حصن الوزاني.. بدأ منتجعاً وسينتهي قرية سياحية بطابع لبناني ومغربي

جندي لبناني يُراقب الحصن السياحي
جندي لبناني يُراقب الحصن السياحي


حمل رسالة تحدٍ للتهديدات الإسرائيلية ونجح في جذب السواح

"حصن الوزاني" صديق البيئة وعلى مرمى حجر من مواقع الاحتلال

زهرة عبد الله: بدأ منتجعاً وسينتهي قرية سياحية بطابع لبناني ومغربي

لم تعد المعركة في الجنوب اللبناني تقتصر على المعارك العسكرية ولا الأدمغة أو التكنولوجيا ولا على المخابرات والمعلومات، بل باتت تتخذ أشكالاً أخرى وآخرها السياحة ـ تأكيداً على الرغبة في الصمود والبقاء في الأرض بعدما أراد العدو الإسرائيلي أن يجعلها فارغة ومعدومة الحياة..

حصن الوزاني، الذي يعتبر من أكبر المنتجعات السياحية في لبنان ومرفق حيوي عائد لمنطقة لها جمالها وخصوصيتها في كل الفصول، هو واحد من وجوه التحدي السياحي الجنوبي، الذي يزعج الاحتلال الإسرائيلي الساعي بين الحين والآخر إلى تفريغه من محتواه، إذ إنه يبعد عن العاصمة بيروت نحو 90 كلم وعن القدس المحتلة المسافة ذاتها..

يمتد مشروع الحصن على مساحة 40 ألف متر مربع، أما تصنيفه فهو بدرجة 4 أو 5 نجوم، بإمكانك رؤية الطابع البيزنطي والمغربي، والأفريقي والتراث اللبناني القديم، وهو يجاور مسبح ومدينة ملاهي للأطفال، وبقربها سوبرماركت و17 شاليهاً تحمل التراث الغربي، تحيطها أشجار الريحان والباولونيا والكينا، وأشجار من أفريقيا..

هو مشروع صديق للبيئة بفضل الحجر البازلتي الرمادي القاسي، الذي بني الحصن منه، كذلك بواباته الأربع التي تحمل التراث البيزنطي، والشلالان الجبلي والنهري، والمطاحن ومواقف السيارات، ويتسع لحوالي 1000 شخص، فضلاً عن سفينة نوح التي تتسع لـحوالي 800 شخص، وهي مصنوعة من الخشب الأفريقي والقصب، وتقع بالقرب من المسبح الأولمبي الكبير..

"لـواء صيدا والجنوب" حط رحاله في حصن الوزاني، واطلع على تفاصيل المشروع وأهميته في المنطقة، ولماذا يحاول الاحتلال الإسرائيلي دائماً التشويش عليه..

في آخر نقطة لبنانية

شيد حصن الوزاني زهرة عبد الله وشقيقها خليل وشريكهما محمود حمدان عند آخر نقطة تفصل لبنان عن الأراضي الفلسطينية المحتلة في بلدة الوزاني - أي على مرمى حجر من السياج الحدودي الذي يفصل بين بلدة الوزاني والغجر السورية المحتلة، وأصرت زهرة عبد الله ابنة بلدة الخيام الجنوبية على تحدي الواقع وتشييد مشروع سياحي ذي بعد استراتيحي وحيوي.

وقد أطلق أصحاب المنتزه عليه أسم "حصن الوزاني" لأنّه يشبه قلعة حصينة بالشكل، إلا أن المضمون يحمل بين حجارته، وهي من نوع بركاني من أرض الوزاني، مجسّماً لقرية سياحية توفّر للزائر كل وسائل الترفيه والتسلية ويتميز بأنه صديق للبيئة.

رسالة تحد

وتؤكد زهرة عبد الله أن "إقامة هذا المشروع السياحي هو رسالة واضحة لتأكيد حق لبنان واللبنانيين في استغلال أراضيهم، التي كانت مصادرة خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي، وبالمقابل دعوة لجميع اللبنانيين للعودة إلى الأرض الجنوبية والتمسك بها واستثمارها على عكس ما تشتهي "إسرائيل" من الرحيل عن الأرض وعدم الاستفادة منها".

وتعدد عبد الله مراحل المشروع، فتقول: "إن المرحلة الأولى منه انتهت، في حين أن العمل مستمر لإنجاز المرحلتين الثانية والثالثة، فالثانية تأخذ من كتف الجبل وبشكل متدرج مقراً لها، وتتضمن بناء 9 فيلات و60 شاليهاً عادياً، وملعب تنس ونادٍ رياضي، ونادٍ للخيول وطرقات داخلية، وتشجير الجبل وينتهى العمل فيه العام المقبل".

وأضافت عبد الله: "أما المرحلة الثالثة، فمن المقرر أن تقبع على رأس الجبل، بمبنى مؤلف من 3 طبقات، الأول عبارة عن قاعة إجتماعات لتشجيع سياحة رجال الأعمال، والثاني فيها مكاتب ومطبخ، وحمامات ومراكز خدمات، بينما الثالث يتسع لـ200 شخص، وميزتها أنها تدور 360 درجة ليتمكن الزائر من رؤية المنطقة بأكملها".

وتابعت: "أما المدخل فقد صمم على الطريقة البيزنطية، وفي الداخل يتميز بالتصاميم المغربية المطعمة بأفريقية، وبمعنى آخر فإن الحصن بدأ منتجعاً، وسينتهي قرية سياحية بمطبخ متعدد الجنسيات، بعد سنتين على أبعد تقدير".

صديق البيئة

وتؤكد عبد الله "إننا اعتمدنا طريقة متقدمة للحفاظ على البيئة، لجأنا إلى تزويده بسخانات مياه تعمل على الطاقة الشمسية، وبأجهزة تكرير مياه الصرف الصحي لتفادي وصولها إلى النهر، وحفاظاً على الخصوصية البيئية للمنطقة المتميزة بتربتها البركانية وغنى مياه نهرها بالمعادن، فضلاً عن توسيع الطرق المؤدية إلى المشروع وتشجيرها، وإنشاء البرك والشلالات الاصطناعية من النهر، لزيادة نسبة ارتفاع المياه فيه، ما جعل المشروع يستحق أن ينال لقب "صديق للبيئة".

وأوضحت أن "تكاليف المشروع بلغت 3 ملايين دولار أميركي من دون سعر ثمن الأرض، ويُمكن للزائر أن يرى معالم أثرية كثيرة من الحصن، منها "بوابة فاطمة"، مرج الخيام، نهر الحاصباني وقلعة الشقيف، وهذا الحصن في الأساس كان قرية يملكها جدي، ومع مرور الزمن لم يبقَ منها إلا حجارتها المصقولة".

جذب السواح

ولا تخفي عبد الله سرورها من نجاح المشروع رغم التهديد الاسرائيلي اليومي، إذ تقول: "لقد بات مقصداً للسياح من مختلف البلدان العربية والأجنبية وللبنانيين أيضاً، وأن أعدادهم في تزايد مستمر، وهو يستوعب عدداً كبيراً من العمال، وبالتالي تمكنا من إيجاد المئات من فرص العمل للشباب والشابات اللبنانيات".

وختمت عبد الله إلى أن "الوصول إلى الحصن ليس بالأمر الصعب فقد بات مشهوراً ومعروفاً ويُمكن الوصول إليه عبر اتجاهين، من طريق النبطية - الليطاني - محلة تل نحاس - تلة الحمامص المواجهة لمستعمرة المطلة المحتلة، وصولاً إلى الوزاني، ومن مرجعيون - سهل مرجعيون - منطقة باب التنية، مروراً بسردة والعمرة وصولاً إلى الوزاني".

>>>>>>

>>>>>

..........

<

رقم هاتف رجل الأعمال خليل عباس عبدالله (شقيق السيدة زهرة) ومدير حصن الوزاني: 03/961496

السيدة زهرة عبد الله
السيدة زهرة عبد الله


حصن الوزاني.. تحد سياحي لبناني
حصن الوزاني.. تحد سياحي لبناني


الاستراحة في حصن الوزاني
الاستراحة في حصن الوزاني


مدخل الحصن يميزه الطابع التراثي
مدخل الحصن يميزه الطابع التراثي


من مراحل بناء الحصن
من مراحل بناء الحصن


منظر عام لمنتزه حصن الوزاني
منظر عام لمنتزه حصن الوزاني


المسبح في داخل الحصن
المسبح في داخل الحصن


تعليقات: