الجيش: إستشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب وجرح عدد آخر

الجيش: إستشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب وجرح عدد آخر  في عرسال  خلال مكمن مُسلّح أثناء مُلاحقة دوريّة أحد المطلوبين الى العدالة
الجيش: إستشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب وجرح عدد آخر في عرسال خلال مكمن مُسلّح أثناء مُلاحقة دوريّة أحد المطلوبين الى العدالة


عرسال ـ

سقط شهيدان في الجيش اللبناني ظهر يوم أمس الجمعة، أحدهم برتبة نقيب ويدعى بيار بشعلاني، فيما أصيب الملازم أول يوسف صفير ونقل الى مستشفى يونيفرسال في الهرمل أولا وثم الى مستشفى دار الأمل الجامعي مع الشهداء والجرحى في رفقة السلاح، وهم أحد عناصر مجموعة من القوة الضاربة في الجيش اللبناني التي أوقعت خاطف الآستونيين خالد حسن حمَيد، وهو من السلفيين المطلوبين بمذكرات توقيف وخطف واحتجاز حريات، وهو أحد عناصر مجموعة حسين الحجيري الذي أوقفته دورية للجيش اللبناني قبل 4 اشهر واعتدى عليها مسلحون في ساحة البلدة وتم اختطافه من قبل المسلحين الذين لاذوا بالفرار قبل ان يطلقوا النار ويعتدوا على الجيش.

وفي التفاصيل ان دورية من الجيش اللبناني أطلقت النار ظهر امس على خالد حسن حميد الذي أصيب برجله وقد أودع في أحد سيارات الدورية وهي من نوع رانج روفر سوداء وسلكت طريق وادي رعيان حيث كانت تنتظره دورية لتسلم حميد للتحقيق لتفاجأ بكمين من قبل مطلوبين بمساندة الجيش الحر وتمطر الدورية وسيارات الجيش اللبناني في وادي الرعيان بالرصاص ما ادى الى سقوط ثلاثة شهداء من الجيش وإصابة سبعة نقلوا الى دار البلدية، فيما قضى مجنّد في دار البلدية جرّاء الصقيع. وقتل حميد برصاص المسلحين المهاجمين للدورية.

وفيما شيّع اهالي عرسال حميد، اغتنم المسلحون الفرصة واتخذوا من الجرد ملاذا آمنا قبل ان يتحرك الجيش اللبناني. وعلمت «الديار» ان المسلحين قاموا باحتجاز 3 سيارات من نوع هامر للجيش اللبناني وطافوا بها في شوارع البلدة قبل ان يقوموا بتحطيمها قرب دار البلدية حيث تم احتجاز العسكريين السبعة قبل نقلهم الى مسشفى يونيفرسال في الهرمل ثم الى مستشفى دار الأمل الجامعي. وعرف من العسكريين الرقيب الاول في الجيش اللبناني علي عمار وهو من بلدة اللبوة جارة عرسال.

} قيادة الجيش }

وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها أنه «أثناء قيام دورية من الجيش بعد ظهر اليوم (امس) في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين إلى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرضت لكمين مسلح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المسلحين».

ولفتت إلى أنه «على أثر ذلك توجهت قوة كبيرة من الجيش إلى المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار».

وأضاف البيان: «إن قيادة الجيش إذ تدعو أهالي البلدة إلى التجاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار، تحذر بأنها لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية».

وفي سياق متصل، ذكر أنّ شقيق الحميد ينتمي بدوره لـ»كتائب عبدالله عزام» التي سبق لها أن هدّدت الجيش اللبناني في أكثر من بيان.

وكانت وسائل اعلام ذكرت أن مجموعة اصولية من مجدل عنجر نصبت كمينا لخالد حميد امام جامع بلدة عرسال وعند خروجه اطلقت باتجاهه النار فقتل على الفور، ثم كمنت لدورية من الجيش اللبناني في وادي الرعيان على اطراف بلدة عرسال واطلقت النار على عليها فجرحت خمسة عسكريين وخطفت خمسة آخرين.

ولفتت هذه المعلومات الى أن المجموعة أحضرت العسكريين العشرة الى عرسال وقامت بقتل نقيب وجندي بآلات حادة، مشيرةً الى أن لا أثر للرصاص على جثماني الشهيدين.

} مواقف }

وعلى صعيد المواقف المستنكرة، دان الرئيس العماد اميل لحود بشدة «الاعتداء الغاشم والغادر الذي تعرض له الجيش اللبناني الباسل في عرسال من ارهابيين هدفهم الاوحد ضرب الاستقرار واغاثة القتل والدمار في لبنان، لا سيما بعد ان تلقوا ضربات موجعة في سوريا».

وعاد الرئيس العماد اميل لحود بالذاكرة الى احداث الضنية في نهاية العام 2000، حيث «غدر ارهابيون بالجيش اللبناني، ما دعاه في حينه الى اصدار الاوامر الى الجيش اللبناني بملاحقة هؤلاء والقضاء عليهم منعا لاستشراء الارهاب، وهذا ما حصل. كما في الضنية، كذلك في البارد، لم يتوان رئيس الجمهورية باصدار الاوامر الى الجيش اللبناني بالتصدي للارهاب وضرب اوكاره فسجل الجيش بطولات وشهادات».

ودعا السلطة السياسية فورا «ان تصدر الاوامر الى الجيش اللبناني بالاقتصاص من الارهابيين الذين غدروا بالجيش اللبناني في عرسال منعا من انتقال الفتنة والارهاب الى لبنان».

واكد ان «مؤسسة الجيش الجامعة والموحدة لا يمكن ان تخضع للاهواء السياسية والتجاذبات والحسابات الضيقة. لا رئاسات تبقى ولا حكومات اذا ما استطاع الارهابيون سبيلا الى ضرب الامن في لبنان عن طريق تقويض هيبة الدولة بدءا من هيبة الدولة بدءاً من هيبة الجيش».

واضاف ان «المطلوب الان وقبل فوات الأوان ان تحسم السلطة السياسية امرها وان يذهب الجيش مرفوع الجبين، بسواعد ابطاله، لنجدة رفاق له بعد ان سقط شهداء ابرار منه، دون النظر الى الجهة التي ينتمي اليها الارهابيون، ذلك ان انتماءهم انما هو لعقيدة القتل والدمار والشرذمة وليس لاي دين او طائفة او منطقة».

} غصن }

دان وزير الدفاع الوطني فايز غصن بشدة الاعتداء الذي تعرضت له دورية من الجيش اللبناني في عرسال على يد عدد من المسلحين، واضعا «الاعتداء في خانة التعدي على الاستقرار الوطني، والعبث بالأمن الداخلي ومحاولة المساس بهيبة الدولة».

وقال في بيان: «ان ما حصل في عرسال خطر جدا، فالتعرض للجيش ولعناصره هو تعرض لكل الوطن، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه»، مؤكدا ان «الجيش اللبناني لم ولن يكون يوما مكسر عصا لأحد، وان كل من يتعرض او يتطاول على الجيش لن يكون بمنأى عن الملاحقة والتوقيف ونيل العقاب اللازم».

وشدد غصن على «عدم وجود اي منطقة عصية على الجيش اللبناني الذي ستطال يده كل مطلوب للعدالة وكل عابث بالأمن، مهما علا شأنه».

ودعا «الجميع في عرسال الى ادراك خطورة ما حصل في بلدتهم اليوم واقفال ابوابهم في وجه كل من تجرأ على الجيش اللبناني، وازهق دماء عناصره، وعدم ايواء او اخفاء اي مسلح، وترك الجيش اللبناني يقوم بمهامه، فالجيش في النهاية هو الضمانة لجميع اللبنانيين الى اي فئة او منطقة انتموا».

وختم غصن بتوجيه «تحية اكبار للشهداء الذين روت دماؤهم تراب هذا الوطن»، متمنيا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل».

} جريصاتي }

واستنكر وزير العمل سليم جريصاتي في بيان «المكمن المسلح الذي تعرض له أبطال من الجيش اللبناني في عرسال، مما أدى إلى استشهاد بعضهم ومحاصرة البعض الآخر، ومن بينهم جرحى، واعتبار آخرين في عداد المفقودين، وذلك على يد جماعات مسلحة إرهابية».

وشدد على «أن مجرد الاستنكار لا ينفع لاجتثاث الإرهاب، من أي أرض أتى، ذلك أن الاعتداء على الجيش اللبناني الباسل الذي يجمع عليه اللبنانيون هو اعتداء على كل لبنان».

وحذر جريصاتي من «أن التوقيت غير بريء والأهداف تصب في خانة ضرب استقرار لبنان، ولا سيما في المناطق المحاذية لسوريا التي تعاني الإرهاب نفسه».

وقال: «المطلوب اليوم الترفع عن الصغائر السياسية والالتفاف حول الجيش وشد أزره منعا لكل اختراق امني مهما كان مصدره».

} لقاء الأحزاب }

هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية دعت في بيان الجيش «الى الضرب بيد من حديد كل من تسوله نفسه الاعتداء على دورياته، وعدم التهاون مع الجماعات الارهابية المسلحة المتواجدة على جانبي الحدود، وحسم الموقف الميداني على الأرض لاعادة فرض الأمن والاستقرار في تلك المنطقة».

وكررت «دعوة الأجهزة الأمنية اللبنانية كافة وفي مقدمها الجيش الى العمل بحزم على ضبط الحدود اللبنانية مع الشقيقة سوريا منعا لتسلل المسلحين والمجرمين وقطاع الطرق، الذين يجدون في البلدات الحدودية اللبنانية مأوى لهم ومكانا مناسبا لشن اعتداءاتهم المتكررة على دوريات نظامية من الجيشين السوري واللبناني على طول الحدود بين البلدين الشقيقين، الغرض منها الابقاء على حالة التوتر والفوضى وعدم الاستقرار على جانبي الحدود سعيا الى ابقاء تلك المناطق تحت سيطرتهم المسلحة تنفيذا لأجندات أميركا واسرائيل».

كما تقدمت «من قيادة الجيش وعوائل الشهداء بأحر التعازي»، مؤكدة بأن «الجيش كان ولا يزال صمام الأمان الذي يجمع عليه اللبنانيون، وبأن شهداء الجيش هم عماد الوطن على الدوام ورمز كرامته الوطنية».

قطع طريق ضهر البيدر

تنديداً باستشهاد النقيب بيار بشعلاني قطع اهالي المريجات طريق ضهر البيدر بالاطارات المشتعلة.

نعي

{ نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، النقيب بيار بشعلاني، الذي استشهد بتاريخ1/2/2013 أثناء قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال. وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 4/7/1982 في بلدة المريجات - زحله.

- تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتباراً من 15/1/2002.

- رقي إلى رتبة ملازم اعتباراً من 1/8/2004 ، وتدرّج في الترقية إلى رتبـة نقيب اعتباراً من 1/1/2012.

- تابع عدة دورات دراسية في الداخل والخارج.

- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- متأهل وله ولد واحد.

{ كما نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الرقيب أول إبراهيم زهرمان الذي استشهد بعد ظهر أمس خلال قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة عرسال، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 3/4/1981 مشمش- قضاء عكار.

- تطوع في الجيش بتاريخ 27/11/2000

- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- متأهل وله ولدان.

تعليقات: