سجال لبناني ـ دولي حول الخرق الإسرائيلي في السدانة

شبعا :

إستغربت مصادر أمنية لبنانية متابعة للوضع الحدودي، نفي قيادة «اليونيفل» في الناقورة المعلومات التي أشارت الى خرق بري إسرائيلي شمالي «الخط الأزرق» في محور جبل سدانة، بعد ظهر الخميس الماضي، عبر بيان صادر عن المتحدث باسم القوات الدولية ميلوش شتروغر، بدا مناقضاً لبيان أصدرته قيادة الجيش اللبناني ـ مديرية التوجيه، يؤكد اجتياز دورية راجلة للعدو الإسرائيلي قوامها عشرة عناصر الشريط الإلكتروني بين بلدتي كفرشوبا وشبعا، وتوغلها داخل الأراضي اللبنانية ما بين 50 الى 100متر.

وفي المعلومات المتوفرة لـ«السفير» أن الجانب اللبناني لم يقتنع ببيان النفي الصادر عن الحادثة من قيادة «اليونيفل»، والذي كان مفاجئاً ومثيراً للاستغراب، وأن الطرف اللبناني في صدد طلب استفسارات وتوضيحات من القيادة الدولية، حول دوافع البيان وأهدافه، علماً أن لديه معلومات كما القيادة الدولية، عن الخرق الإسرائيلي الذي اكتشف منذ لحظاته الأولى، وبدا واضحاً وجلياً الخميس المنصرم في محور جبل سدانة، ما استدعى متابعة دقيقة ترافقت مع استنفار واسع في وقت واحد للجيش اللبناني و«لليونيفل» على حد سواء.

وأجمعت الوقائع الميدانية التي تقاطعت مع التقارير الأمنية، حول كيفية حصول الخرق، على رصد عنصر المراقبة التابع للقوة الهندية من موقعه في تلة بركة النقار، مجموعة عسكرية إسرائيلية تتقدم من الطرف الشمالي الشرقي لموقع رويسة العلم، باتجاه مرتفعات جبل سدانة. فأبلغ العنصر على الفور قيادته، التي اتصلت بدورها بقيادة الجيش اللبناني في هذا المحور، الذي أسرع إلى متابعة الوضع من خلال عناصر مراقبة مجهزة بمناظير واكبت بشكل دقيق تقدم المجموعة العسكرية الإسرائيلية، التي اجتازت «الخط الأزرق» وتقدمت داخل الأراضي اللبنانية لمسافة زادت على 200 متر، لتصل الى موقع قديم كان يشغله «حزب الله» في هذه التلال. وبعد فترة قصيرة جداً انطلقت من موقع القوة الدولية المحاذي لبركة النقار، قوة مشاة هندية بإمرة ضابط برتبة رائد، باتجاه نقطة الخرق لتتصادم مع القوة المتسللة، حيث حصل جدال بين ضابط هندي وآخر إسرائيلي على خلفية التقدم الإسرائيلي، في أعقابها عمل عنصر هندي على تركيز علم للأمم المتحدة في المكان، حيث وصلت القوة الإسرائيلية، طلب بعدها الضابط الهندي من الإسرائيليين التراجع جنوباً، لأن الأرض لبنانية وما يحصل خرق «للخط الأزرق».

وكان تلاسن بين الطرفين لم يفلح بدفع الكوماندوس الإسرائيلي الى التراجع، عندها أرسلت القوات الدولية تعزيزات مدرعة وأخرى مشاة الى المكان. ومن بعدها وصل فريق تقني من الناقورة مجهز بمعدات إلكترونية لتحديد الخرق، لكن ما حصل أن القوة الإسرائيلية سبقت وصول الفريق التقني هذا وانسحبت من الأراضي اللبنانية الى مزارع شبعا المحتلة، بفترة زمنية قصيرة. وعلى هذا استند الناطق الرسمي باسم «اليونيفل» في نفيه للخرق. فالفريق التقني بمفهومه لم يشاهد الكوماندوس الإسرائيلي في النقطة حيث ركزت القوة الهندية العلم، لكن المستغرب في الأمر، حسب الجهات الأمنية اللبنانية، تجاهل الفريق التقني الدولي للمكان والنقطة التي غرس فيها العنصر الهندي علم الأمم المتحدة. وهو المكان الذي كانت وصلت إليه العناصر الإسرائيلية في توغلها داخل الأراضي اللبنانية بكل دقة، لكن الفريق التقني وكان بأمرة ضابط كبير في قيادة «اليونيفل» لم يعترف بالنقطة التي حددتها القوة الهندية، وهي الشاهد الرئيسي على الخرق وأول من وصل إلى المكان لردع القوة الإسرائيلية.

وتتساءل الجهات اللبنانية، هل النفي الدولي لحادثة الخرق تغطية عليه، وكيف سيواجه الجانب اللبناني هذا التجاهل الدولي والتغاضي عن اعتداء إسرائيلي أكدته الوقائع؟ وكيف يمكن للقيادة الدولية إقناع لبنان بوجهة نظرها؟ وكيف ستعالج مثل هذه الحالات لاحقاً في ظل انعدام الثقة بين الأطراف المعنية الذي بدا بُعيد هذه الحادثة؟

تعليقات: