مرج الزهور تستقبل الوافدين في المنازل والحقول

 طفلة تطعم شقيقها في مدرسة مرج الزهور («السفير»)
طفلة تطعم شقيقها في مدرسة مرج الزهور («السفير»)


تقف أم جهاد الزغبي، النازحة من بابا عمرو، قرب نافذة «مدرسة مرج الزهور»، حيث تقطن مع عائلتها منذ أكثر من سنة، وتشير بإصبعها إلى عشرات المنازل الفخمة في البلدة، قائلة: «كل هذه القصور فتحت أمامنا أبوابها بكل صدق وترحاب، وقد أمّن لنا أبناء البلدة الكهرباء على مدار الساعة، المياه، الغذاء وحطب التدفئة». تضيف: «للأمانة نحن هنا نشارك أهالي البلدة منازلهم وحقولهم، فلقد ساوونا بأنفسهم ولم يبخلوا علينا بشيء».

وتقول أم محمد عليا النمر، النازحة من حمص: «نحن من النازحين المحظوظين حقاً، وقد رمانا القدر في مرج الزهور التي فتحت لنا أبواب المدرسة المجهّزة بكل شيء، وقدّمت لنا شققاً في المنازل الفخمة، وتنازل العشرات عن بساتين الزيتون لمصلحتنا، فعملنا على قطفها وكانت لنا مونة من الزيت والزيتون تكفي لعامين، كذلك قالوا لنا إنّ كروم العنب والتين حلال عليكم».

وتعطي النازحة رندا من حلب مثلا على حسن ضيافة أبناء البلدة، فتشير إلى أنّ «نائب رئيس البلدية أحمد حمودي وضع بتصرفنا 75 شجرة زيتون، تقدمة للنازحين طيلة فترة وجودهم في البلدة، على أن يحرثها ويعتني بها ليقطف النازحون ثمارها».

تضيف: «العشرات من أبناء البلدة قدّموا منازلهم من دون مقابل، وكل ما نحتاجه يؤمن لنا، لم ينقصنا شيء سوى وقف الحرب في بلدنا لنعود إليه».

وقدّم أبناء البلدة لأم علاء، النازحة من باب عمرو، ماكينة خياطة حديثة، لتصبح خياطة البلدة المفضلة. وتدر عليها مهنتها مصاريف عائلتها. وتقول أم علاء: «لقد خففت المعاملة الأخوية لأهل مرج الزهور الكثير من آلامنا، كيف لا وهذه البلدة كانت قد حضنت على مدى عام كبار المناضلين الفلسطينيين الذين أبعدتهم دولة العدو إلى مخيم مرج الزهور».

ويقول أبو رأفة، النازح من حمص، انّ كل النازحين وجدوا لهم عملاً في البلدة ومحيطها بمساعدة أبنائها.

ويعتبر نائب رئيس البلدية أحمد حمودي «النازحين إلى البلدة، أهلاً وضيوفاً أعزاء، وقد قدمنا لهم المساعدات من مأوى، كهرباء، ماء، استشفاء وملابس، وسجّلنا الطلاب في المدارس مع حافلة تقلهم، وقامت بيننا علاقات اجتماعية، فهم يحضرون مناسباتنا ونحضر نحن مناسباتهم، كذلك بدأت مصاهرة أهل البلدة والنازحين».

تعليقات: