ميشال حايك V/S ليلى عبد اللطيف: أين هو أحمد الأسير؟!


القشّة التي ستنقذنا من الغرق ليست ذات قيمة. تبتدع الشاشة علاقة ما بين سود أيامنا وغموض المستقبل: أصحاب الالهام في السياسة والدول والمصائر. تُسحق بقايا العقل في كل مرة يأتون بكائنات "مستنيرة" تمتهن نعيق الغراب، فتكدّس ثرواتها مقابل استغبائنا.

لكأنهم في سرّهم يتضرّعون لئلا يعمّ السلام، وإلا انتفت مبررات وجودهم على الشاشة. تُفرَّغ المجتمعات من الضرورة النقدية، فتُشغِل أبناءها بالتنجيم (هنا يُسمّى الهاماً). الموعد مع "مدللة" الـLBCI ليلى عبد اللطيف ثابت، فالحوادث تتسارع، ولا بدّ من "قائد" يلتقطها. عليها ان تتسارع كي لا يصاب الالهام بملل.

تُسمّى صاحبة الهام كي لا تبدو المهنة تجارة. مضحك الحدس المرتبط بمواعيد. نتخيّله يُعصَر أو يمارس أعمالاً شاقة كي يفرز مادة شهرية. فجأة نعود صغاراً، نستعيد مع عبد اللطيف لعبة الغمّيضة. استعدوا للركض، بينما تناور بالأسرار والأعمار ومستقبل بويضات السلاحف وصراع البقاء في الأمازون. "Super Woman" الخارقة في تسلّق المباني لا تعرف أين أحمد الأسير!

يضبط ميشال حايك توقعاته حفظاً للهيبة. استضافته ناديا بساط عبر الـMTV بهدوء كل المرات. أُرجئت توقعاته الى ما بعد تقريرين أظهراه إلهاً يتقن تفاصيل الخلق. وعبد اللطيف آلهة. تحاججها فرج الله فتفقد أعصابها: "ذكرت ان الرئيس نبيه بري سيعمل على عدم التجديد لمجلس النواب، وسينجح". تحلّ الكارثة: "لا. لا. لم أقل ذلك! كلامي يُؤوَّل"! لم تُترك لفرج الله كلمة أخرى. الحال بين المرأتين ترثي ذاتها. الابتسامة والكلام المعسول أشبه بنفاق من ضروريات الشاشة.

وفّر حايك على بساط تلف الأعصاب. سرد توقعاته ورحل. مستقبلنا، وفقاً لإلهاماته، قابل لكل شيء: "تجاوز الخطوط الحمر عنوان جديد في أفق المفتي محمد علي الجوزو، مرة منه ومرة عليه، ومرة ليست في الحسبان(!)". المطلوب ألا نفهم. يكمل حايك: "خطب العديد من المساجد ستكون متطرّفة"! في الواقع صُعقنا! كدنا نظنّ ان صلاح الأمم سيبدأ من مساجدها!

ومصير الأسير؟ عساها تَبْرد قلوبنا. بدا واضحاً ان عبد اللطيف لم تستلهم أثره. تُقاصصها فرج الله بالزاوية: "أريد جواباً واضحاً". "ولمَ العجلة؟ روقي"! كم سترتاح في غيابها. فرج الله ودّعتنا "لأسباب مهنية" كي لا نعتقد بأن الكيل طفح، ولا بدّ للمهزلة من نهاية.

نبقى في لغز القرن الحادي والعشرين: أين الأسير؟ مفلس تفسير الماء بالماء. عبد اللطيف: "الأسير موجود، ولكن ليس بالشكل الذي كان فيه. لن نرى فضل شاكر كما كان عليه سابقاً"، وتضيف "To be on the safe side": "كل نفس ذائقة الموت، وكلنا شهداء عند الله"(!). ثم ترفض اعطاء تفاصيل. حايك: "وهج الأسير مستمر. لم يذهب الى المجهول، وفضل شاكر اسم لن يلفه الكثير من الغموض والصمت. ومجدداً سنسمع أنشودته الشهيرة: سوف نبقى هنا". إلهام حايك من عطارد، وعبد اللطيف تأتيها الاشارات من بلوتو!

يُدوَّن المستقبل على ورق ويُنسى ان يُحرَّك. على عبد اللطيف ان تتدرّب على الالقاء أو الاستغناء، كما حايك، عن العربية الفصحى وقواعدها المربكة بينما تقرأ. لا بأس بالفتحة والكسرة كي لا تتعثّر بالألفاظ المتشابهة. المُشاهد السيئ الظنّ قد يعتقد بأن أحدهم يملي عليها ما يجب قوله، ويفوته، في معرض صفّ الجُمل، وضع علامات الوقف في مكانها. يبدو ان لعبد اللطيف اهتمامات أخرى: سماحة وسيادة وفخامة، و"بادج" العماد جان قهوجي المعلق على صدرها، ودعاء للجميع بالبقاء في المناصب وطول العمر.

تعليقات: