هكذا تنتقل الخيام من الظلام الى النور

من واجب البلدية إشراك المجتمع المدني في حلّ مشاكل البلدة
من واجب البلدية إشراك المجتمع المدني في حلّ مشاكل البلدة


لن يخرج المواطنون اللبنانيون من عصر الجاهلية والظلام الى عصر الحضارة والاشعاع بمجرد وضع مولدات كهربائية في كل بلدة من بلداتهم أو بكل حي من أحيائهم...

يكون الخروج من الظلام عبر توفير الأمن والأمان الإجتماعي وعبر القضاء على مزاريب الهدر والفساد الذي يلف البلد، الذي نعيشه في لبنان منذ أجيال، وعبر وضع خطة اقتصادية وانمائية متكاملة على مساحة الوطن وليس بوضع حلّ جزئي لكل منطقة أو زاروب على حدة.

..

بلدية الخيام ليست "فلتة "زمانها" (كما أوحى الكاتب علي عبد الحسن مهدي في مقالته)، لتفكيرها بتنفيذ مشروع تركيب مولدات كهربائية للبلدة.. فالمشروع الذي هي بصدده تأتي به متأخرة عن غيرها، فقد جرى تنفيذه قبل ذلك في جديدة مرجعيون ودبين وكفركلا والعديد من البلدات الأخرى في الجوار.. ورغم ذلك فإن تلك المشاريع ليست آخر المطاف، إنها بمثابة حبوب مسكنة لا أكثر لأنها بعيدة عن العلاج الحقيقي المطلوب للبلد.

لا يمكن تجاهل ما ذكره الصديق علي مهدي في مقالته من أن الكهرباء تحوّل ليلنا نهاراً.. ذلك الأمر صحيح!...

لكن الصحيح أيضاً أن الدراجات النارية التي تتلكأ البلدية عن منعها من السير في ساعات الليل في شوارع الخيام تحوّل ليلنا نهاراً.. ومشاعل الفحم والأراكيل التي تُنقل على الدراجات، ليسلطن البعض بتدخينها، تحول ليلنا نهاراً...

ومكبرات الصوت التي لا تجد من يجرؤ على المطالبة بضبطها أو تنظيم عملها تحوّل ليلنا نهاراً...

والشبان الذين يشفطون بسياراتهم في شوارع البلدة، بكل الأوقات، يحوّلون أيضاً ليلنا نهاراً..

والمشاجرات الليلية في الشوارع التي تحدث بين مجموعات ومجموعات أخرى من الفتية وما يصحب ذلك من عمليات سحب الأسلحة والسكاكين تحول ليلنا نهاراً.


من واجب البلدية إشراك المجتمع المدني في حلّ مشاكل البلدة، لا إدارة الظهر له!

ومن واجبها توفير الدعم اللازم للجمعيات الأهلية والنوادي (بعيدا عن المحسوبيات والمنافع الحزبية الضيقة) لرفع حالة الوعي والمناعة لدى الشبان وتشجيع الأعمال التطوعية لا إجهاضها، لأنها كلها في النهاية تصبّ في تعزيز الصمود وتعميق ثقافة المقاومة!..

ومن واجبها إنشاء الملاعب، لا تحويل الملاعب الموجودة إلى مواقف لآلياتها ولشاحنات نقل القمامة..

من واجبها تنفيذ القوانين لردع المخالفين بقيادة السيارات وليس بزرع المطبات للأهالي.

وأشدّ ما يحوّل ليلنا نهاراً هي حالة القلق والهواجس التي نعيشها والتي ستحوّل حتماً أبناء القرى الأمامية إلى لاجئين خلال الحرب القادمة، التي يعدّ لها العدو العدّة، بسبب غياب الإجراءات الوقائيّة كتشييد الملاجئ المناسبة التي تعطينا إحساساً بالطمأنينة والأمان وتشكل دافعاً مضافاً للصمود..

بهذا التفكير تنتقل الخيام من الظلام الى النور وليس فقط بمجرد تركيب مولدات كهربائية أو بالمظاهر لذرّ الرماد في العيون وإبعادنا عن مشاكلنا الحياتية الحقيقية والهواجس التي نعيشها!

مواضيع ذات صلة:

موضوع علي عبد الحسن مهدي "الخيام.. من الظلام الى النور"

موضوع Anonyme: "من الظلام الى النور"

من واجب بلدية الخيام إنشاء الملاعب، لا تحويل الملاعب الموجودة إلى مواقف لآلياتها ولشاحنات القمامة - أرشيف
من واجب بلدية الخيام إنشاء الملاعب، لا تحويل الملاعب الموجودة إلى مواقف لآلياتها ولشاحنات القمامة - أرشيف


تعليقات: