا" من اعوانه هم إما ينتظرون محكمة الشعب في ليبيا او معتقلون في دول الجوار، او متوارون هنا وهناك خلف جبال الاموال التي سرقت وهربت، فيما تطاردهم عدالة الشعب الليبي والعدالة الدولية التي ارتكتب بحقها الجرائم ضد الانسانية.

إننا على الصعيد الرسمي اللبناني وعلى صعيد حركة امل، قمنا وسنواصل بكل تصميم العمل والاتصالات والبحث من اجل تحرير الامام الصدر ورفيقيه الاخوين العزيزين الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وتحرير هذه القضية من الخوف الذي رافق القبضة الحديدية لنظام القذافي ومحاولته ازالة البصمات عن الطريق المؤدية الى تحرير الامام ورفيقيه من الجب الذي القاهم به هذا النظام البائد.

إننا نمحص كل شاردة ووارده تتعلق بالقضية دون ان نغفل اي تفصيل، ولكن الحقيقة تبقى محصورة بدوائر ضيقة يعرفها السجانون والجلادون الذين كانوا محل ثقة النظام، واحدهم رئيس مخابرات النظام المعتقل في موريتانيا وآخرون من اركان الدوائر الامنية للنظام، لا بل المعتقل في ليبيا سيف الاسلام القذافي.

ان اتصالاتنا توسعت لتشمل دول الجوار الليبي العربية والافريقية الى حيث اعتقل او فر ابناء القذافي واركانه، وقد تلقينا اجوبة ايجابية من سلطات بعض البلدان الصديقة حول امكانية استجواب المعتقلين لديها لمعرفة كل الحقائق المتصلة بقضية الامام ورفيقيه.

وغداً او على ابعد تقدير نهار الاحد احدى المحطات الاساسية والمفصلية في هذا الموضوع ان شاء الله.

ان المنـدرجات المعلوماتية والقضائية المتعلقة بهذه القضية الكبرى، تتطلب قدرا" من السرية وتوافر الكثير من الشروط التي تفيد التحقيق ولذلك فإن خلية مختصة مشكلة من عائلة الامام ورفيقيه وممثلين لقيادة حركة امل والدوائر العليا في وزارة الخارجية والعدل والاجهزة الامنية، تتابع كل تفصيل بإمعان سائلين الله سبحانه وتعالى النهاية السعيدة ونحن بالانتظار.

إننا إذ نشكر كل تعاون من اعلى السلطات في ليبيا بشخص رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، فإننا نتمنى على المجلس الوطني الليبي بشخص رئيسه السيد محمد المقريف وجميع كتله البرلمانية والحكومة الليبية المقبلة، اعتبار تحرير الامام الصدر ورفيقيه قضية وطنية ليبية كما تمثل كقضية حرية، وكما تمثل قضية انسانية، لا سيما بعد ان تأكد لهم ولنا ان كل ما سرب من اخبار عن جثامين وكشوفات ونتائج كان زوراً بزور وظلامة فوق الظلم المتمادي من 34 عاماً، وانه لا يزال للنظام البائد اصابع في الداخل تحاول الزوغان في التحقيق كي لا نصل الى النتائج المرجوة. وعلى كل اعلن امامكم الان ان كل ما قرأتموه وما سمعنموه ثبت لنا وللسلطات الليبية العليا عدم صحته لذا علينا وفي لقاء قريب بين المختصين قبل منتصف ايلول ان نسلك طريق بهدي امرين: اولاً الشروع بتحقيق جدي ومتمادي ومستمر وثانياً الابتعاد عن الاعلام، فالسرية هي اولى شروط التحقيق سواء في لبنان او في ليبيا.

الحضور الكريم

اننا ونحن نقف على هذا المنبر لا بد ان نعبر الباب الى احوال المسلمين وتقييم مسالة العيش المشترك التي تشكل الاساس في ثبات عدالة وتوازن النظام العربي، وايديولوجية الامام موسى الصدر باعلان ترحيبنا بزيارة قداسة البابا بندكيتوس الثالث عشر الى لبنان مؤكداً بذلك حب لبنان كأنموذج دولي للعيش المشترك ومركز دائم للحوار والتفاهم بين الشرق والغرب وبين الحضارات والديانات وتعزيز اسس الحوار الاسلامي المسيحي وفكر الاعتدال والدولة والمواطنية.

إننا في واقع الامر في كلام الانشاء العربي والخيال، نعيش حالة قلق متصاعد ومخاوف عميقة من نوازع الفتن المذهبية والطائفية، التي بدأت تفتك بأقطار شقيقة وتهدد وحدتها وتصيب شظاياها اقطارا" عربية وقد وصلت تداعياتها الى نيجيريا ومينيمار.

إننا في لبنان وقد اصابنا ما اصابنا نتيجة الحروب الصغيرة والكبيرة التي عشناها والتي نسأل الله ان نذكرها ولا نعيدها، يحق لنا اليوم ان نوجه عناية اشقائنا واخوتنا على مساحة العالمين العربي والاسلامي الى ان الوحدة هي الرد على الفتنة، والى ان ايقاظ المشكلات النائمة في اقطارنا في اطار استراتيجية الفوضى البناءة يجب ان نقابلها بوعي الاستهدافات.

ان احـد الاهداف الرئيسية لما يجري من حولنا هو حفظ امن اسرائيل، وكذلك تبديد قوة الجوار الاقليمي الاسلامي عبر صراعات داخلية، والسعي لتحويل وجهة الصراع من عربي اسرائيلي الى عربي فارسي والى اسلامي اسلامي.

ان الهدف واضح هو ان تصبح اسرائيل الكيان القومي اليهودي شمس مجرة اسرائيليات دينية ضعيفة تدور حولها وتبرر سيطرتها وسطوتها.

ايها المسلمون

ايها العرب

ايها اللبنانيون

بلسان الامام الصدر اوجه عنايتكم الى ان الاسلام يجعل كل فرد حافظا" للنظام داعيا" مسؤولا"، فالحديث الشريف : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " قاعدة سياسية تعطي مفهوم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما انها قاعدة تجعل الانسان ضمان النظام كما كان النظام ضمانا" لانسانية الانسان.

اننا ندعو لرفض جعل العنف قاعدة في العلاقات داخل اقطارنا، والى رفض مبدأ فرض الاصلاحات او التغيير بالقوة وبالمقابل ادانة منـع التغيير والاصلاح بالقوة.

إننا ندعو لرفض دعوات التكفير واقامة الحد بين المسلمين والى جعل حد السكين هو الفيصل في التحكيم.

ايها المراجع العظام في الازهر والنجف وقم والمملكة العربية السعودية

ايها العلماء الاجلاء في المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

يا رؤساء المؤسسات الاسلامية والمفتين وائمة المساجد

ايها المؤمنون

كونوا منتبهين الى ان اعداء الاسلام يحـاولون اخذنا بيدنا نحو الفتنة.

إننا نشهد امام الله وامام المسلمين وامام مواطنينا من كل الطوائف، اننا لن نذهب الى اي فتنة ونحن سبق نبهنا الى ان " فتنة الشرق ستدخل كل بيت، القاعد فيها خير من القائم " واكثر من ذلك فإننا نؤكد ان من كانت اسرائيل عدوا" له فهي عدو كاف.

اللهم اشهد اننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى، لبنانيو الحمى والمنتهى. اليس لبنان وطناً نهائياً قالها موسى الصدر؟

ايهـا المؤمنون هـل نجد في صومنا ايثارا، وفي صلواتنا معراجها؟ هل تعيشون في فطركم واضحاكم معاني الاعياد وفعاليتها؟ هل نتفاعل جميعا" مع الشعائر ونتأثر بالاماكن؟ اين الاقصى اين القدس؟ اين القيامة اين المعاني كـانت تتوفر لأمتنا حتى اذا طعنا فيها نعيش خسارتها ومحنتها؟

ايها المؤمنون:

الوحدة .. الوحدة، والا فإن الفرقة سوف تعيد انتاج الاستعمار والانتداب والاحتلال واسرائيل الكبرى على مساحة ضعف نفوسنا.

واننا في هذا الاطار نعلن ترحيبنا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية في الرياض.

ايها الحضور الكريم

ايها الاعزاء

لقد توجهت بما تقدم من كلام واعذروني للانفعال، لأني لا اخفي قلقي وخوفي من تهديد قائم للامة عامة ولوحدة سورية الشقيقة، واحتمال انتقال تشظي المسألة السورية نحو الجوار السوري من لبنان الى العراق الى الاردن والى الجوار الاقليمي المتمثل بأيران وتركيا.

ان سورية اليوم موضوعة على منظار تصويب مؤامرة دولية تشتبك في اطارها كل ايادي السوريين والعرب والعالم، والهدف تدمير دور سورية الاقليمي واحلال "سيكس بيكو" جديد جغرافياً يستدرج عروضا" لتقطيع سورية وعمقها الاسلامي.

للتذكير فقط هذا الكلام لا اقوله الان، لقد قلت في ذكرى تغييب الامام الصدر في بعلبك منذ البداية قلت ان الذي ينتظرنا ويخطط لنا هو سايكس بيكو.

إن على الجميع الوعي ان سورية اكبر من معركة في حلب او ريفها او دمشق او ريفها او اي عنوان لمدنها ومناطقها.

ان سورية اكثر اتساعا" من معبر حدودي او من سلاح ومال عابر للحدود او مغامرة مسلحة.

ان سورية لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار كثير.

ان سورية لا تستحق ان تكون ساحة للرماية بأسلحة الموت على جسدها.

ان سورية تستحق من ابنـائها ومن امتها وسيلة للعبور الى المستقبل.

اننا نوجه نداء الى العقل العربي والى العقل السوري بوقف نزيف الدم وبوقف تسليح الفتنة وسلوك طريق الحوار.

ان الائتلاف مثل الاختلاف هو حق، وتظهير هذا الحق لا يمكن ان يصل الى نتيجة في ظل السلاح. والمثل ما حصل في لبنان.

ان لبنان يمثل تفصيلا" في المشهد، وهو يتأثر حكما" بنتائجه ولا يؤثر بنتيجته.

إنني في اطار المسألة السورية واستتباعتها اللبنانية، اذكر بأن اطرافا" عديدة قامت قيامتها على سياسة النأي بالنفس الرسمية، تعمد الكثيرون تجاوزها عبر الحدود ليس بالتصريحات فحسب وإنما بوسائل متعددة صبت الزيت على نار المسألة السورية ذهابا" وايابا" من لبنانيين وسوريين.

وإذ لا ارى للاسف دوراً عربياً كافياً في رسم نهاية سعيدة للمسألة السورية، فانني ارى ان احد وجوه التصعيد في ما حصل في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي لا يزال مستمراً في هذه الساعة، في طهران، وبالمناسبة اهنئ طهران على نجاح هذا المؤتمر. انني ارى في هذا الامر ضرورة ابفاء الدعم لحل المسألة السورية بدعم المبعوث العربي الدولي الجديد الاخضر الابراهيمي تجاه ضمان بناء اي تفاهم او سقف لطاولة حوار ملزم للسوريين لتقرير مصيرهم والا فان الحوار بالم والنار سيستمر ويدمر الاستقرار بأبعد من سوريا وبأبعد من دول الجوار. صدقوني.

الحضور الكريم

يا ابناء الامام الصدر

اننا متأكدون نتيجة كل التجارب ان استقرار الشرق الاوسط سيبقى مرهونا" بتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية.

الاسرائيلي يتمثل بالاستيطان واجراءات التهويد الاسرائيلية وعمليات القصف الجوي وزيادة التهديد لحق الفلسطينيين بالحياة.

كما ان اسرائيل لم تلتزم حتى الان، بالامس جددوا لقوات اليونيفل على اساس عندما وضعنا القرار 1701 كان الوعد (يا كمون) على اساس انه خلال سبعة ايام فقط يتحول وقف الحالة العدائية كما سموها في القرار المذكور الى وقف اطلاق النار. وقلت انذاك للمندوب المختص سأذكرك بعد سبع سنوات وانني الان احتاج الى سنة لكي اذكره وقد ترك عمله فأين سأفتش عنه؟ لم تلتزم اسرائيل وقف اطلاق النار مع لبنان بموجب القرار 17.1 بل بوقف العمليات الحربية، استمرت في عملياتها عبر انتهاكاتها العسكرية جوا" وبحرا" وبرا"، وواصلت عروض القوة على حدودنا، في ما واصلت حروبها على مساحة الشرق الاوسط عبر عمليـات اغتيال سبعين بالمئة من العلماء النوويين والبيولوجيين العراقيين، وكذلك اغتيال عدد من ابرز علماء الجمهورية الاسلامية في ايران وصولا" الى استغلال الاوضاع في سورية وشن حملة اغتيالات شملت اغتيال اللواء المهندس نبيل زغيب الذي يوصف بالعقل الاساسي وراء البرنامج الصاروخي السوري.

اني احذر من ان اسرائيل التي تستثمر على الوقائع الراهنة في الشرق الاوسط من اجل ترسيخ مشروع اسرائيل كوطن قومي لليهود، مع ما يستتبع ذلك وربما سيستتبع ذلك ترانسفير لعرب الارض المحتلة نحو غزة وسيناء تمهيدا" لجعلهما مكانا" لدولة فلسطين مع كيان جغرافي مضاف في بعض مناطق الضفة بما يعني استمرار احتلال الارض الفلسطينية من الخارج والتحكم بالشعب الفلسطيني وموارده.

إننا على المسار اللبناني وازاء ما تقدم نؤكد على الوحدة الوطنية بإعتبارها السلاح الامضى بمواجهة التهديد الاسرائيلي.

كما ان تجربة التاريخ حتى الامس القريب ليست بعيدة عنا، وهي تثبت ان قوة لبنان هي مقاومته نعم مقاومته كما وحدته، وان قوة لبنان هي في جيشه نعم جيشه كما هي في وحدته.

اننا لا نزايد في مسألة المقاومة والدفاع، ونحن لا نعتبر ان الحدود وان المقاومة هما صفتان شيعيتان بل مسؤولية وطنية.

بل انني اؤكد لكم ان استراتيجية حركة امل كانت وستبقى رائدة مشروع الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة القوية، نعم بشعبها وجيشها ومقاومتها والعادلة التي تحقق طموح اللبنانيين المقيمين والمغتربين.

الحضور الكريم

يا ابناء الامام الصدر

إن الدولة هي التي حولت المناطق التي لا تريد الوصول اليها .. المناطق الحدودية.. مناطق بعيدة، مناطق رعب، من الحدود الجنوبية الى جرود البقاع الغربية والشرقية وخصوصا" الحدودية مع سورية وصولا" الى عكار ووادي خالد، وحولتها الى مناطق تهريب وتبادل للسلع الرخيصة بين جانبي الحدود.

الدولة لم تكن تريد الوصول الى اشد المناطق فقرا"، وهي ارادت ان تبقى في الاضواء وتحت العدسات في الاربعمائة كلمتر مربع التي ذكرتها، فسبقتها العدسات ووسائل الاتصال الجديدة والتكنولوجيا الى تلك المناطق وكشفت مسؤولية الدولة.

بإسم كتلة التنمية والتحرير .. بإسم حركة امل، باسم كتلة الوفاء للمقاومة باسم كل الاكثرية لا بل باسم الحكومة (بركي بيمرقلي ياها الرئيس نجيب ميقاتي) اطالب بالغاء خطـوط التمـاس الرسمية الحكومية مع الارياف .. مع المناطق البعيدة .. مع المناطق الحدودية، وبتحمل المسؤولية تجاه تعويض تلك المنطقة انمائيا"، لأنه في حال استمرار السياسات الرسمية على حالها فإن تلك المنطقة.

اننا من على منبر الامام الصدر.. من على منبر الناس، اسأل الحكومة اين مشروع اوتوستراد المنية الضنية وأين مشاريع المسح العقاري والتحديد والتحرير في منطقتي عكار والضنية والبقاع، وأين مشاريع تنظيم استغلال مياه الشفة في تلك المناطق العزيزة .

ونسأل: اين مشروع القاع – الهرمل؟ اين مشاريع اليمونة واللبوة وعيون ارغش؟

اين مشاريع السدود والطرق؟

إننا لن نقبل بإستمرار معاملة عكار ومنطقة الحدود مع سورية ومنطقة البقاع خصوصا" مناطق التماس على الحدود مع سورية وكأنها مناطق مطلوبين ومجرد مهربين.

أن هذه المناطق ليست خارجة على القانون .. الدولة هي التي خرجت عن مطالب وحقوق الناس هناك.

اننا وان كنا قد فسرنا حلم الامام الصدر في تنفيذ مشروع الليطاني على المنسوب الذي اراده والذي يمكن من ري جنوب النهر فانني اعدكم اضافة الى وضع الحجر الاساس للسرايا والاوتوستراد بالامس في النبطية وعدد من مشاريع المياه ومنها خط مكسر الظهر – عرب صاليم – وكذلك مشروعات لتأهيل الابار والخزانات وخطوط استجرار المياه على مساحة المنطقة مع اطلاق مشروعات حديثة في مجال التخلص من النفايات.

كما ان المنطقة الحدودية وعمقها ستلمس تنفيذ عدد من المشروعات بعدما تم استكمال الجزء الاهم من مشروع الاوتوستراد من الناقورة الى المصنع ومنها مشاريع محطات جديدة لنقل الكهرباء وتوسيع محطات سابقة وخطوط لنقل الكهرباء من بنت جبيل الى السلطانية ومشاريع لتطوير شبكة الكهرباء في نطاق النبطية والمنطقة.

وبإتجاه صور التي منها بدأنا فإن المدينة هي على موعد مع بدء الاشغال في مبنى المستشفى الحكومي الجديد بعد ان تم توقيع عقود خاصة بمشروع التلزيم. وكذلك مشروع السراي.

ويبقى ان البقاع ساحة القسم وتجديد العهد سيكون على موعد مع مشاريع تحتل اولويتها سرايا بعلبك وعدد من مشاريع المياه والكهرباء وقد تم ترتيب جدول لهذه المشروعات مع نواب البقاع في كتلتي التنمية والوفاء للمقاومة.

عود على بدء الى الامام الصدر لنقول لكم قوله:

الوطن لا يحفظ بالصالونات او بالتصريحات، او بالوعود، او بالاجتماعات، والكرامات لا تصان بالالقاب .. الوطن يحفظ بالخبز والدفاع والمقاومة والامن والكرامة ودائما" بالوحدة الوطنية.

عشتم وعاش لبنان

الرئيس بري متحدثاً
الرئيس بري متحدثاً


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


مهرجان الامام الصدر في النبطية
مهرجان الامام الصدر في النبطية


تعليقات: