قرى العرقوب تئن تحت عبء النازحين

طفلان نازحان يجمعان ما تيسر للتدفئة (طارق أبو حمدان)
طفلان نازحان يجمعان ما تيسر للتدفئة (طارق أبو حمدان)


دعا رؤساء بلديات قرى العرقوب الجهات المحلية والدولية المعنية بإغاثة النازحين السوريين، الى التوجه بسرعة إلى قرى العرقوب، للوقوف على أوضاعها الحياتية الضاغطة، بعدما ناهز عددهم عدد السكان المحليين، ما زاد من ثقل الأعباء في مختلف المجالات الصحية والتموينية والبيئة والتربوية، وباتت البلديات عاجزة بمفردها عن تأمين الجزء اليسير من حاجات هؤلاء ومتطلباتهم.

الصرخة العرقوبية والتي بدت مدوية هذه المرة، جاءت في أعقاب موجة النزوح الجديدة التي شهدتها الأيام الماضية، من القرى السورية عند المقلب الشرقي لجبل الشيخ، إلى القرى اللبنانية عند مقلبه الغربي، وذلك عبر المسالك الجبلية في مرتفعات جبل الشيخ، بحيث بلغ عدد القادمين الجدد نحو 500، بينهم 20 جريحاً. وذاك العدد إلى ارتفاع مع تصعيد المعارك بين الجيش السوري والمعارضين، في محور بيت جن - عرنة ومحيطها، والتي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات.

وجع البلديات لقي صداه عند بعض الجهات المانحة، فكان أن توجه إلى بلدة شبعا، وفد من «المفوضية العليا لإغاثة اللاجئين» برئاسة مسؤول مكتب المفوضية في الجنوب مارسيل فان ماستركت، وعقد لقاء في دار البلدية خصص للبحث بأوضاع النازحين إلى شبعا والعرقوب، والوقوف عند المشاكل والتحديات التي تواجه البلديات في مساعدتهم، وذلك بحضور رئيس بلدية شبعا ورئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب، رئيسي بلديتي كفرشوبا والهبارية قاسم القادري وعلي بركات. وتطرق المجتمعون إلى السبل الآيلة لتأمين قوت الشتاء للنازحين في هذه القرى، من مازوت وحطب. ودعا صعب الجهات المانحة، إلى المساعدة في تأمين المحروقات والمياه والتخلص من الصرف الصحي والنفايات.

ودعا فان ماستركت رؤساء بلديات العرقوب إلى التقدم بلوائح للعائلات اللبنانية الفقيرة لمساعدتها في تأمين وسائل التدفئة والمحروقات على قدر المستطاع. إلى ذلك، لفت رئيس «جمعية الرؤيا للتنمية والتأهيل والرعاية» ناصر أبو لطيف إلى تفاقم أزمة النازحين في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، وهذا يتطلب رعاية دولية جدية قبل فوات الأوان، ولا سيما مع إطلالة هذا الشتاء في وقت إمكانات الاغاثة ضعيفة. وأشار أبو لطيف إلى الدور البارز لـ«جمعية المساعدات الشعبية النروجية» و«منظمة سوليدار السويسرية» اللتين كان لهما أياد بيضاء الشتاء الفائت، إذ قدمتا وسائل التدفئة والمازوت لعشرات آلاف النازحين في البقاع والجنوب. وقال: «أبلغنا أن هناك دراسة مشروع جديد، لتكرار المساعدة هذا الشتاء، ومنها توزيع بطاقات الفيزا كارد على الأسر النازحة، لشراء السلة الغذائية الشهرية، وكذلك حملة المساعدات الإماراتية عبر مؤســــسة الشيخ خليفة بن زايــــد وحملة محـمد بن راشد آل مكتــــوم». ولفت إلى ارتفاع عدد المصابين السوريين ببتر للأعضاء وبحالات إعاقة دائمة تحتاج إلى رعاية وعناية بالغة، وذلك يتطلب إلى إمكانات كبيرة.

تعليقات: