غورنيكا تعرض مأساة الحرب والمعاناة التي تسببها للأفراد، وقد صارت معلماً أثرياً، لتصبح مذكراً دائماً بمآسي الحروب
غيرنيكا بلدة اسبانية تم قصفها بشكل وحشي في ٢٦ نيسان ١٩٣٧ من قبل النازيين وقوات فرانكو الفاشية حيث قتل ما يقارب ١٠٠٠ مدني في مدة لا تزيد عن ساعتين من القصف الهمجي. تم تخليد هذه البلدة بلوحة رسمها بيكاسو واصبحت عنوان ضد الحروب والهمجية.
الخيام بلدة في جنوب الجنوب تم تدميرها مرتين بشكل ممنهج وعن سابق اصرار وترصد وارتكب فيها مجزرة ذهب ضحيتها ٨٧ مسنآ ومسنة.
غيرنيكا تقبع الان في كل مكان من هذا العالم. غيرنيكا اصبحت رمزآ تتعرف عليه ملايين البشر بمجرد رؤية اللوحة. كل ذلك بسبب لوحة بيكاسو.
الخيام دمرت مرتين عن بكرة ابيها ولم نرى لا لوحة ولا قصيدة ولا حتى اغنية (اللهم الا اغنية خالد الهبر : عام مضى والخيام مهجر)
نعم ،لكي تبدع يجب ان تعاني.
عانينا ولكننا لم نجد آلية للتعبير عن معاناتنا.
لماذا لم نرى تعبير ابداعي واحد عن مآسينا مع ان تجربتنا وما اصابنا كان بمنزلة ما اصاب بلدة غرنيكا إن لم يكن اكثر.
لماذا اصبحت غرنيكا رمزآ وليس الخيام
لان البشر يتأثرون اكثر بفهوم احدهم عن الواقع من الواقع الذي يرونه
حتى لو وجدت صور فوتوغرافية عن غرنيكا، لن يكن تأثيرها اهم من تأثير اللوحة.
حكاياتنا ليست مكتوبة او مرسومة او مغناة
لكنها تضيء سهراتنا شفهيآ بما يرويه كل منا.
لا ينقص الخيام رسامين وشعرأ وأدبأ ومبدعين وكلهم عاشوا فيها وشهدوا ما حل بها وخصوصآ سنة ٢٠٠٦.
بيكاسو رسم لوحته في باريس بعد قرأة اخبار المجزرة في الجريدة وهو لم يزر البلدة ابدآ.
كيف ان ٥٠٠ غارة في ١٠ اب ٢٠٠٦ ، ٥٠٠ غارة في يوم واحد لا يعبر عنه بشيء.
نحن إن لم نربي الذاكرة ونرعاها ونهمس في اذنيها من وقت لآخر
نصبح خارج الزمان والمكان.
تعليقات: