أربع سنوات على رحيل رامي فاعور.. الوردة التي زُرعت في تراب الخيام

المرحوم رامي فاعور
المرحوم رامي فاعور


بعتمِ الليالي، تسلل الموت ليخطف زهرة شباب رامي عباس فاعور!

رامي، المهندس الذي كان يشعر، حتى حين أسلم الروح، أن العالم كله يضيق بأحلامه الوردية وتكاد شرايينه تنفجر من شدة الحيوية التي تسري فيها.

غدّار هو الموت، مع انه حق، لكنه يأتيك على حين غرّة حاملاً معه اللوعة والفراق فلا يمهل شاباً، مثل رامي الذي كان بعد دزينة اسابيع ورزمة ايام سيطير فرحاً بوصوله الى قمة دراسته.. ويزهو وزملاءه بثوب التخرج نافضاً عن كاهله سهر الليالي حين كانت النجمة في السماء يغلبها النعاس بينما عيناه على المستقبل!

لكن القدر كان قاسيا فأطاح بعمره وبطموحه.

لم يعد بعد اليوم والده، أبو ربيع، يشعر بالفرح والسرور لانه كسب الرهان ونجح في تعليم اولاده ونيلهم الشهادات العالية، وهو الكادح الذي نذر نفسه يركض في متاعب الحياة وحناياها لكي يجلس يوماً ما مرتاحاً كونه أكمل مهمته على أتمّ وجه...

فحين حانت اللحظة خرج رامي الصغير المدلّل موقداً قلب أهله بجمرات الفراق وغامراً عيون كل من عرفه أو حتى سمع عنه بسيل من الدمع.

هل تعرفه؟ (سألني احدهم حين قرأ الخبر المفجع في الصحف..)

قلت عزّ المعرفة! (مع انني كنت نادرا ما أراه..)

لكنني كنت كلما رأيته تعرفت اكثر واكثر على دماثة الاخلاق والكياسة والفطانة.. فظّله خفيف كالنسيم والبسمة تطبع محياه كانه على تفاؤل دائم بالحياة!

وزد على ذلك أنه ألمعيّ، مجتهد وشاطر، لكن الموت كان اشطر منه فخطفه وهو مايزال في اول سكّة العمر ليسكن في قلوب والديه واخويه ويبقى طيفه في جدران المنزل كانه يعيش معهم ابدا.

في جنّات الخلد يارامي!

لم يكن احد يعرف ان لك هذا الجمهور الواسع من المحبّين الذين عرفوك عن كثب او تعرفوا عليك بعد رحيلك، ونقول لهم بالنيابة عنك وانت المغمض عينيك في"غفوة أبدية" في تراب الخيام شكراً فلا اصابكم الله مكروه بعزيز.

* حسين أحمد عبدالله

ألبوم صور المرحوم رامي فاعور

سجل التعازي

المرحوم رامي فاعور
المرحوم رامي فاعور


تعليقات: