حاصبيا: الطقس يقسو على موسم ثمار التين

 مزارع حاصباني يقطف ما تبقى من تين (طارق أبو حمدان)
مزارع حاصباني يقطف ما تبقى من تين (طارق أبو حمدان)


قضت تقلبات الطقس خلال هذا الصيف، على نسبة كبيرة من موسم التين الحاصباني، تجاوزت نصف الإنتاج، بعدما ذبلت الثمار واهترأت وتشققت قبل أن تنضج، لتتساقط أرضاً قبل أوانها، ما كبد المزارعين خسائر فادحة، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه المواطن الحاصباني الذي يعتمد بشكل أساسي على إنتاجه الزراعي.

وكان التين الحاصباني قد نال خلال السنوات الماضية شهرة واسعة، جعلته يغزو الأسواق اللبنانية، وبات فاكهة مطلوبة بسبب جودته، ومحط اهتمام المطاعم ومصانع التوضيب، ليعطي بالتالي مردوداً لا بأس به لمئات العائلات في المنطقة، بحيث اتجه العديد من التجار، إلى قرى حاصبيا والعرقوب لشراء موسم التين بأسعار راوحت هذا العام بين الـ800 والـ1000 ليرة للكيلوغرام.

وتشير إحصاءات الجهات الزراعية المعنية والتعاونيات الزراعية في المنطقة، إلى انخفاض واضح لإنتاج التين هذا العام وصل إلى نحو 50 في المئة. ففي حين كانت الكمية خلال الأعوام الخمسة الماضية تصل إلى نحو الـ100 طن يومياً، فهي تراوح اليوم بين الـ50 والـ40 طناً فحسب، ويرد المزارعون ذلك الى التقلبات في حالة الطقس خلال هذا الموسم. فهناك الحر نهاراً والبرودة ليلاً، يضاف إلى ذلك تكوّن الضباب فجراً مع ما يحمله من قطرات ندى رطبة تدخل إلى قلب كوز التين، لتضربه من الداخل. وفي حالات كثيرة تتشقق الثمار قبل أوانها وتسقط أرضاًَ، وقد أصابت الأمراض نسبة عالية من الأشجار، ومنها الرمد، والحلزون الذي يجعل الأوراق والأكواز تصفر، ليقف نمو الثمرة وتذبل وهي بعد على أمها.

وكان المزارع الحاصباني، الذي يعاني منذ سنوات عدة من خسائر موسم الزيتون، قد تحول لإعادة إحياء بساتين التين في محاولة للتعويض عن خسائر الزيت، وبالتالي عادت شجرة التين لتزرع من جديد في حقول عين قنيا والخلوات وكفرشوبا ومرج الزهور، بعدما كانت قد غيبت عن الخريطة الزراعية منذ اكثر من ربع قرن، بسبب عدم التمكن من تصريف الإنتاج وانخفاض الأسعار. لكن الوضع تبدل اليوم، وعاد المزارع الى الاهتمام من جديد بهذه الشجرة التي اثبتت أنها قادرة على دعم المزارع اقتصادياً إلى جانب شجرة الزيتون.

يقول نائب رئيس «تعاونية الزراعات البعلية وتربية النحل» نهاد أبو حمدان: «نأسف لما حصل هذا العام بحيث تلقى المزارعون ضربة قاسية بسبب موجة الحر وتقلبات الطقس التي أتت على معظم الموسم، وكانت الخسائر كبيرة».

يضيف: «توجه المزارعون إلى الجهات المعنية، لا سيما وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة، طالبين التعويض عن خسائرهم، علما أنهم جميعاً من أصحاب الملكيات الصغيرة والمتوسطة، ويعملون بكل زخم في ظل ظروف أمنية غير مستقرة وغالبية حقولهم محاذية لخط التماس على جبهة مزارع شبعا.

ويستغرب المزارع راجح عبدالله ما حصل لشجرة التين هذا العام. يقول: «كنا ننتظر الموسم لنجني منه ما يؤمن بعض حاجات عائلاتنا، لكن ارتفاع الحرارة الجنوني نهاراً والبرودة ليلاً والضباب والندى، جعلت أكواز التين تذبل على أشجارها وتتساقط».

يضيف: «إن الموسم الذي يبدأ عادة مع بداية شهر آب ويستمر لشهرين، قلصته هذا العام موجة الحر إلى أقل من شهر تقريبا، ما حرمنا من مردود واف نعتمد عليه لدفع أقساط المدارس وقوت الشتاء من حطب ومحروقات وغيرها».

ويشير إلى أنّ «الخسائر فعلا كبيرة وغير متوقعة، وما حصل لم نواجه مثيلا له منذ أكثر من عشر سنوات. كانت ضربة قاسية نعجز عن تحملها لوحدنا وعلى الدولة أن تنظر إلى خسائرنا وتغطي جانبا منها».

ثمار التين الحاصباني، معروضة في سوق الخان، انعكست عليها تقلبات الطقس هذا الصيف
ثمار التين الحاصباني، معروضة في سوق الخان، انعكست عليها تقلبات الطقس هذا الصيف


تعليقات: