\"مؤسسة الحريري\" تفتتح مركزاً صحياً في بلدة يارين

القرى الحدودية في قضاء صور تطوي حقبة مظلمة من الحرمان الصحي.

طوت القرى الحدودية الست (يارين ـ البستان ـ الضهير ـ مروحين ـ أم التوت ـ والزلوطية حِقبة مظلمة من الحرمان الصحي تجاوزت عقوداً من الزمن، وفتحت سجلاً جديداً من الرعاية والاهتمام الصحي، وذلك بافتتاح مركز يارين الصحي التابع لمديرية الصحة الاجتماعية في مؤسسة رفيق الحريري.

لهفة ابناء هذه القرى ومحيطها تمثلت بالحضور الحاشد الذي غص به ملعب مدرسة يارين الرسمية من أهالي تلك القرى والقرى المجاورة، الذين قدموا من أماكن انتشارهم على امتداد الوطن، لمواكبة افتتاح هذا الانجاز الذي رعته السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بمدير عام مديرية الصحة الاجتماعية في مؤسسة الحريري الدكتور نور الدين الكوش، والنائب عمار حوري ممثلاً لرئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وشقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري النائب بهية الحريري ومفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطه، ومفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين ممثلاً بالشيخ غازي حمزة وقائد الوحدة الايطالية العاملة في "اليونفيل" البريغادير جنرال فيافورانتي وقائد الوحدة التركية المقدم فاتح يلماظ ونائب قائد الوحدة القطرية في "الطوارئ" المقدم ناصر عبدالعزيز العطية وأبو محمود الحريري ومصطفى الحريري ورؤساء بلديات ومخاتير من علما الشعب والجبين والبرغليه والقرى الست.

بعد ترحيب من عِرّيف الاحتفال عامر العقلة، والنشيد الوطني، ألقى رئيس بلدية يارين الزميل حسين الوجه كلمة قال فيها: لن ننسى رجل الوفاء ابن الجنوب كل الجنوب، ابن لبنان كل لبنان، رجل العروبة الحقيقية والعروبة المقاومة دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مذكراً بإلقاء القبض على تنكات الزيت ليحرموا ابن الجنوب، وتصدي الرئيس الشهيد بصورة لهم قبل يومين من اغتياله، وأضاف: لن ننسى شقيقة الرئيس الشهيد النائب بهية الحريري التي قالت إن إعادة إعمار بلداتها هي قضيتها ودَين في رقبتها، كما لن ننسى رفيقة عمر وشريكة درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري السيدة نازك التي تكمل بقوة تنفيذ ما بدأه الرئيس الشهيد في العطاء، لافتاً الى أن البلدية تتعرض لحملات افتراء من جهات عدة لكنها باقية، باقية. وختم بالقول: العهد هو العهد مع سعد والوعد هو الوعد مع سعد.

ثم ألقى ممثل النائبين سعد الحريري وبهية الحريري النائب عمار حوري كلمة قال فيها: نحن معكم في هذه الأرض المقاومة، سعد الحريري معكم، تيار المستقبل معكم. وأضاف: إن هذا اليوم يوم وفاء من رفيق الحريري الى كل أبناء لبنان. إنه نهج رفيق الحريري، نهج العظماء، نهج الخدمات لبشر قبل الحجر. لكل لبنان، بعيداً عن التعصب الطائفي أو المذهبي أو المناطقي وهكذا سنستمر، شاكراً من يتابع مسيرة الرئيس الشهيد السيدة نازك رفيق الحريري.

وبعدما رحّب النائب حوري بوفود القوات الدولية المشاركة في الاحتفال، قال: إنهم اخوة وأصدقاء ونرحب بهم فهم يمثلون الشرعية الدولية وحماية للبنان الحر السيد المستقل.

وتطرّق الى استشهاد "الزيادين" وقال: أرادوها فتنة بين الطوائف والقوى السياسية، إن أهل الشهيد ونحن وكل الشرفاء وقفنا سداً منيعاً أمام هذه الفتنة، لن نسمح لهذه الفتنة أن تطلّ برأسها، إننا نقف ضدها قولاً وعملاً والمطلوب من الآخرين أن يقفوا ضدها ليس بالقول الطيّب وهو مطلوب بل بالفعل.

وأضاف: إن المطلوب موقف يساعد ليس أقله أن نعود الى الحوار الموضوعي والمنطقي بين أبناء الوطن الواحد لأن " لاأحد يستطيع أن يفرض رأيه، نحن نتمسك بالحوار للوصول الى أهدافنا السياسية والوطنية. ولفت الى أن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أطلق مبادرة تقوم على قاعدة الاتفاق السياسي الذي يحمل عنوانين هما ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار والنقاط السبع التي أقرّتها الحكومة وأصبحت جزءاً من القرار 1701.

أضاف: ليست القضية قضية 17 ـ 13 أو 19 ـ 11، القضية قضية اتفاق سياسي، كنا نتمنى وما زلنا أن يتم إقرار المحكمة في لبنان ضمن الأطر السياسية وما زلنا نأمل الوصول الى ذلك قبل الوصول الى مجلس الأمن.

وختم: إن كلمة سعد الحريري وكلمة بهية الحريري هي المحافظة على الوحدة الوطنية والابتعاد عن الفتنة، سقفنا الشرعية والجيش اللبناني وللمقاومة كل الاحترام تحت سقف الدولة.

ثم ألقى المفتي دالي بلطة كلمة قال فيها: لقد عرفنا الرئيس الشهيد منذ اللحظة الأولى، عرفناه إنساناً كبيراً عظيماً في البناء والإعمار بعدما تفنن الكثيرون في الدمار، لقد كان اغتياله جريمة أخلاقية قبل أن يكون جريمة سياسية، وأضاف: نتمسك جميعاً بمعرفة الحقيقة، حقيقة من دبر ومن خطط ومن نفّذ هذه الجريمة النكراء ولن نلتفت الى المتاهات التي يريدون أن يدخلونا فيها وهي "التسييس"، لأن لا أحد يمكن أن يقبل به لا من أهل رفيق الحريري ولا من أبنائه ولا من محبيه من أبناء هذا الوطن من يارين الى صيدا الى بيروت الى كل لبنان، شاكراً للدول العربية الشقيقة وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرها اهتمامها بلبنان.

ثم ألقى الدكتور الكوش كلمة راعية الاحتفال السيدة نازك رفيق الحريري وقال: إن رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري أعطت توجيهاتها الى مديرية الصحة الاجتماعية بأنه لا يجوز للطفل ألاّ يتلقى لقاحه وللعجوز ألاّ يحصل على دوائه وللمرأة الحامل ألاّ تتابع نمو طفلها، لذلك وتنفيذاً لهذه التوجيهات نبني المراكز الصحية الاجتماعية في جميع الأراضي اللبنانية لنساعد المرضى للحصول على الرعاية الصحية الأولية المنشودة من دون تفرقة بين منطقة وأخرى وبين طائفة وأخرى وبين جنس وآخر ومن دون منّة من أحد.

وأضاف: إن هذا المركز الصحي الاجتماعي الذي نفتتحه اليوم المسمى بمركز يارين الصحي الاجتماعي سوف يلبّي حاجات هذه القرية والقرى المجاورة بالاختصاصات الآتية: طبابة الأطفال واللقاحات وطبابة النساء ورعاية الحوامل والطب العائلي ورعاية المسنين وتقديم الأدوية المزمنة لهم وذلك من خلال اختيارنا لأطباء وعاملين هم أبناء الجنوب، وسوف يرتبط هذا المركز بمراكز مديرية الصحة الاجتماعية المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، إذ إن كل مريض حامل البطاقة الصحية الممغنطة مخوّل الاستفادة من خدماتنا الصحية والاجتماعية في أي منطقة وسوف نقوم بتوسيع هذا المركز لإيجاد الاختصاصات اللازمة تلبية لحاجات الأهالي.

وقال: إنني أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر للنائب سعد الحريري والنائب بهية الحريري ولرئيس البلدية حسين الوجه الذين لمست منهم الدافع الكبير لتحسين وتطوير الموضوع الصحي الاجتماعي لأهالي يارين وقرى الجوار وقد ساهموا بدورهم في إنشاء هذا المركز. وختم: مرة ثانية وباسم السيدة نازك رفيق الحريري نشكر لكم حضوركم الكريم افتتاح هذا المركز الصحي الاجتماعي النموذجي.

ومن هناك توجه الجميع سيراً على الأقدام الى مبنى المركز الصحي الواقع الى الشرق من البلدة حيث قام حوري والمفتي دالي بلطة والكوش بقصّ شريط الافتتاح، ثم جال الجميع في المركز.

تعليقات: