ميلاد كفوري «البطل» مكرّماً.. بشهادة ريفي

ريفي وهيام كفوري وبينهما الدرع التقديرية
ريفي وهيام كفوري وبينهما الدرع التقديرية


الســيد: إنــه ســلوك صبيانــي ومراهــق

ظهرت زوجة «البطل». اما «البطل» فما يزال مختبئا في مكان ما. في لبنان او خارجه. على الارجح مكرّما، معزّزا، ومحاطا بحماية امنية وبـ«خيرات» قد لا تتوافر لاي «مخبر سرّي» بسهولة.

هيام كفوري، زوجة ميلاد كفوري، حلّت امس ضيفة «فوق العادة» في مكتب اللواء اشرف ريفي في مكتبه في المقر العام للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، يرافقها وكيلا المخبر كفوري المحاميان سمير ابي رعد وجوزف الخوري.

الاستقبال التكريمي جاء تقديرا «للدور الهام والأساسي الذي لعبه كفوري في كشف المخطط الخطير الذي كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية في البلاد».

بالتوقيت لا يمكن فصل هذا المشهد عن قرار محكمة التمييز الجزائية بالمصادقة على قرار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا بمنع المحاكمة عن الوزير السابق ميشال سماحة لجهة المادة 272 التي تنصّ على دسّ الدسائس لدولة اجنبية، ومنع المحاكمة ايضا عن مسؤول مكتب الامن القومي علي مملوك لجهة اثارة النعرات الطائفية استنادا الى المادة 308 عقوبات».

وذلك بعدما ردّت محكمة التمييز الطعن المقدّم من مفوض الحكومة العسكرية القاضي صقر صقر، رافضة التوسّع في القرار الاتهامي، عبر اضافة مواد اتهامية جديدة الى «ملف سماحة».

بالمضمون بدا ريفي، وعلى مسافة ثلاثة اسابيع من انتهاء ولايته الرسمية في المديرية العامة، مصّرا حتى اللحظة الاخيرة على حماية «انجاز المديرية»، الذي شارك في صنعه مع اللواء الشهيد وسام الحسن، من كل الاتهامات التي سيقت ضد دور كفوري وخلفيته، والمطالبات الداعية الى مثوله امام القضاء للاستماع الى افادته.

يؤكد اللواء ريفي على هذا التلازم، مشيرا الى ان «التكريم تزامن مع صدور القرار الظني في قضية ميشال سماحة، بحيث اصبح علنيا ولم يعدّ سريا».

ويكشف ريفي لـ«السفير» بانه سبق له ان قام باعداد شهادة التقدير وكتابتها منذ انكشاف القضية امام الرأي العام واعتقال ميشال سماحة، الا انه ارجأ الاستقبال التكريمي كي لا يفسّر بانه تأثير على القضاء، وهذا ما يظهر من خلال تاريخ توقيع كتاب التكريم في 14 آب 2012».

واستباقا لكل من سيرشق خطوة ريفي بحجارة «حماية وتكريم مخبر متوار عن الانظار وعن العدالة»، يقول ريفي «يروحوا يبلّطوا البحر. لا احد، وفق القانون له الحق بالاستماع الى افادة ميلاد كفوري. انا ملزم قانونا بحمايته، والتهويل لا يؤثر فينا»، مشددا على «ان هذا التكريم يحمل رسالة مفادها، بانه كل من يخدم وطنه يكرّم».

هي ليست المرة الاولى التي يبادر فيها ريفي الى القيام بمبادرة تكريمية من هذا النوع، وان باختلاف الظروف وهوية «المكرّم». سبق له ان فعلها، كما يقول، مع شخص «كان له الفضل في كشف خيوط جريمة كبيرة ومعقدة» ولا يفصح عن اسمه.

كفوري سيبقى بحماية مديرية قوى الامن الداخلي و«فرع المعلومات» «طالما أن حياته في خطر، ويعود للامنيين تقدير مدى هذه الخطورة»، كما يؤكد ريفي.

يصرّ اللواء ريفي على اعتبار كفوري «بطلا»، منذ لحظة «تجنيده» حتى انكشاف مخطط نقل المتفجرات في سيارة الوزير الأسبق ميشال سماحة.

هذا يبرّر رفض ريفي الاستجابة لطلب القاضي ابو غيدا الذي حدّد في 28 كانون الثاني الماضي موعدا لاستدعاء المخبر السري لاستجوابه بصفته شاهدا في القضية.

يومها رفض المدير العام بشكل قاطع نقل كفوري الى مكان قاضي التحقيق خوفا على حياته، عارضا في اقصى الحالات تأمين تواصل معه بالصوت والصورة عبر الكاميرات من مكان تواجده غير المعروف لاحد، باستثناء دائرة ضيقة جدا من المطلعين على «ملف سماحة».

في مكتبه قدّم اللواء ريفي للسيّدة كفوري درعاً تذكاريا،ً عربون شكر وامتنان وشهادة تقدير بإسم زوجها «المجهول الاقامة».

في كتاب الشكر وصف ريفي المخبر كفوري بـ «المواطن الصالح الذي أدّى واجبه الوطني في خدمة الوطن من خلال تعاونه مع «شعبة المعلومات»، ولعب دوراً هاماً وأساسياً في كشف مخططٍ خطيرٍ كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية عبر زرع متفجرات وتنفيذ الاغتيالات في منطقة لبنان الشمالي، الأمر الذي أدّى الى إفشال المخطّط وتوقيف الرأس المدبّر، وضبط كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة ومبلغ مالي كبير كان قد عُرض عليه لتسهيل عملية التنفيذ».

وكمن يقلّد جنديا، افنى حياته على الجبهات، وسام الارز قال ريفي «ان عمله الوطني هذا ترك أثراً طيباً ومشرّفاً لدى الرأي العام، مبرهناً عن وطنية مميّزةٍ وإباءٍ وعزّة نفسٍ وترفّعٍ عن المغريات، غير آبهٍ بالمخاطر المحدقة به، فاستحق التقدير».

ولان كفوري لعب دورا وطنيا «حمى من خلاله لبنان»، أكّد المدير العام «استعداد قوى الأمن الداخلي للاستمرار في تأمين الحماية اللازمة لزوجها ولعائلته، وذلك تنفيذاً للقانون اللبناني والتزاماً للواجب الأخلاقي والوطني والوظيفي».

وتعليقا على تكريم كفوري، قال اللواء جميل السيد «ان هذا المشهد لا يمكن ان يحدث في اي بلد في العالم وهو من علامات الخرف المهني قبل انتهاء ولاية ريفي باسابيع ثلاثة».

ويضيف السيّد «في القانون اللبناني ليس هناك من برنامج حماية شهود. واذا افترضنا انه يتوجّب حماية مخبر، فهذه الحماية تكون من اجل ابقائه على قيد الحياة للمثول امام القاضي او المحكمة، وليس لاخفائه عن القضاء».

ويرى السيّد «ان ما قام به ريفي من بدعة اخفاء الشهود، هو تقليد طبق الاصل لما سبق ان قام به عندما مارس التزوير مع سعيد ميرزا ووسام الحسن، باخفاء هسام هسام ومحمد زهير الصديق خلال فترة التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري».

ويصف سلوك ريفي بتكريم المخبر كفوري، عبر زوجته، بـ «الصبياني والمراهق»، مؤكدا لـ«السفير» «انها بدعة غير مألوفة، خصوصا ان ريفي استبق حكم القضاء الذي لم يلفظ حكمه النهائي، اذا كان كفوري شريكا في الاستدراج او الفعل».

فقد استحدث المدير العام لقوى الامن الداخلي، يضيف السيّد، رتبة جديدة «هي رتبة «زوجة مخبر» تماما «كزوجة الشهيد التي تكرّم على المنابر وترفع لها التحيات وتؤخذ منها البركات».

وطالما يعتبر ريفي ان كفوري بطل قومي، فقد ذكّر السيّد، بما سبق ان طالب به «بتغيير اسم مطار رفيق الحريري الدولي الى «مطار ميلاد كفوري الدولي»... وبان يقوم وزير الداخلية مروان شربل باللازم «حتى يضبّوا!».

في شهادة التقدير: كفوري «مواطن صالح أدى واجبه الوطني»
في شهادة التقدير: كفوري «مواطن صالح أدى واجبه الوطني»


تعليقات: