بلديات حاصبيا واستحقاق نصف المدة


عاد الحراك العائلي والحزبي إلى قرى وبلدات حاصبيا والعرقوب، مع انطلاقة حملة إعادة الثقة أو نزعها عن رؤساء البلديات ونوابهم، بعد مرور ثلاث سنوات على انتخابهم، بناء للمادة 11 في الفقرة الخامسة، من قانون المجالس البلدية. فبعد انقضاء ثلاث سنوات على انتخاب الرئيس ونائبه، وفي أول جلسة للمجلس البلدي، يحق له نزع الثقة منهما أو من أحدهما بالأكثرية المطلقة للأعضاء، بعد تقديم عريضة موقعة من ربع أعضاء المجلس البلدي، لينتهي الوضع بعقد جلسة انتخاب ملزمة، تجدد للقديم أو تأتي ببديل للسنوات الثلاث المتبقية من عمر المجلس البلدي.

عملية انتقال رئاسة البلدية من رؤساء حاليين إلى آخرين، محكومة في منطقة حاصبيا بحالتين، الأولى تخضع لتعهدات أو اتفاقات عائلية وحزبية، خطية أو شفهية، سبقت الاستحقاق الانتخابي، والثانية عائدة لخلافات متعددة بين أعضاء المجلس البلدي، على أداء الرئيس ونائبه، أو حسابات عائلية وحزبية مستجدة. وفي الحالتين، تظهر عقبات وعراقيل إلى جانب مظاهر الشقاق والتنافس، لتضع أطراف النزاع أمام مماحكات جديدة، تجهد مختلف الجهات الحزبية والسياسية والعائلية، للجمها قبل استفحالها، خاصة في القرى التي استشرى فيها مثل هذا الخلاف، بعدما وصل في جانب منه إلى عهدة القضاء.

«اتحاد بلديات العرقوب» الذي يضم قرى الماري، الفرديس، كفرحمام، شبعا، كفرشوبا، والهبارية، يبقى متربعاً على رئاسته من دون منازع الحاج محمد صعب، الذي يحظى بثقة جميع أعضائه، نظراً للقدرة التي أبداها في إدارة الاتحاد، وسلسلة المشاريع المنجزة في مختلف القرى حسب الأولويات الإنمائية، في حين هناك توجه وفــــاقي يقــــضي بتغــــيير نائب رئيس هذا الاتحاد، بحيث سيـــقدم نائب الرئيس الحالي أمــــين ســـليقا (رئيــــس بلديــــة الفرديس) استـــقالته، ليحــــل مكانــــه سليـــم يوسف (رئيس بلدية راشــــيا الفخــار).

في بلدة الهبارية، الوقائع تشير إلى السير ومن دون عقبات، لتطبيق اتفاق سابق يقضي بتخلي رئيس البلدية الحالي عطوي عطوي لمصلحة علي بركات، في حين لا تغييرات في بلدية كفرشوبا، حيث سيواصل الدكتور قاسم القادري مهامه في رئاسة البلدية من دون منازع، كذلك في كفرحمام سيستمر رئيس بلديتها علي فارس للسنوات الثلاث المقبلة، محصناً بثقة المجلس البلدي. والوضع نفسه ينطبق على رئيس بلدية عين قنيا منير جبر، الذي سيــــواصل مهامه إلى جانب رئاسته لـ«اتحاد بلديات الحاصباني» المستحدث. وفي راشيا الفخار لا عقبات تحول دون بقاء الرئيس الحالي سليم يوسف.

وفي كوكبا كان رئيس البلدية الحالي كامل القلعاني، قد تسلم الرئاسة من الرئيس السابق الدكتور سليم إبراهيم، تنفيذا لاتفاق مسبق قضى برئاسة الأخير فترة سنتين فقط،. وكان رئيس بلدية الماري يوسف فــــياض، قد تمكن من تجـــاوز بعـــض المناكـــفات البلدية ليســــتمر في ممارسة مهامه للسنوات الثلاث المتبقية من عمر المجلس البلدي.

ذلك في حين يتربع الحاج جهاد ياسين من دون منازع على رئاسة بلدية الدلافة، المستحدثة حتى موعد الاستحقاق الانتخابي المقبل. كذلك سيواصل رئيس بلدية الخلوات زيد عامر مهامه طــيلة الفترة المتبقية.

كــــما سيواصل الحــــاج محمـــد الحاج رئاسة بلدية مــــرج الزهور من دون أي تبـــديل.

أم المعارك بدت في بلدة ميمس، حيث الانقسام العمودي في مجلسها البلدي، بعد خلافات حادة عصفت بأعضائه، على خلفية تبادل تجاوزات واتهامات مالية وإدارية، ومخالفات في إنجاز أعمال المساحة التي تجري في البلدة، كما يشير رئيس البلدية غسان أبو حمدان، وصلت تداعياتها إلى عهدة القضاء عبر شكاوى متبادلة بين رئيس البلدية والمختار نجيب أبو قنصور. وجعل ذلك، رئيس البلدية.

كما أوضح، بمناى عن تعهد سابق يقضي بالتنحي وتسليم الرئاسة إلى عضو البلدية الدكتور ضياء معلاوي.

وتبذل العديد من الجهات الحزبية والعائلية مساعيَ حثيثة للتوصل إلى حلّ وسط تقبل به مختلف الأطراف.

أما الكفير الخاضعة لاتفاق بلدي يقضي برئاسة البلدية مناصفة بين مسيحي ودرزي، فالمساعي جارية فيها لتجاوز الاستحقاق بشكل هادئ، كما يشير رئيس بلديتها صالح نوفل، الذي فضل التريث وعدم استباق الأمور وتركها تسير حسب المستجدات. وفي بلدة شويا بدا رئيس البلدية الحالي سليم ابو سعد، جاهزا لتسليم الرئاسة إلى خلفه وسام دعيبس، بناء لاتفاق سابق. ويربط المجلس البلدي ذلك بإنجــــاز كامل الاتفاق، الذي يشمل أيضا استقالة المختار عــــطاالله أبوسيف لصالح كبير الأعضاء أسعد الشــوفي.

وهو ما أكده دعيبس، الذي أشار إلى أن الاستحقاق يسلك الطريق الصحيح طبقاً لما تم عليه التوافق سابقاً.

رئيس بلدية حاصبيا الشيخ غسان خير الدين، المحصن بالوفاق الجنبلاطي الارسلاني، وعلاقاته الواسعة والمثمرة مع مختلف الجهات المعنية المسؤولة محلياً ودولياً، إضافة إلى كمّ المشــــاريع الإنمائية والبيئية والحياتية والسياحية والصحية والتجـــميلية، التي أنجزتها البلدية في فترة قياسية، مستمر في مهامه للفترة المتبقية من عمر البلدية. كذلك رئيس بلدية شبعا الحاج محمد صعب، مستمر في إكمال السنوات الست من دون منازع.

فهناك إجماع على منحه الثقة مجدداً، نظراً لمروحة علاقاته الواسعة محلياً وعربياً، حيث تمكن من إنجاز مشاريع إنمائية، وأثبت نجاحاً في معالجة أوضاع النازحين السوريين، الذين وصل عددهم إلى ثلث سكان البلدة. كما وضع شبعا في دائرة اهتمامات العديد من الدول العربية والأجنبية.

تعليقات: