تحقيقات مكثفة للجيش و«اليونيفيل» حول الصواريخ المجهولة الهوية

دورية اسرائيلية في محور المطلة (طارق ابو حمدان)
دورية اسرائيلية في محور المطلة (طارق ابو حمدان)


كي مون: لوقف الأعمال العدائية على الخط الأزرق

كثفت الأجهزة الأمنية اللبنانية، بالتعاون مع قوات «اليونيفيل»، من تحقيقاتها لكشف الجهة التي خططت ونفذت عملية إطلاق الصواريخ المجهولة الهوية باتجاه شمالي فلسطين المحتلة امس الاول.

وقامت الأجهزة الأمنية بمسح ميداني للمنطقة التي أطلقت منها الصواريخ والطرق التي سلكها المنفذون، إضافة للمعدات البدائية التي استعملت كمنصات في عملية الإطلاق. وتوقفت عند العشوائية التي بدت في تحديد الهدف، خصوصا بعدما تبين أن أحد الصواريخ سقط على مسافة حوالي كيلومترين من نقطة انطلاقه وعلى بعد اكثر من 3 كلم من الحدود مع فلسطين المحتلة.

وأشارت المعلومات إلى أن «هذه الجهات ما زالت بصدد تمحيص وجمع مختلف المعطيات المتوافرة، والتي تسير سيراً سرياً للغاية وفي أكثر من اتجاه، لتخضعها جميعها للتحاليل الموضوعية المرتكزة على ثوابت، على أن تحدد من خلال ذلك وخلال فترة قريبة، الاتجاه الذي يمكن أن تسلكه من أجل الوصول الى رأس الخيط الذي يقود الى الجهة المسؤولة والمستفيدة من هذا العمل».

وكانت المنطقة الحدودية قد شهدت امس حالة من الهدوء الحذر، في ظل حركة دوريات عادية لجيش الاحتلال على طول الخط الحدودي في القطاع الشرقي ابتداءً من محور مسكفعام المطلة وصولا حتى مرتفعات كفرشوبا وشبعا. فيما حلقت عدة مروحيات اسرائيلية في أجواء مزارع شبعا المحتلة، وطائرة استطلاع دون طيار في أجواء العباسية والوزاني والغجر.

وفي سياق متصل، أعلنت «اليونيفيل»، في بيان أنه «بعد إطلاق الصواريخ صباح أمس الاول من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل، وجد الجيش اللبناني في وقت لاحق أربعة مواقع لإطلاق الصواريخ وفيها معدات يدوية الصنع في منطقة الخريبة شرق بلدة الخيام».

وأضاف البيان أن «قوات اليونيفيل تفقدت برفقة الجيش اللبناني موقعا قرب من سردا في جنوب لبنان حيث سقط أحد الصواريخ قبل وصوله إلى النقطة المبتغاة، إضافة إلى موقع آخر استهدفه القصف المدفعي الإسرائيلي حدده الجيش اللبناني في مكان قريب من منطقة إطلاق الصواريخ». وأشار الى ان «رادارات اليونيفيل كانت قد رصدت ما مجموعه 32 قذيفة مدفعية أطلقها الجيش الإسرائيلي بعد فترة قصيرة من إطلاق الصواريخ حيث وجهت إلى المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ».

وأوضح ان «فريق تحقيق من اليونيفيل زار امس الاول شمال إسرائيل وتفقد موقعاً سقط فيه أحد الصواريخ قرب كريات شمونة»، معتبرا أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجناة حاولوا إطلاق أربعة صواريخ على الاقل في اتجاه اسرائيل، سقط اثنان منها في شمال إسرائيل في محيط منطقة كريات شمونة، فيما سقط صاروخ ثالث داخل لبنان قرب سردا. وتدل المؤشرات الأولية على ان الصاروخ الرابع انفجر في موقع الإطلاق».

وإذ أكدت «اليونيفيل» ان هذا «الحادث يشكل انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وكان يمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير للوضع». لفتت الانتباه الى «أنها على اتصال منتظم مع الأطراف الذين جددوا التزامهم وقف الأعمال العدائية والعمل بالتعاون معها للحفاظ على الهدوء الذي عاد بعد الحادث على طول الخط الأزرق».

وفي المواقف، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان صادر عن متحدث باسمه «إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل». وعبر عن «تقديره لتعاون السلطات اللبنانية والإسرائيلية مع قوات اليونيفيل للحؤول دون تصعيد الحادث». وإذ ثمّن كي مون «التزام الطرفين المتكرر بوقف الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق»، حث «جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع أي حوادث من شأنها زعزعة الاستقرار وتصعيد الوضع في المنطقة».

بدوره أشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لصحيفة «كلكاليست» الاقتصادية، إلى أن «إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل ربما قامت به عناصر جهادية حاولت جر إسرائيل الى تصعيد الأوضاع على الحدود بين البلدين في إطار الحرب التي تخوضها هذه العناصر ضد حزب الله».

تعليقات: