قصتي والكتابة

الكاتب سهيل غصن: هكذا ء عشقت الكتابة
الكاتب سهيل غصن: هكذا ء عشقت الكتابة


في نهاية دراستي للمرحلة المتواسطة، لما كنت في السادسة عشر من عمري، اراد استاذ اللغة العربية إجراء امتحان لمعرفة مدى استيعاب المخزون لدينا.. وطلب من طلاب الصف كتابة موضوع إنشاء تعبيري بعنوان (المطالعة) وان نتوسع فيه من كافة النواحي على ان يقوم بإستلامه بعد اسبوع..

ورغبة مني وشغفي لكتابة هذا الموضوع اتجهت بعد خروجي مباشرة للمكتبة وإبتعت دفتر يحتوي مئة صفحة بليرة لبنانية واحدة علما بأنها كانت تكفي مصروفا لي لمدة اربعة ايام. ... وعدت للمنزل وبدأت في كتابة الموضوع وانسجمت في كتابته وانهالت علي الافكار من كل حدب وصوب وبأسلوب جميل معبر واستغرقت بإنجازه ما يزيد على سبعة ساعات متواصلة وعدد صفحاته تجاوزت الاربعون صفخة...

انتظرت بفارغ الصبر موعد تسليمه وأنا على احر من الجمر لمعرفة رأي الاستاذ فيما كتبت.

اتى الموعد وقمنا بتسليم ماكتبناه وعدت للإنتظار من جديد وشعرت بأن الوقت يسير كالسلحفاة...

وبعد طول إنتظار حان الموعد المنشود وبدأ بتوزيع النتيحة على الطلاب ..

المفاجأة بأنني كنت الوحيد الذي لم يقم المعلم بتسليمي نتيحة ماكتبت.. لاحظ الاستاذ اندهاشي وذهولي فقال لي مبتسما إن تصحيح ماكتبته يا سهيل استغرق وقتا تجاوز الوقت الذي استغرقته في تصحيح ماكتبه كل الطلاب ولكي اتأكد بأنك انت الذي كتبته عليك ان تقوم لتجلس مكاتي وتتلوه امامتا جميعا حينها احدد لك النتيجة التي تستحقها..

على الفور وقفت على المنبر وبدأت بقراءة ماكتبت وبأسلوب اذهل الجميع وبأحساس رهيف وبإداء متمكن وكيف لا وكل كلمة فيه عشتها قبل ان يكتبها قلمي...

استغرقت في تلاوة الموضوع لقبل انتهاء الحصة الدراسية بدقائق معدودة وظهرت علامات الاستحسان بادية على الجميع....

وهنا وقف الاستاذ قائلا الآن تأكدت بأنك بالفعل من كتب الموضوع من نبع خيالك الخصب واسلوبك الرائع وإدائك المتميز وانتظر متك ان تكون كاتبا ناجحا في المستقبل.. ونتيجة جهدك هذا يستحق 38 من 40 وهي اعلى نتيجة امنحها لطالب على الإطلاق وانت بجدارة تستحقها...

وبعد هذا التشجيع والثناء عشقت الكتابة....

تعليقات: