ما اصعب الغربة ان تأخذك يا عماد، وتحرم اخوتك من رؤياك، وما افجع الخبر ان يأتي من وراء البحار

تسوقنا الفاجعة الى مكان اخر، هناك في البعيد حيث يمتطي جيل فككت الحرب احصنته، من دون ان يفكر ولو لمرة واحدة العودة الى كنف القرية، واحضانها.

تأخذنا الغربة بمحض ارادتنا، لكننا نسير مكرهين ونحن نترك خلفنا بقايا من الايام التي علمتنا الصبر، والسلوان، ودفعت بنا رغما عنا الى بلاد شرذمتنا عائليا وانسانيا، وجعلتنا في مجاهل القهر والحرمان، فكان الفراق صعبا ومدمعا، ومهلكا، شربه جيلنا وظل يشربه حتى الثمالة.

وعماد حكاية الجيل المراهق المتعطش الى الحياة، ظل ثملا وهو بعيد يشبه ببعده تلك الحكاية التي روتها له، ام كامل، ونسجت خيوطها، لكنها لم تنتظر يوما ان يسبقها البكر، ووتلحق بهاالمربية، ثم عماد حاملين ازهار عيد الام، ليلتقوا في السموات.

ما اصعب الغربة ان تأخذك يا عماد، وتحرم اخوتك من رؤياك، وما افجع الخبر ان يأتي من وراء البحار، ليذكرنا بالفتى الذي رحل مرتين الاولى عندما هجرته الحرب ولم يلتفت اليها، والثانية عندما فتك به المرض ولم يتمكن من مقاومته، فتركه مرميا عند اقصاع الارض.

ما هكذا انتظرنا منك ان تكون، انتظرناك ان تأتي ونراك، وماذا سنقول ،ل"اسعد" والدكتور عزت، وماذا نقول ل"صباح" التي حملت هذا الكم الكبير من القهر والشقاء، وكنا نرى في عينيها صورتك وصوركم والماضي والشارع الذي جمعنا وماذا نقول للبقية الباقية، لاشيء سوى اننا قهرنا الحرب لكن الغربة قتلتنا من غير ذنب .

كان بودنا ان نحملك لتغرف من تراب الخيام لكنك ابيت الا ان تكون لوحدك دائما في قلب التراب البعيد.

عماد جعل الله مثواك الجنة.. وصبر اخوتك واهلك، والله خير الصابرين..

* اسماعيل حيدر

سجل التعازي بالمرحوم عماد عبد الحسن غصن

كلمة أسعد رشيدي "عماد غصن.. رحلت باكراً"

كلمة أسعد غصن "القلب الممزق‎"

كلمة أسعد غصن في الذكرى السنوية الأولى للرحيل المبكر لشقيقته المربية سهيلة "المرض القاتل"