جدّي أبو هشام..أنت فخر للجميع

المرحوم الحاج حسين أحمد عياش (أبو هشام)
المرحوم الحاج حسين أحمد عياش (أبو هشام)


من قلبي أكتب كلماتي وأهديها إلى الغالي...جدي الحنون فارقتنا لكنك ما زلت في البالِ...ذكراك حياً بيننا....

سأكتب وأكتب حتى ينتهي قلمي وأبدأ بالثاني ...

أغمض عينيه للأبد وانتقل إلى الدار الآخرة هكذا قدر الله على جدي الذي نسأل الله أن يغفر له ويرحمه برحمته التي وسعت كل شيء وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة وأن يسكنه جنات الفردوس الأعلى…

رحلت ياغالي,, رحلت يا أغلى الناس

رحلت يا والدنا جميعا,, يارجلا شهدت له السنوات والزمن برموز العطاء والحب والكرم والصبر والكفاح..

رحلت ياجدي وما تركت سوى دموعا بالملايين تبكي على ذكراك ..

رحلَت روحك عن أهلك وبيتك , تركتنا مع عيون وقلوب ترثيك بوداع لا رجعة فيه إلا ماشاء الله وبإذن الله في جنة الخلد يا خالد , نلتقي...

رحمك الله .. ومن بالصبر على أهلك وناسك وأحبابك على رحيلك..

يارب زد من صبرنا وقوتنا , وألهمنا الفرج في همنا وأجرنا في مصيبتنا..

(( إنا لله وإنا إليه راجعون))

أحببناك ياجامعنا,, وبعد الله ساندنا .. أحببناك وأحبك مكانك وبيتك وشارعك وحيك بكل من فيه وكل مافيه شيد بعرقك وأنفاسك وتواجدك..

أعطيت للمكان بعد الله نور ووجود وحياة وابتسامة,, واليوم قد رحلت , ورحل النور والسرور, وحل الغيم والظلام والهدوء والوحشه.. ونرى اليوم كرسيك يبكيك, بل ترى البيت ,, زوايا البيت جميعا ترثيك وتبكي لرائحتك التي تجول المكان , وأنفاسك التي لم تغب يوما عن البيت منذ عمرا أمدك الله به وعمر بناتك وأولادك وأحفادك الذين اجتمعوا بعيون دامعه وقلوب مكسوره حول الام التي شد الحزن والوحده عليها, باحثين عنك جميعا, داعين لك بالمغفره والرحمة والسعادة الحقيقيه والابدية بالآخره..

رحلت وبقيت لنا ذكراك. وهي ليست كأي ذكرى تختزل المواقف والجمل، وانما ذكرى العبر، سيرة عطرة نهتدي بها ودرس لا ينتهي نظل نستقي منه العبر ونكتشفها اكثر واكثر مع مر الزمن.

كنت مثالا لامور جمة:

للحنان، للكرم وعلى الجميع من دون حساب، حتى أبكيت من عملوا لديك، الباقي منهم والذاهب، الحاضر منهم والغائب، وكأنهم ابناؤك لانك كنت تعاملهم حقا كأبنائك، ولم يأت ذلك بعدما بدأ الوهن ينال من جسدك، وانما كان هذا نهجك في اوج صحتك وعنفوانها، اي طيلة حياتك الغنية بالرحمة والقيم الانسانية.

لن انسى هداياك لنا ونحن اطفال وعطاياك السخية التي كنت تحرص عليها عندما كبرنا حتى وانت على فراش المرض.

خصالك- والله- لا تحتملها هذه السطور، ولكني اكتبها، لانني لا اقوى على الاحتفاظ بها في داخلي، أحاول ان اختزلها في بعض من السطور علني اجد في ذلك الراحة لنفسي المتخمة بالاعتزاز بالقيم التي امنت بها وعشتها وبالحرقة على فراقك وفراقها معك.

تعبت يا جدي وأتعبك الوهن ثم فقد القدرة على الحراك، زحف عليك ببطء موجع وآلمك، لكني- والله- لم اسمعك قط تشتكي او تتذمر ولو لبرهة، وهو ما كان يزيد من وجعي عليك عندما كنت ارى صحتك تتدهور. لم ينل الوهن من صبرك ولا من ايجابيتك شيئا. وفي خضم ذلك كله، كنت دائم الترديد لسؤالك المعتاد: «ناقصكم شي؟»

الحديث عنك لا ينتهي يا جدي. كل حركة، كل إيماءة، كل جملة من جملك كانت تنم عن خلقك. ما ارق كلماتك واعذبها عندما كنت تطلب المساعدة حين اعياك المرض من اي منا، صغيرا كان او كبيراً! لم تضجر من حالك قط ولم تنهر. أيعقل هذا؟!

أيعقل الا يَزلّ لسانك ولو مرة وما انت بملام؟!

لست ممن يستهويه التفاخر بالانتماء العائلي، لكني أفخر بك انت، افخر بخلقك، افخر بمنظومة القيم التي عشت بها وعاشت بك. ومن حق الجميع ان يفخر بك. وكيف لا، وقد كنت -على حد قول الكثير- «اب الجميع»؟!

...

-------------- ---------------

بسم الله الرحمن الرحيم

تُقبل التعازي في بيروت بالمرحوم الغالي الحاج أبو هشام حسين أحمد عياش (والد الشهيد علي حسين عياش) ويقام مجلس عزاء عن روحه الطاهرة يوم الثلاثاء الواقع فيه 16 نيسان 2013 في مجمّع الإمام محمد مهدي شمس الدين - محلة شاتيلا من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى السادسة عصراً.

ولمناسبة مرور أسبوع على وفاته، ستقام الذكرى عند العاشرة من صباح نهار الأحد في حسينية بلدته الخيام .

للفقيد الرحمة ولكم الأجر والثواب.

..

عائلة الفقيد

موضوع "لترقد بسلام يا أبا هشام.. وإلى جوار علي تعود"

سجل التعازي بالمرحوم الحاج حسين أحمد عياش (أبو هشام)

تعليقات: