براكيات أنشأها العمال السوريون في سهل مرج الخوخ - أرشيف

القطاع الشرقي -

مهما حدث على الساحة اللبنانية من تطورات واحداث، يبقى وضع النازحين السوريين الوحيد الطاغي على كل ما عداه، خصوصا في القطاع الشرقي مع ازدياد اعداد النازحين، وبالتالي زيادة المشاكل الاجتماعية الناتجة عن هذه الاعداد المتراكمة يوما بعد يوم.

فاضافة الى الاعداد الهائلة التي نزحت الى العرقوب وبالذات شبعا، والعائلات النازحة الى قرى حاصبيا بالمئات، هناك تجمعات سورية تحولت الى قرى ودساكر في السهول وعلى جوانب الطرق الرئيسية. كما تسجل المشاهدات في سهل ابل السقي، وبالذات في محلة مرج الخوخ بين مرجعيون وابل السقي حيث ارتفع مخيم على تلة من الصنوبر قرب الطريق العام يضم حوالى الالف نسمة من عائلات نازحة من ضهور ادلب السورية.

وكان قد اسس هذا المخيم سابقا عشرات العمال السوريين العاملين في الزراعة.

وبعد نشوب القتال في سوريا استقدموا عائلاتهم واقربائهم، وامتدت خيم اكياس من الخيش والجنفيص والواح التنك والابواب العتيقة تغلفها مساحات من النايلون.

ويعيش النازحون في هذه الاوضاع معاناة قاسية وخصوصا الاطفال الذين يمضون الوقت، في التفتيش عن مصادر رزق رخيصة وبسيطة كالتفتيش عن علب التنك الفارغة على ارصفة الطرق لجمعها وبيعها مقابل مصروف يومي.

ويقول احمد: نحن هنا حوالى ١٣٠ خيمة في مرج الخوخ. وكل خيمة تضم عائلة قوامها عشرة اشخاص او اقل، ونزحنا من ضهور ادلب بعد نشوب القتال هناك. وكنا في خيم الجنفيض هنا قبل ذلك نعمل في الزراعة، وبعد بدء الاحداث استقدمنا عائلاتنا واقرباءنا. وطلبنا من ارباب العمل الزراعيين ضرب خيم الجنفيض هنا في حرج الصنوبر في مرج الخوخ لقربه من مراكز عملنا في مرجعيون وابل السقي، وهكذا تحولنا الى بلدة سورية نعتاش من العمل في الزراعة في السهول الحدودية هنا.

وعن تقديم المساعدات لهم من المنظمة الدولية قال احمد: منذ شهور عديدة تلقينا مساعدات ثم توقفت عنا بعد ذلك. وسجلنا اسماءنا في الوكالة ولكن رغم ذلك لم تعد تقدم المساعدات لنا. وفي جانب اخر من المخيم اطفال يلهون ويلعبون. فيما اخرون يجمعون علب التنك الفارغة في اكياس الجنفيص لبيعها لاشخاص يحضرون يوميا الى المنطقة مقابل ثلاث ليرات لبنانية او خمسة للكيس حسب ضمير وشهامة الشاري. ورفض بعضهم التقاط صور لهم. اذ قال احدهم محمد: يا عم تكفينا مصيبتنا لا تصورنا وتكتب عنا.

براكيات أنشأها العمال السوريون في سهل مرج الخوخ - أرشيف