هشـام.. حرمتـه النيـران مـن حلـم الـزواج

هشام حلال.. حرمتـه النيـران مـن حلـم الـزواج
هشام حلال.. حرمتـه النيـران مـن حلـم الـزواج


كان عتب ذوي الشاب هشام حسن حلال، الذي قضى في حريق معمل «بطل ديزاين» لصناعة المفروشات في جدرا شديداً، على بعض وسائل الإعلام التي ذكرت أن الحريق في المعمل سببه شرارة نجمت عن آلة لتلحيم الحديد كان يستعملها هشام ورفاقه العاملون في «شركة ميكانكس» المتخصصة بالتدفئة والتبريد، أثناء عملهم على صيانة أحد الخزانات على سطح المعمل، في حين أنهم «لم يستعملوا تلك الآلة مطلقاً». وجُل ما كانوا يفعلونه أثناء اندلاع الحريق أنهم «كانوا يضعون مادة السيليكون، لمنع تسرب المياه من أحد الخزانات على سطح المعمل، وبذلك يكون لاندلاع الحريق سبب آخر لا علاقة لهشام ورفاقه به لا من قريب ولا من بعيد، وقد يكون ناجماً عن اشتعال مواد التنر، والإسفنج»، بحسب والد حلال (أبي هشام)، نقلاً عن أحد زملاء ولده في العمل الذي نجا من الموت بأعجوبة بعد تمكنه من الفرار بقدرة قادر.

يتعجب أبو هشام كيف أن مدير المعمل ومعه جميع الموظفين والعاملين فيه، تمكنوا من إخلاء المبنى أثناء الحريق، من دون أن ينبه أحد منهم ولده ورفاقه الذين كانوا يعملون على السطح، من دون أن يشعروا بخطورة ما يحصل تحتهم إلا بعدما وصلت النيران إليهم، حيث هرب من هرب، بينما دخل هشام أحد المستوعبات القريبة منه ظناً أنه يحميه من النيران التي وصلت إليه في وقت لاحق وحاصرته وأحرقته داخله.

قبل وفاته بنحو أسبوعين حضر هشام من الكاميرون في افريقيا، حيث أرسلته الشركة التي كان يعمل فيها. وهو معروف عنه إخلاصه في عمله ووفاؤه لصاحب الشركة، الذي كان بدوره يحبه ويقدره ويساعده في كل شيء، حتى أنه في إحدى سفراته في مالاوي في افريقيا أصيب بمرض الملاريا. ونصحــوه بعيادة طبيب من منطقة الجنوب، فما كان منه إلا أن اتصل بالطبيب، وطلب منه ملازمة هشــام حتى يشفى من مرضه، وقد دفع له أتعابه أضــعافاً مضاعفة.

والدة هشام، كانت متماسكة وهادئة، راقبت بحزن جيرانها وأقاربها بكوه جميعاً بدموع سخية، لكن دموعها جفّت. وقد وصفت ابنها بأنه كان كريماً وسخياً جداً معها ومع والده. وأشارت إلى أنه في كل مرة كان يعود من إحدى سفراته إلى الخارج كان يطلب إليها تغيير جانب من اثاث المنزل إلى أن غيره كله، ولم يكن يهتم بالمال الذي ينتجه، بل كان يسلمه كله لها... وعندما طلب منه والده في إحدى المرات ان يضع أمواله في البنك باسمه، «لأن الدنيا فيها حياة وموت»، لم يستسغ منه ذلك، وقال لوالده: «لا فرق بيني وبينك ووالدتي».

لم يتزوج هشام حتى وفاته، بالرغم من بلوغ سنيه الثامنة والثلاثين، لأنه عاهد والديه على عدم الزواج إلا بعد استكمال شقته التي كان يبنيها فوق منزل أهله في حبوش وتأثيثها على آخر طراز، لكن الموت كان له بالمرصاد وحرمه من تحقيق حلمه إلى الأبد.

تعليقات: