النازحون إلى شبعا: نحتاج إلى الغذاء

في انتظار طعام الغداء (طارق أبو حمدان)
في انتظار طعام الغداء (طارق أبو حمدان)


باتت مواقد الحطب، ملازمة للنازحين السوريين حيثما وجدوا وأينما حلّوا، فإلى جانب كل تجمّع لهؤلاء تلفتك مواقد حجرية، أو مدافئ عتيقة أخرجت من الغرف، وإلى جانبها مؤونة يوم أو يومين من رزم الحطب اليابس تجهد النازحات وأطفالهنّ لجمعها لتكون قوت نار الطبخ في فصل الصيف، بعدما كانت قوت نار التدفئة خلال أيام البرد والصقيع.

حول مواقد عدّة تعمل على الحطب، ركزّت في حقل محاذ لجامع بلدة شبعا يحوي نحو 250 نازحاً سورياً، تحلّقت بعض النسوة لتحضير طعام الغداء لعائلاتهنّ. تقول النازحة سهيلة عبودي إنّ «الطعام اليوم حمص مسلوق، وهو وجبة لـ 12 فرداً، وعلينا جميعاً التكيف مع طعام كهذا، لأنّ المواد التموينية التي تصلنا محدودة، وباتت محدّدة الأصناف، وهي لا تتعدى عدد أصابع اليد، موزعة بين المعلبات، الحمص، العدس، الأرز، المعكرونة والفاصوليا». النازحة ليلى عبد الوسيط من ريف دمشق، توجّهت منذ الصباح لجمع الحطب اليابس، لأنها ستحضر الفاصولياء كغداء لأطفالها السبعة، «إننا نطبخ على الحطب في ظل عدم توفر الغاز للطهو، لقد زودونا بغاز صغير الحجم لا يصلح سوى لتحضير القهوة أو الشــــاي، ويكفي لطبخة واحدة بسبــــب صغر حجمه، لذا اعتمدنا جمــــيعا الطهو على الحطب والذي بتنا لا نجــــده في الحقول القريبة إلا بصعوبة». تضيف: «أطبــــخ في طنجرتين صغيرتين لعـــدم تــــوفر طنجـــــرة كبيرة. غداء كهـــذا لا يفــــي بالحاجة الصحــــية حـــقاً، لكــــن مـا باليــــد حيلة. إننا نتكيف مع الواقع».

«نأكل لنعيش»، تقول النازحة شمرا الحنية، «نحن ملزمون بتناول ما تحويه كراتين الجهات المانحة، لا يمكننا تجاوز تلك المواد المحدودة. إنّنا فعلاً نحتاج إلى مواد غذائية أخرى، اللحم مثلاً لا يصلنا سوى مرة في الأسبوع أو الأسبوعين. أمّا الفواكه والخضار فهي شبه محرمة علينا وعلى أطفالنا، ونحاول التقنين في الطعام. نجتمع أكثر من عائلة الى المائدة، ونوحد الطبخة وذلك كطريقة فضلى للتوفير».

وتقول حسنية أبو الرامي وهي أم لـ 9 أطفال قتل زوجها منذ خمسة أشهر في حلب، وتقطن في غرفة مساحتها 12 متراً مربعاً: «نشتهي الكثير من المواد الغذائية والتي لم تتوفر من الجهات المانحة. لا أملك المال لشراء شيء، إنّني أبيع بعض المواد التي استلمها كمساعدة واشتري بثمنها مواد يطلبها أطفالي». تضيف: «بعت لأحد المحال التجارية علبة شاي بخمسة دولارات وعلبة قهوة بسبعة دولارات، واشتريت بثمنها كمية من الفواكه وبأسعار مرتفعة».

تعليقات: