قطن السماء منديلها‎

قطن السماء منديلها‎
قطن السماء منديلها‎


قطن السماء منديلها

خلجة الروح

فيها الوجع والضحك

سرورها حليب الايام

التي رضعناها

ودمع عينها

نشيد الحياة الذي به

تعلقنا


قطن السماء منديلها

جذع زيتونة

إحدودب على مر السنين

تضيئ ايامنا من زيتها

تلك التي تكورت

وعيناها تبحث عن خيالاتنا

في ارض الزمان


يد

تجعدت على مر السنين

تنوئ ولا تتعب

تلقمني ايام عمرها

لحظة بلحظة

تعجن عظامي مع الطحين

وتخبزني كما تريد

على يديها


قطن السماء منديلها

وعين

لم ترني عبر الايام الا طفلاً

بين يديها

تهدهدني حتى اكبر

ثم تراني طفلا من جديد

فتهدهدني

فينام ولداي

عين

تنام كل ليلة

على ارق وقلق

امتد سنين طويلة

لا يغادر حجرها

ففيه دائما

اطفالٌ... رجال

ترفع منديلها في السماء

تغطي خيامنا

التي ضربناها في اصقاع الارض

فنغفو كل ليلة

ونعلم

ان الدعاء يغطينا

جففنا دموعها عبر الزمن

فما تعرف كيف تبكي

بالامس حين غادرتها

ودعتني بعباءتها

التي ما فتئت تلبسها

تود ان تعيدها صبية

ونحن اطفال حولها

كفرخة وصيصانها

كل تحت جناحها

نلوذ في عباءتها

اطفال لا نبعد لا نفترق


حين غادرتها

لم اعرف وجهها

تدفع الفراق بالبكاء

وانين ذا خفر

وجه

يخفي نداء البقاء

فلا تحتمل غربتي سماعه

فتغلفه بالدمع وتصمت


تميت ايامها ولياليها

تبحث عنا

تمتص رحيق صور وجوهنا

غذاء لروحها

وكالفراش

تحوم حول النار

تميت ايامها

تنتظرنا

و نميت ايامنا نبحث

لا نعلم عما نبحث


وادعة كالخيام انت

وقطن السماء منديلك

امطري حبا

فما غسلني إلا مطرك

تعليقات: