الخواجه والصندوق السحري

الصندوق السحري الخشبي: الذي يبعث من رحمه ألحانًا موسيقية وأصوات بني البشر تغني وتنشد وتقرأ الأخبار وغيرها وكل هذا بضغطة قابس
الصندوق السحري الخشبي: الذي يبعث من رحمه ألحانًا موسيقية وأصوات بني البشر تغني وتنشد وتقرأ الأخبار وغيرها وكل هذا بضغطة قابس


في مطلع عشرينات القرن الماضي حلّت على العالم بأسره ضائقة اقتصادية، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، وكانت القرى والبلدات العربية الصغيرة تعاني من الفقر والقلة، من بينها قرية حرفيش الجليلية، مما أجبر الكثير من أبنائها على الهجرة الى بلاد الغرب في محاولة لإيجاد عمل ولكسب لقمة العيش.

البعض من المهاجرين وصل حتى جنوب أمريكا! قلة منهم حالفهم الحظ وبقوا لعدة سنوات في المهجر، والقسم الأكبر عادوا أدراجهم الى القرية وجيوبهم بريئة من أية عملة !

مرت عدة سنوات، من بعد أن حالفه الحظ عاد " الخواجه " الى حرفيش وبجعبته إضافة الى المال قصص وحكايات غريبة عجيبة عن بلاد الغرب وأمريكا.

كالعادة وكما هو متبع سارع سكان القرية بكبيرها وصغيرها لزيارة الخواجه وللترحيب به، وأيضًا ليستمعوا الى حواديثه الشيقة عن مغامرات السفر وعن بلاد العجائب. الخواجه بدوره لم يبخل على ضيوفه.. وهكذا كان كل ليلة يقص عليهم ما شاهد من غرائب وعجائب، وتطورات وتقدم في الصناعة والتجارة والاختراعات الأمريكية وغيرها. ويقال أنه في احدى الليالي أثناء استضافته لبعض وجهاء القرية، وصل في حديثه ليطلعهم على اختراع " الصندوق السحري الخشبي " ! الصندوق الذي يبعث من رحمه ألحانًا موسيقية وأصوات بني البشر تغني وتنشد وتقرأ الأخبار وغيرها، وكل هذا بضغطة قابس !!! هنا احمرّت وجوه ضيوف الخواجه واصفرّت، وتبادل الحضور نظرات الشك والاستغراب لما تفوّه به الخواجه عن ذاك الصندوق السحري العجيب. بعد عودة ضيوف الخواجه الى بيوتهم، توجه أخ الخواجه الأكبر معاتبًا ومتهمًا أخاه بالمزاودة بحديثه عن الصندوق السحري.

عشرون عامًا أخرى مضت كان بها الخواجه بالنسبة لسكان حرفيش الرجل المنافق واسع الخيال لفكرة الصندوق السحري، الى أنه في مطلع سنوات الأربعين استجاب القدر للحق، حيث استيقظ سكان حرفيش على أصوات عالية آتية من ساحة القرية، فسارعوا الى التجمع ليشاهدوا الخواجه وبجانبه صندوقًا خشبيًا ذهبي اللون يصدر من رحمه أخبارًا عاجلة من دمشق،أغاني من بيروت، ألحانًا من القاهرة وخطابات من القدس! ...

تعليقات: