مرج الخوخ.. قرية خٍيَم ومرارة نزوح

باتت خيم السوريين، علامة فارقة على طريق مرجعيون- ابل السقي، حيث تبدو من بعيد كما لو انها قرية
باتت خيم السوريين، علامة فارقة على طريق مرجعيون- ابل السقي، حيث تبدو من بعيد كما لو انها قرية


مرجعيون ـ

باتت خيم السوريين، علامة فارقة على طريق مرجعيون- ابل السقي، حيث تبدو من بعيد كما لو انها قرية،

لاكثر من 150 عائلة سورية نازحة في منطقة تسمى مرج الخوخ، وهي ارض زراعية في سهل بلاط، قضاء مرجعيون قدمها لهم بعض من اصحابها من دون اي مقابل، لعدم قدرتهم على استئجار منازل لهم. بنوا هذه الخيم من الأخشاب والنايلون ولافتات عليها اعلانات وصور جمعوها عن جوانب الطرق، علّها تقيهم بعضا من حرارة الشمس والأمطار.

والعائلات من صغيرها الى كبيرها تجمع ما قُدّر لها من الحطب والأخشاب والأغصان اليابسة لتأمين الدفء لفصل شتاء يُحكى انه سيكون قارسا، كأنه لا يكفيهم قساوة ومرارة النزوح عن ديارهم هربا من القصف والدمار الذي لم يبق بشرا ولا حجرا فوق حجر.

الى ذلك، فالمساعدات من الجهات المانحة المحلية والدولية قليلة جدا ولا تكفي حاجاتهم اليومية من مواد غذائية وتنظيفات، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع، لذلك كل همّ هؤلاء هو الإقتصاد والتوفير في كل شيء كي تمر الأيام بأقل خسائر ممكنة حتى يعودوا الى ديارهم سالمين، فتسخين المياه وطبخ الطعام مثلا يتم في الغالب على موقد قرب الخيمة مستعينين ببعض الأغصان اليابسة التي يجمعونها من الحقول المجاورة.

يشكر ابو محمد، ماجد المصطفى من ادلب، اصحاب تلك الأرض لأنهم في ذلك يوفرون اجرة منزل شهريا ما لا يقل عن 150 دولارا، "في حين نحن احوج ما نكون الى شراء الخبز والحبوب والخضار للعائلة"، يضيف ابو محمد: "عندي عائلة مؤلفة من 11 شخصا غالبيتهم من الأطفال، نقطن في خيمة لا تزيد مساحتها عن 20 مترا مربعا فيما المرحاض عبارة عن حفرة بعيدة نسبيا عن مكان المنامة، وما يصلنا من مساعدات قليل جدا، لذلك نضطر الى العمل في المواسم الزراعية واي عمل آخر يتوفر لنا لتأمين قوت العائلة، خاصة واننا قادمون على فصل شتاء يصبح فيه العمل من المستحيلات، والباقي على الله".

ويتمنى ابو محمد من الجهات المانحة، دولية كانت ام محلية، تأمين وسائل التدفئة اللازمة لفصل الشتاء "خاصة وانه عندنا اطفال بحاجة ماسة الى التدفئة اللازمة لتجنيبهم الأمراض".

جاره ابو زهرة، من الحسكة، باشر بناء خيمة لعائلته المؤلفة من 8 أشخاص، مساحتها لا تزيد على 12 مترا مربعا، وكلفتها تصل الى حدود 500 دولار ويحتاج بناؤها الى مدة اسبوع، معتبرا ان بناء الخيمة والسكن فيها اوفر من استئجار منزل بكثير "خاصة واننا نعيش في ظروف صعبة اصلا وبحاجة الى كل قرش لشراء المواد الغذائية لأولادنا، في وقت تصلنا المساعدات بالقطارة"، مطالبا الجهات المعنية ايلاء النازحين الإهتمام اللازم خاصة في فصل الشتاء الذي بدأت بشائره تلوح في الأفق.

لاكثر من 150 عائلة سورية نازحة في منطقة تسمى مرج الخوخ، وهي ارض زراعية في سهل بلاط، قضاء مرجعيون قدمها لهم بعض من اصحابها من دون اي مقابل
لاكثر من 150 عائلة سورية نازحة في منطقة تسمى مرج الخوخ، وهي ارض زراعية في سهل بلاط، قضاء مرجعيون قدمها لهم بعض من اصحابها من دون اي مقابل


تعليقات: