الأرواح تكره الدموع

الكاتب أسعد غصن
الكاتب أسعد غصن


عندما أزور أحبّائي اُحس بالفرح، لأنّ اللقاء بعد طول غياب له طعم..

وإن نزلت بعض الدموع فهي دموع الفرح..

يقال:إذا ضاقت الصدور فزوروا القبور..

لماذا يستقبلنا راحلونا ونحن عابسون؟

نلبس السواد..أليس اللقاء حميماً؟

لنخفف عن أنفسنا نزعج موتانا؟

نحرقهم بدموعنا وندخل الأسى إلى أرواحهم الطاهرة؟

وهذه الأرواح سعيدة في جنّات النعيم.

وهذه الأرواح تكره الدموع.


              الأرواح تكره الدموع

كل خميس أو بالأحرى كل ليلة جمعة         فكّرت بشيء خفت وصفي بالجنون

وإن أطلقت فكرتي والناس مجتمعة         يقال بإشمئزاز: فقيده عليه يهون

أنا منكم عندي أحبّة مثلكم أزورهم         أرواحهم معنا وهم بالطبع راحلون

وكأنّ الضحك ممنوع وكذلك الإبتسام         هم يكرهون الدموع ومنها هاربون

لماذا لا نقص عليهم أحوال عصرنا؟         وأخبار الأولاد والأحفاد ينتظرون

نلبس السواد..نمزّق الثياب ونبكي         ألا يكفيهم عتمة؟إضحكوا ..يضحكون

عندما نخبرهم نجاحات صغار تركوا         كبروا ..تزوّجوا وأحفاداً لهم منجبون

هم بحاجة:لإبتسامة,لنور , لدعابة         وأنتم يا أحبّائي بغير نار تُحرِقون

إنزعوا السواد والبسوا أثواب الطهارة         بيضاء فهم من سواد قبورهم خائفون

..

أسعد..

تعليقات: