ديما صادق: انا خارج التصنيف

مذيعة الأخبار الإعلاميّة ديما صادق
مذيعة الأخبار الإعلاميّة ديما صادق


في خريطة البرامج الحواريّة السياسيّة، بات للإعلاميّة ديما صادق حضور ومكانة. في البداية، كان المشاهدون يشعرون بأنها منحازة إلى 8 آذار، وقد عزّزت هذا الشعور اطلالتها الأولى عبر الـOTV، لكن بعد انتقالها إلى الـ LBC، تغيّرت هذه الصورة وبات المشاهدون يشعرون بأنها على مسافة واحدة من الجميع.

تعتمد صادق أسلوب الحوار الحاد مع ضيوفها مهما يكن انتماؤهم، 8 أو 14 آذار، لا فرق عندها، هي تسأل وتناقش وتعلّق على الشاردة والواردة. الحوار معها ليس نزهة، بل "تزرك" ضيفها في الزاوية، وتجعله في وضعيّة مساءلة، متسلّحة بإعداد متماسك ومتابعة وثقافة سياسيّة عالية وحضور قويّ ومظهر لائق وجذّاب.

¶ يبدو انك تتنفّسين السياسة وتتعاملين معها بشغف

- صحيح، منذ صغري كان لديّ اهتمام بالسياسة وخصوصاً ان الحرب انعكست على حياتنا مباشرة. ومنذ اتفاق الطائف عام 1990، وتوقّف هذه الحرب، بقيت لديّ تساؤلات عديدة.

¶ الا تعتقدين ان الناس ملّت السياسة والبرامج الحواريّة؟

- لا أظنّ، لأنهم مصطفون سياسياً على نحو حاد، وجميعهم يتكلّمون السياسة في واجباتهم الاجتماعيّة وأعمالهم. وتساهم الأوضاع اللبنانية في خلق موضوعات سياسيّة جدليّة. حتماً أنا لا أقول ان هذا الوضع صحي، لكنه أمر واقع، ومن الصعب الا يتأثر الناس به.

¶ انتقالك من الـ OTV إلى الـ LBC، ماذا أفادك؟

- تجربة الـ OTV كانت مهمة جداً، وخلقت لي عروضاً عدة. أما انتقالي إلى الـ LBC فكان أشبه بالولادة الثانية وخصوصاً أنها في المرتبة الأولى دائماً، وانتشارها كبير وتاريخها عريق، اضافة إلى مهنيّتها وصدقيّتها. والأهم أنها ليست محسوبة على أحد.

¶ هل تلعبين دور محامي الشيطان لتعزيز مهنيّتك؟

- للإعلام والحوارات السياسيّة مدارس عدة، أهمهما اثنتان: مدرسة معتدلة وأخرى حادة. أنا أنتمي إلى المدرسة الثانية. فالسياسي يأتي إلى ايّ برنامج حواري ليخدم نفسه ويُقنع الناس بطروحاته السياسيّة. هدفي أن أجعل مهمته أصعب من خلال اسئلتي وحثّه على الدفاع عن وجهة نظره، اضافة إلى نبش معلومات وفيرة منه.

¶ بعض المشاهدين المؤيّدين لقوى 14 آذار يقدّرون ميولك السياسيّة من خلال تجربتك في تلفزيون الـ OTV، الا تعتقدين ان صبغة 8 آذار لا تزال تلاحقك؟

- استغرب ان يعرف المشاهدون ميولي السياسية، لست متأكّدة من هذا الاتهام. وأعتبر ان لا علاقة لي بصبغة قوى 8 آذار. والأكثر غرابة في الأمر ان اعلام 8 آذار يعتبرون انني أدافع عن 14 آذار، واعلام 14 آذار يعتبرون العكس!

¶ رغم اقتناع كل فريق بأنك منحازة إلى الفريق الآخر، لا يستطيع أحد أن ينكر قدرتك على ادارة الحوار وقوّة حضورك وسرعة بديهتك.

- أشكرك على هذا الاطراء، لكن هاجسي يبقى دائماً أن أطوّر نفسي، وأدرك مكامن الضعف في ادائي، ومن الصعب أن أكون راضية عن نفسي.

¶ هل تعتبرين ان الانتماء الطائفي للاعلامي ونشأته الجغرافية يضعانه في خانة سياسيّة معيّنة أو يجعلانه طرفاً؟ أعني انك اعلامية تنتمين إلى الطائفة الشيعيّة الكريمة وأصلك من بلدة الخيام.

- من ينظر اليّ كاعلاميّة شيعيّة، فهذا شأنه. أنا أرفض ايّ تعريف طائفي يُنسب اليّ، وأرفض كل من يتعامل معي على اساس طائفي. هذا الموقف ليس لأنني شيعيّة، حتى لو ولدت مارونيّة أو سنيّة كنت سأقول الأمر نفسه. أتمنى ان يكون التعامل معي بصفتي المهنيّة لا أكثر ولا أقلّ. أنا علمانيّة، والمصرّون على أن ينظروا إلى بعضهم ككائنات طائفية، فهذا شأنهم.

¶ ثمة أمر لافت أخيرا انك لا تصطدمين في حواراتك الاّ مع شخصيات من 8 آذار؟

- ساقول لك شيئاً. أظن ان السبب لوجستي، ونحن كاعلاميين نعاني قلّة حضور شخصيات 14 آذار إلى الستوديو لأسباب أمنيّة وخوفاً من الاغتيالات.

نستضيف شخصيات 8 آذار لأنهم يتنقّلون بحريّة أكثر، لذلك، من البديهي أن تزيد احتمالات الاحتكاك معهم، ولا تنس ان برنامجنا يومي، ولو كان اسبوعياً، لصار الأمر اسهل.

¶ على ماذا تعتمدين في تحضير البرنامج، ومن يساعدك؟

- أعتبر المتابعة الدائمة ضروريّة عبر استخدام الصحف والمواقع الالكترونيّة، اضافة إلى القراءات الخاصة والأبحاث والخلفيّة الثقافيّة السياسيّة الخاصة. ولا أقصّر بمتابعة المقابلات التي يجريها زملائي ايضاً. يساعدني في الاعداد الزميلان عماد موسى واسعد ماروني.

¶ من هو الأفضل في الاداء الاعلامي بين زملائك؟

- أحترم كل الزملاء وأعتز بهم. لكن لا يختلف اثنان على ان الزميل مارسيل غانم يأتي في المرتبة الأولى.

¶ هل تطمحين إلى برنامج حواري سياسي ليلي؟

- حالياً، أنا سعيدة بما أقدّمه، وأسعى إلى تطوير نفسي وأقوم بإختبار مهني مفيد. وفي الحقيقة، أفضّل أن أكون في برنامج صباحي من المرتبة الأولى، على أن أكون في برنامج ليلي من مرتبة متوسطة.

¶ تبدين ببسمتك من دون كلام كالبحر الهادئ ظاهرياً، هل انت بركان ثائر من الداخل؟

- في الحقيقة، أنا انفعاليّة، لكني لست يركاناً ثائراً حتماً. قليلة الأمور التي تستفزني في الحياة. صحيح انني انفعالية، لكن مهمة كل إعلامي أن يعمل على تحسين ادائه.

¶ هل تشجعين ابنتك ياسمينا على التخصّص بالاعلام؟

- لمَ لا؟ اذا أحبّت ذلك، رغم أنه مجال متعب.

¶ كيف تعيشين يومياتك بعيداً عن الاعلام؟

- حتماً مع العائلة، ونشاطاتي الاجتماعيّة قليلة جداً، وأفضّل أن أمضي وقتاً مع عائلتي وابنتي.

¶ ما هو أقصى طموحاتك؟

- اولاً أن أستمر في

العمل على عائلة ناجحة، وثانياً أن أطوّر نفسي مهنياً، ولا أضع حدوداً لأجل تحقيق ذلك.

ديما صادق: انا خارج التصنيف
ديما صادق: انا خارج التصنيف


تعليقات: