حزب الله أخلى شقة عبرا

قرب مربع الأسير في عبرا (مروان طحطح)
قرب مربع الأسير في عبرا (مروان طحطح)




فيما يستمر الجيش بعمليات تمشيط مربع الشيخ أحمد الأسير، بادر حزب الله إلى إخلاء شقة عبرا التي سبق أن استخدمها الأسير عنواناً لمعاركه قبل هجومه على الجيش

بادر حزب الله ليل أمس إلى إقفال الشقة التي كان يستخدمها في عبرا بالقرب من مربّع الشيخ أحمد الأسير الأمني. وأبلغ الحزب الجيش أمس بأن إحدى الشقتين اللتين سبق أن أثار الأسير زوبعة حولهما تسكنها عائلة، وليست مركزاً للحزب. أما الشقة الثانية، فسيخليها الحزب من أي وجود تنظيمي له أيضاً. وكان الحزب قد اشترى الشقة قبل عام 1997 واستخدمها الشهيد علي حسن ديب (أبو حسن سلامة الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو 14 عاماً) مكتباً له، قبل أن يحولها الحزب بعد استشهاده إلى منامة لطلاب التعبئة التربوية الذين يواصلون تعليمهم في جامعات صيدا. ولم يسجل إشكال في المنطقة بسبب الشقة إلا قبل أشهر، عندما حاول الأسير تصوير الشقة كخطر داهم على عبرا، وشنّ حملة عنيفة على الحزب من خلال شقته، واصفاً إياها بالمركز العسكري المسلح، واتهم الحزب بالهيمنة على المنطقة من خلال الشقة ومحاولة اغتياله ورصده، وأن مسلحين يقطنون فيها ويرهبون سكان المبنى حيث تقع.

شقة عبرا أصبحت شعار المرحلة، واستخدمها الأسير كدافع لعدد من التحركات والاعتصامات والتصاريح الإعلامية. وبعد سقوط الأسير، فضل الحزب مغادرة الشقة وإقفالها تحسباً لأي اعتراضات وشكاوى قد تسجل ضد وجودها بعد إزالة المربع الأمني للأسير.

وكانت النائبة بهية الحريري قد سرّبت خبراً أمس يفيد بأنها حمّلت المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم رسالة إلى حزب الله تطالبه «بإخلاء جميع الشقق وإزالة المربعات الأمنية في عبرا وصيدا تحت أي تسميات»، علماً بأنه لا وجود لأي مربع أمني في صيدا أو عبرا عائد إلى حزب الله.

ميدانياً، وصل عدد الموقوفين خلال حملة الاعتقالات التي ينفذها الجيش ضد أنصار الأسير حتى مساء أمس إلى أكثر من 150 موقوفاً، من بينهم نحو 50 لبنانياً و60 سورياً و40 فلسطينياً، وآخرهم 3 مقاتلين عثر عليهم مختبئين في مبنى بعيد عن المربع الأمني. ويكاد فوج المغاوير في الجيش ينجز تمشيط المربع الأمني. وكان لافتاً عثوره على مخزن في مبنى بعيد نسبياً عن المربع، يقع بمحاذاة طريق عبرا الرئيسية. ولفتت مصادر إلى أن بعض المباني في صيدا وشرحبيل وعبرا تضم مخازن أسلحة ضخمة، «ما يشير إلى تحضيره لعملية عسكرية طويلة المدى من جهة، وأن المنطقة كانت تجلس على برميل بارود من دون أن تدري».

ولمّحت مصادر مواكبة إلى أن بعض رجال الأعمال والنافذين الذين ارتبطت أسماؤهم بالأسير خلال اعتصامه المفتوح، يتوسطون لإدخاله إلى عين الحلوة مع القوى الإسلامية. مصدر عسكري أفاد «الأخبار» بأن حاجز الأولي أوقف فجر الثلاثاء شخصين يستقلان حافلة صغيرة، رصدتهما استخبارات الجيش وهما يتواصلان مع فضل شاكر والأسير في محاولة للوصول إلى مكانهما وتهريبهما. اللافت أن الأول إعلامي في قناة فضائية والثاني رجل دين من طرابلس.

الموقوفون قابلهم عدد من القتلى تكشف أمس من خلال مراسم التشييع، وبلغ عددهم حتى الآن 18، هم الصيداويون أحمد محمود الحريري (أبو هريرة) وعديله، وشقيق زوجته حسن الزعتري وأحمد محمد الحريري وأحمد العر ويحيى الدقماق ومحمد حنقير ويونس اللحام ومحيي الدين قصابية ومحمود الحلبي وسعد الدين كرجية ومحمد سميح بركات وبهاء البرناوي. والفلسطينيان محمد عثمان وعلي وحيد (مرافق الأسير) والسوري محمد سليم بركات وابن شقيق فضل شاكر عبد الرحمن الشمندور (نجل أبو العبد) ومرافق فضل وليد البلباسي. أما الجثة الثامنة عشرة، فلم يجرِ التعرف إلى هويتها بسبب احتراق ملامحها. يوم الثلاثاء دفن قصابية والحلبي وكرجية في مقبرة سيروب بهدوء تام. المشهد ذاته تكرر عصر أمس خلال دفن اللحام.

وتصاعدت أمس نداءات الأهالي وبعض الفعاليات السياسية والدينية لكشف مصير «المفقودين» في معركة عبرا، في إشارة إلى غياب عدد كبير من الشبان الصيداويين والفلسطينيين المقيمين في المدينة، عن الأنظار منذ بدء الاشتباكات. وتباينت التقديرات حول مصيرهم بين مقتلهم خلال القتال أو هروبهم مع الأسير أو اختبائهم.

في المقابل، نعت قيادة الجيش الجندي إبراهيم خضر ديب الذي استشهد صباح أمس متأثراً بجروح خطرة أصيب بها في معركة عبرا، ليرتفع عدد شهداء الجيش إلى 18 شهيداً.

سياسياً، نشطت اللقاءات في صيدا بين أصدقاء الأسير وحلفائه. الجماعة الإسلامية التي رعت مبادرة الشيخ سالم الرافعي لوقف إطلاق النار في عبرا، استضافت أمس في مسجد حمزة في عبرا مؤتمراً صحافياً لهيئة العلماء المسلمين التي أسفت لرفض الجيش المبادرة التي قدمتها الهيئة والرافعي لوقف إطلاق النار، ولو لساعة، متسائلة عن دور حزب الله ووجوده العسكري في عبرا أثناء المعركة وعن استباحة المدينة ومحاصرة النائبة بهية الحريري في منزلها في مجدليون. الجماعة اصطحبت الهيئة إلى مجدليون حيث أجمع أصدقاء الأسير على ضرورة معاملة حزب الله وسرايا المقاومة كما عومل الأسير. واستقبلت الحريري عدداً من المتضامنين معها بعد تعرض منزلها لرصاصة أسقطت زجاج نافذة.

تعليقات: