العدو يختطف راعيين في جبل الشيخ ومناورة إسرائيلية لـ«احتلال بنت جبيل»!


رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة انتهاكاته الاستفزازية المتكررة للسيادة اللبنانية، إذ أقدم عصر امس على اختطاف المواطنين يوسف حسين رحيل ويوسف محمد زهرة من بلدة شبعا الحدودية، بينما كانا يرعيان الماشية في مرتفعات جبل الشيخ الى الشرق من بلدة شبعا.

وفي التفاصيل ان الراعيين تفاجآ بقوة من الكوماندوس الاسرائيلي، قوامها حوالي 15 عنصرا، كانت تنصب كمينا داخل المنطقة المحررة، فعملت على اعتقالهما وتكبيل أيديهما واقتيادهما سيرا على الأقدام الى موقع المرصد، ومنه الى داخل مزارع شبعا المحتلة. وتمكن أحد عناصر الكتيبة الهندية في «اليونيفيل» من مشاهدة عناصر الكوماندوس من إحدى نقاط المراقبة في جبل الشيخ، وهي تقتاد الراعيين الى داخل المنطقة المحتلة. فبادر الى إبلاغ قيادته بالحادث، التي عملت بدورها على إبلاغ الجيش، فيما عاد قطيع الماشية الى محيط بلدة شبعا.

وعلى الأثر توجه الى المكان فريق مشترك لبناني ـ دولي وباشر التحقيقات لكشف ملابسات الحادثة، فيما أجرت قيادة «اليونيفيل» اتصالات عاجلة مع الجانب الإسرائيلي بهدف الإفراج عن المخطوفين فورا.

وفي انتهاك آخر، اجتازت قوة مدرعة إسرائيلية تضم دبابة من طراز «ميركافا» وسيارتين عسكريتين من طراز «هامر» الخط الحدودي في منطقة الوزاني. وتقدمت الى مسافة ما بين 10 الى 25 مترا شمالي السياج الشائك. وتمركزت، استفزازياً، قبالة المتنزهات. ولاحقا نفذت قوة مشاة إسرائيلية عملية تمشيط في منطقة متحفَّظ عليها تقع الى الشرق من مجرى نهر الوزاني.

ولاحقا، أكدت قيادة الجيش، في بيان صادر عن مديرية التوجيه، خطف الراعيين «من داخل الأراضي اللبنانية المحررة». كما أكدت أن دورية راجلة للعدو اجتازت «السياج التقني في منطقة كفرشوبا لمسافة 25 متراً ضمن أراضٍ متحفّظ عليها لبنانياً، ثم عادت وانسحبت».

الى ذلك، جالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة اميرة هاك، على الخط الأزرق في القطاع الشرقي، وتفقدت المواقع المتقدمة لقوات «اليونيفيل» في كل من: الوزاني، الغجر، العباسية وبركتي النقار وبعثائيل في أعالي كفرشوبا وشبعا. كما عملت على مراقبة المواقع الإسرائيلية المقابلة في الطرف الشرقي لمزارع شبعا المحتلة، ثم استمعت من ضباط «اليونيفيل» الى شرح مفصل عن الأوضاع العسكرية والأمنية السائدة على جانبي الخط الأزرق، والأسباب التي تحول دون تطبيق اسرائيل للقرار الدولي الرقم 1701، وخصوصاً رفضها الانسحاب من الشطر اللبناني للغجر المحتلة، وتحرشات جيش العدو المتكررة في الوزاني. كما اطلعت على المشاكل التي تعاني منها قوات «اليونيفيل»، وعلاقتها مع المدنيين من أبناء القرى الواقعة ضمن عملها.

من جهة ثانية، وضع جيش الاحتلال خطة عسكرية لاحتلال مدينة بنت جبيل خلال حربه المقبلة على لبنان. وتقضي هذه الخطة، التي سربتها قيادة المنطقة الشمالية عبر بعض وسائل الإعلام، باحتلال المدينة كهدف أولي مع بداية الحرب، باعتبارها مركز تجمع وانطلاق لـ«حزب الله»، فضلا عن أنها تحوي مخازن أسلحة كبيرة.

وشكلت قيادة المنطقة الشمالية لتنفيذ هذه المهمة، فرقة كوماندوس خاصة، مزودة بأسلحة ومعدات عسكرية حديثة، لتفادي كمائن المقاومة، مدعمة بآليات مدرعة صغيرة من طراز «نامير» مخصصة لحرب الشوارع.

وقد اختارت هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية، بلدة صفد الحدودية، لتكون مسرحاً ميدانياً لتدريبات هذه الفرقة، نظراً لتشابه موقعها وتضاريسها وشوارعها وأحيائها مع مدينة بنت جبيل.

وقد تضمن سيناريو التدريبات لتنفيذ الخطة، انتشار مئات الجنود عند تخوم البلدة ومحيطها، فيما دخل العشرات الى أحيائها، في مهمة لتطهير لبلدة من المقاومين والوصول الى مخازن الصواريخ والأسلحة. وشملت التدريبات ايضا عمليات اقتحام للعديد من المنازل، بمساعدة الكلاب البوليسية، إضافة الى أعمال تفتيش وتمشيط في الممرات والحدائق والبساتين، في ظل تحليق لطائرات الاستطلاع والمروحيات والطيران الحربي فوق هذه المنطقة.

وأشارت مصادر متابعة للوضع الحدودي، الى أن المناورة الإسرائيلية هذه، هدفت الى رفع معنويات جيش العدو، وطمأنة سكان قرى الشمال الإسرائيلي، الى جهوزية الجيش الإسرائيلي واستعداداته العسكرية الدائمة لكل الاحتمالات.

وفي سياق متصل، استحدثت أجهزة العدو الاستخباراتية، وحدة معلومات خاصة تعمل في الشريط الحدودي مع لبنان، تدعى «النورس»،هدفها جمع المعلومات حول «حزب الله» ونشاطاته.

مشهد من عدوان تموز في بنت جبيل
مشهد من عدوان تموز في بنت جبيل


تعليقات: