الخيام مهد لمن إهتدى ولحد لمن إعتدى‎

معتقل الأحرار في الخيام
معتقل الأحرار في الخيام


إن اردت ان تعرف معنى الصمود فما عليك إﻻ ان تزور الخيام

تلك البلدة الرابضة بكبريائها على اكتاف تلة مشرفة على جبل

الشيخ الشامخ فتواسيه في حزنه والمه بإقتطاع جزء منه بيد

المحتل الغادر..

وتطل الخيام جنوبا بنظرة تحد لمغتصب دنس بقذارته ووحشيته

ارض فلسطين المحتلة..

هذه هي الخيام المتربعة بعرشها تعيش قصة صمودها مشاركا

إياها قصتها بكل تفاصيلها...

في مطلع السبعنيات من القرن الماضي وفي زيارتي المعتادة

لربوعها التي اعشقها وخﻻل قيامي لزيارة منزل يقطنه مجموعة

من مناضلي فتح حيث يستخدم هذا المنزل كمكتب لأعمالهم في

شتى امور النضال علما بأن هذا المنزل يخص زوج خالتي الذي

يقيم وعائلته في دولة الكويت..

وقد ﻻقي هؤﻻء المناضلين استحسانا وقبوﻻ من ابناء الخيام

كبارا وصغارا الذين احتضنوا قضيتهم العادلة التي تخص العرب

جميعا وإلتف حولهم معظم شباب البلدة بين منتسب ومؤيد

ومتعاطف ومنهم من التحق في حلقات تدريب على حمل السﻻح

للدفاع بلدتنا إن توجب الأمر لذلك....

ففي احدى الليالي الظلماء وبينما كنت في سبات نوم عميق

في منزل خالي المقابل لسكن المناضلين تراءى لسمعي

حركات مريبة مصدرها الحديقة الخلفية للمنزل وسمعت

اصوات غريبة تتحدث بلغة عبرية واخرى عربية فتأكدت حينها

بأنها عملية كوموندس اسرائيلية تحاول مهاجمة المناضلين.

فانتفضت من سريري محاوﻻ إطفاء (النواصة) كي ﻻيشعر

المهاجمين بوجودي وبالخطأ انارت (اللمبة) وذلك من خوفي

وإرتباكي فأطغاتها بسرعة والحمدالله لم ينتبه احدا لذلك.

تسللت بسرعة البرق خارج المنزل متجها لتحذير المقاتلين

حتى اقتربت على بعد امتار قليلة من الحارس وصرخت به

واعلمته بمجموعة الكوموندس المهاجمة .

عدت ادراجي للمنزل مختبئا اترقب عن كثب مايحدث وكلي

خوف ورهبة لكوني اعزل ﻻاملك ما ادافع به عن نفسي

وما هي إﻻ دقائق معد ودة وابتدأ ازيز الرصاص يلعلع في

في السماء كاسرا الهدوء محدثا ضجيجا يصم الآذان ..

وعلت اصوات تأتي من هنا وهناك وصراخا يعلو معلنا

قسوة المواجهة .

وبلحظة سمعت دوي انفجار كبير زلزل اﻻرص تحت

اقدامي ومن قوة هذا اﻻنفجار شرعت ابواب المنزل

على مص عيها فانبطحت ارضا واضعا يداي على آذاني

ومرت لحظات فقدت بها سمعي..

وبعد مرور بعض الوقت تﻻش صوت الرصاص وبدأت

اصوات المهاجمين تبتعد شيئا فشيئ.حتى اختفت

كليا

خرجت من المنزل المشرع لأرى سحابة من الغبار

والدخان يملؤ المكان والمنزل المقصود اصبح ركاما ..

وفي ساعات الصباح اﻻولى امتلأ المكان بأبناء البلدة

فإجتمعت مع احد المدافعين وسألته عما حدث

فقال .. عندما سمعنا اطلاق النار علمنا بوجود

عملية اسرائيلية واخذت ورفاقي مواقعنا المواجهة

للمجموعة المهاجمة وكانوا على مرمى نيراننا.

وبدأنا بإطﻻق النار عليهم فأصبت قائد المجموعة

إصابة مباشرة فارديته قتيلا مما سنحت الفرصة

للمقاتلين داخل المنزل بالخروج واﻻبتعاد عنه بعد

ان تمركزوا في مواقع مختلفة مواجهين المعتدين

بوابل من الرصاص مما ادى لإصابة خمسة جنود

اصابة قاتلة وجرحى عدد مماثل لقتلاهم مما جعلهم

يبدلون خطة هجوم تلإقتحام واسر جميع المقاتلين..

فصمودنا بوجههم ودفاعنا المميت كان كافيا لإفشال

خطتهم وخاصة بعد مقتل قائدهم.

فما كان منهم إﻻ ان قاموا بتزنير المنزل بعد ان

استبسل المقاتل الموجود بداخله حيث قام بإطﻻق

النار من كل النوافذ الموجودة وفي كل اﻻتجاهات

مما جعل المهاجمين يعتقدون بان المنزل يمتلئ

بالمقاتلين لذا قرروا تفجيره .

وبدأ انسحابهم حاملي قتلاهم وجرحاهم بإتجاه (الوطى)

حيث بإنتظارهم طائرتي هليكوبتر لنقلهم الى داخل

اﻻراضي المحتلة.

وتابعنا انسحابهم لنجد دمائهم الفاسدة منتشرة على

طريق انسحابهم.

اما خسائرنا في هذه المعركة فكان شهيدا واربعة

جرحى تم نقلهم عن طريق ابناء حارتنا بسيارتهم

الى مستشفى مرجعيون الحكومي ..

وفي نشرة اخبار العدو اعترف بفشل الهجوم على

بلدة الخيام وقوة الدفاع المستبسل التى واجهت

المجموعة المهاجمة وتم تحميل قيادتها مسوؤلية

فشلها..

هذه هي الخيام المعتزة بأبنائها الذين واجهوا

العدوان بشجاعة الأبطال وأذاقوا العدو مرارة

الهزيمة........

..

* سهيل علي غصن....

أحد شوارع الخيام
أحد شوارع الخيام


تعليقات: