ورشة عمل لـ«استنهاض الطبقة الوسطى»: الهدر يخلق فوارق في النظم الاجتماعية

 جانب من ورشة العمل الاقتصادية في ابل السقي (طارق أبو حمدان)
جانب من ورشة العمل الاقتصادية في ابل السقي (طارق أبو حمدان)


طغت هواجس الطبقة الوسطى وانحسارها وتضاؤل حجمها وتطلعاتها، إضافة إلى الأفكار والتوجهات، التي يمكن اعتمادها من أجل إعادة إحياء دورها، وإنقاذها من حافة الانعدام، بعدما كانت العمود الفقري للمجتمع اللبناني، على ورشة عمل «استنهاض الطبقة الوسطى في لبنان»، التي نظمتها «هيئة تنسيق مرجعيون حاصبيا» في «منتدى التنمية اللبناني»، بالتعاون مع «مؤسسة فريديرش ايبرت»، في «مجمع دانا السياحي» في ابل السقي.

ففي ورشة العمل التي تخللها العديد من المداخلات، اعتبر مدير التحرير في القسم الاقتصادي في جريدة «السفير» الزميل عدنان الحاج، أن «الغياب الحاصل على صعيد القطاع الصناعي، يترجم من خلال اعتماد الدولة على القطاع الخاص، في البحث عن الأسواق وتحمل كلفة الإنتاج، ما يجعل الصناعة الوطنية مرتفعة الأسعار، وتعاني من صعوبات في المنافسة في الداخل والخارج»، لافتاً الانتباه إلى «معاناة القطاع السياحي من جراء عدم وجود سياسة حقيقيّة للتسويق السياحي في لبنان».

أما بالنسبة للسياسة الصحية، فاعتبر الحاج أنها «أحد مكامن الهدر، نتيجة تعدد المؤسسات الضامنة، واختلاف أسعارها وتعريفاتها وعلاقاتها مع القطاع الصحي، وسياسة الدواء التي لا تزال تقوم على بعض التكتلات الكبرى».

وإذ حذّر الحاج من «السياسة المالية وسياسات الموازنة العامة الغائبة منذ سنوات»، أشار إلى أنه «لا توجد سقوف للنفقات، ولا بنود إنمائية للقطاعات والمناطق، كذلك الأمر في سياسات قطاعات الخدمات والمياه والسكن والنقل العام، نتيجة عدم معالجة الهدر في التقديمات».

ورأى أن «كل هذه الفراغات في السياسات القائمة على مشاريع متقطعة، خلقت فوارق في النظم الاجتماعية وتقديمات الدولة، من معاشات التقاعد وتعويضات الصرف، في غياب دور وزارة العمل، في خلق فرص العمل للشباب الخارج حديثا إلى سوق العمل، ما رفع من منسوب البطالة»، مؤكدا أن «لبنان بحاجة إلى خلق 30 إلى 35 ألف فرصة عمل سنويا، فيما يؤمن القطاع الخاص حوالي 4 آلاف فرصة فقط».

وكانت ورشة العمل قد بدأت بكلمات أشادت بمؤسس المنتدى الراحل هاني عساف، حيث اعتبره نائب رئيس «منتدى التنمية اللبناني» وهبي أبو فاعور «محاورا عاقلا وقائدا فذا اجتمعت في شخصه كل المزايا، من عمق المعرفة وطيب السلوك ورجاحة العقل»، ووصفه عضو الهيئة الادارية في «نادي الخيام الثقافي الاجتماعي» سعيد الضاوي «بالكبار المناضلين لأنه نذر نفسه للعمل الاجتماعي». ونوّه ممثلا «مؤسسة فريديريش إيبرت» سمير فرح، و«المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» الدكتور عبد الله رزق بمزايا عساف ونضالاته.

بدوره أشار الدكتور أحمد بعلبكي إلى «النموذج اللبناني للمجتمعات الليبرالية الفقيرة المتخلفة، حيث يجري استثمار الانتماءات والولاءات العمودية التقليدية، لإحلال التضامن العصبوي بديلا من آليات التضامن، الذي تشرعه القوانين وتنظمه الحماية الاجتماعية، لذلك لم تُشكل طبقة وسطى بالمفهوم الليبرالي الغربي، ولم تُشكل الا فئات وسطى متنابذة التطلعات».

كما كانت مداخلات لكل من المدير السابق لـ«تعاونية موظفي الدولة» أنور ضو، حول تقديمات التعاونية، وإسهامها في دعم الطبقة الوسطى، مطالباً بضرورة توسيع تقديماتها، وتناول عادل شبابية «مشروع دعم الأسر الأكثر فقرا». وتطرّق الدكتور محمود حيدر إلى تجربة «هيئة التنسيق النقابية» ومساهمتها في إحياء الفئات الوسطى في لبنان. وترأس أعمال ورشة العمل رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري والدكتور عاطف موسى.

المزيد من صور ورشة العمل

كلمة نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني الأستاذ وهبي أبوفاعور

الكلمات الأخرى التي ألقيت سوف تنشر تباعاً على هذا الموقع.

تعليقات: