مع اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. قدر لبنان ورسالته التاريخية

قدر لبنان ورسالته التاريخية.. مع اليوم العالمي للتضامن الإنساني
قدر لبنان ورسالته التاريخية.. مع اليوم العالمي للتضامن الإنساني


يأتي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 60/209 بتاريخ 17 آذار 2006 والقاضي بإعلان 20 كانون الأول من كل عام يوماً دولياً للتضامن الإنساني مناسبة للتعبير ولإعلان تضامننا الإنساني مع أشقاء لنا هم ضحية لأزمة سياسية وأمنية تعصف ببلادهم تزداد حدتها يوماً بعد يوم نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية في تفاصيلها الدموية. وللسنة الثالثة على التوالي يهيم مئات الآلاف من الأخوة السوريين على وجوههم في أرض الله الواسعة، وقد نالنا من هذا النزوح ما لم تنله أي دولة أخرى، إذ يحتشد في لبنان أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري، في وقت يعاني منه لبنان من أزمة إقتصادية وإجتماعية وأمنية خانقة تثقل على مواطنية وتضعهم في كفة شبه متساوية مع أشقائهم النازحين.

إن قدر لبنان ورسالته التاريخية والحضارية أن يكون ملاذاً للمضطهدين والباحثين عن الحرية والسلام، وبالرغم من أن وطننا اليوم هو بحاجة أكثر من غيره للسلام والطمأنينة والإستقرار، إلا أن سلوكنا الإنساني يأبى علينا أن ندير ظهورنا لضحايا المأساة السورية، وهم بالإضافة إلى ما يجمعنا معهم من تاريخ مشترك وصلة الدم والقربى ووحدة المصير والجغرافيا، يجمعنا معهم الروابط الإجتماعية وروح الإنسانية التي وإن إنطفأت فعلى الدنيا السلام.

ما حفظناه جيداً من خلال المآسي التي عانينا منها طويلاً هو أن التضامن الإنساني ليس مجرد إعلان ترويجي، بل هو سلوك إنساني يقوم على تقديم المساعدة للناس في وقت حاجتهم لها للتخفيف من معاناتهم، بمعزل عن مواقفهم وآرائهم السياسية والإيديولوجية ومفهوم الحق والباطل بالنسبة لهم. وهي فرصة لنا لتقديم أمثولة تذكر بقيم التضامن والتكامل بين البشر، وإذا كنّا دولة فقيرة بمقاييس المال والإقتصاد، فنحن بالرغم من كل مظاهر اللامبالاة والفوضى التي تغلب علينا في الشكل، إلا أننا مجتمع غني وحي ينبض بمبادىء العدالة الإجتماعية والإيمان بحقوق الإنسان، وهذه حقيقة يمكن لكل واحد منّا أن يختبرها بنفسه أمام مشاهد المأساة على وجوه الأطفال والنساء والعجائز.

إن اليوم الدولي للتضامن الإنساني هو مناسبة للتعبير عن مدى إلتصاقنا بهموم الغير ومعاناتهم، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى تضامننا اليوم أكثر من أي يوم مضى، وهي مناسبة لمناشدة المسؤولين والمعنيين بهذا الوطن للتضامن مع أنفسهم بتضامنهم مع حاجات المواطنين وطموحاتهم وحقهم المشروع بالعيش بكرامة في وطن محرر من الخوف والفقر والحاجة والقلق على المصير، وهو مناسبة لإعلان تضامننا أيضاً مع جميع العمال والفقراء وأصحاب الدخل المحدود، والبقاء على عهدنا معهم بأن نحمل قضاياهم المحقة والمشروعة وأن نناضل معاً من أجل وطن حر يحترم الإنسان ويصون حقوقه وتسود فيه العدالة والمساواة. وكما قال أحد كبارنا ان "الأمر الوحيد الذي تستحقه الحياة هو ان نقول الحقيقة ونعمل لأجل الحقيقة". وأن الحقيقة التي نعرفها تماماً هي تلك التي نعبر عنها بتضامننا الإنساني مع من يحتاج إلى هذا التضامن.

أحمد حسان (عضو الهيئة الإدارية في المركز اللبناني للتدريب النقابي)

التآمر العربي والدولي على شعبنا العربي الفلسطيني
التآمر العربي والدولي على شعبنا العربي الفلسطيني


تعليقات: