تربية الدواجن تتضاعف في المنطقة وسعر الفروج يحلّق مع توافد النازحين

 تربية الدواجن تتضاعف حاصبيا والعرقوب وسعر الفروج يحلّق مع توافد النازحين السوريين
تربية الدواجن تتضاعف حاصبيا والعرقوب وسعر الفروج يحلّق مع توافد النازحين السوريين


حاصبيا ـ

شهدت مناطق حاصبيا والعرقوب ومرجعيون خلال السنوات الماضية، ظاهرة جديدة تمثلت بتربية الدواجن التي تتسارع وتيرتها لدى المزارعين الذين وجدوا فيها بديلا عن كثير من غيرها، ومصدر رزق جيد لهم بعدما بات القطاع الزراعي لا يعود عليهم بالحد الأدنى من متطلبات العيش، وغياب دعم الدولة وعدم وجود روزنامة زراعية. فوجد اهالي هذه المنطقة في تربية الدواجن بديلا لإستغلال اراضيهم ومنفعة تعوض عنهم الخسائر التي تلحق بمزروعاتهم وكساد المواسم لا سيما زيت الزيتون الذي تشتهر به المنطقة والمكدس بالخوابي، حيث اصبح هناك اكثر من 35 مزرعة دواجن في هذه المناطق تتسع لأكثر من 400 الف فروج.

وتؤكد غالبية مربي الدواجن انه رغم غياب الدعم عنهم والأخطار المحيطة بتربية الدواجن جراء الأمراض التي قد تصيبها وارتفاع اسعار الصوص والعلف وغياب الأسواق الخارجية وتخفيف الضرائب، يبقى سعر الفروج جيدا خاصة مع وجود النازحين السوريين الذي زاد من الإستهلاك المحلي، فيما شكلت الأزمة السورية ارتفاعا في سعر الصوص الذي كانوا يشترونه من سوريا باسعار قليلة جدا، وبسبب الإحتكار وغياب الدعم زاد سعر الصوص ما نسبته 75 % ويباع اليوم بـ 80 سنتاً تقريبا، وطن العلف حوالي 15 % حيث يباع اليوم بـ 600 دولار تقريبا، واستشارة الطبيب البيطري حوالي 100 دولار في كل زيارة، فيما تكلفة بناء مزرعة تحوي حوالي 156 الف فروج تحتاج الى 100 الف دولار تقريبا.

ويعتبر حفيظ خليل، من راشيا الفخار، الذي تتسع مزرعته لـ5 آلاف فروج، ان "تربية الدواجن مقامرة شرعية وفيها الكثير من المخاطرة لأن الطير هو روح واي مرض قد يقضي على المئات بل الآلاف منها ضربة واحدة، اضافة الى انه لا توجد تسعيرة موحدة من قبل الدولة، وهناك شركتان تحددان البورصة اللبنانية لسعر الفروج الحي".

وطالب خليل وزارة الزراعة "ايلاء مربي الداوجن في المنطقة اهتماما اكبر من خلال تامين الأدوية اللازمة والكشف الطبي والإرشادات العلمية للتخفيف من الأعباء والأكلاف المادية عنهم"، لافتاً إلى ان السبب الرئيسي وراء نجاح تربية الدواجن في هذه المنطقة وتحديدا العرقوب وحاصبيا هو "مناخها وطبيعة اراضيها الحرجية ما يساعد في نجاح تربية الدواجن بشكل يفوق الكثير من المناطق اللبنانية الأخرى، كذلك الإهتمام والحماس الذي يبديه مربو الدواجن في المنطقة ومراقبة وزارة الزراعة واعطائهم شهادات تقديرية من قبل الأطباء البيطريين في الوزارة تشجيعا لهم".

ويشير لبيب الحمرا، صاحب مزرعة دواجن في حاصبيا وراشيا الفخار، تحوي اكثر من 75 الف فروج، ان "السبب في كثرة مزارع الدواجن في المنطقة هو حاجة السوق المحلي واستغلال الأرض واستثمارها والتسهيلات المصرفية بشكل يعود بمردود مادي مقبول على اصحابها"، مؤكدا ان "الطلب على الفروج ومشتقاته زاد مع توقف الإستيراد بسبب الأزمة السورية، كذلك وجود النازحين السوريين في لبنان أسهم في زيادة الإستهلاك".

واكد الحمرا ان "هناك مخاطر كثيرة قد يتعرض لها مربو الدواجن في مقدمها غياب الدعم من وزارة الزراعة لا سيما في تامين الأدوية والعلف وسعر الصوص وخلق اسواقا خارجية لتصريف الإنتاج، مع العلم ان السوق المحلية ما تزال، حتى تاريخه، تستوعب ما ينتجه المزارع".

تعليقات: