استعدادات على وقع الحذر في وجه التحرّكات الإسرائيلية المشبوهة على الحدود

دورية لقوات الاحتلال الإسرائيلي تراقب المناطق اللبنانية من خلال كاميرا خلف الشريط الشائك
دورية لقوات الاحتلال الإسرائيلي تراقب المناطق اللبنانية من خلال كاميرا خلف الشريط الشائك


علامات استفهام كثيرة يطرحها المواطنون حول المستقبل وسط التطوّرات المتشابكة المتسارعة!

تساؤلات عمّا إذا كانت محاولات الحفاظ على الإستقرار سوف تنجح في مواجهة الأخطار؟

..

هل يُمكن للوضع السياسي المترجرج النأي بلبنان عن الاحتمالات والمخططات السوداء؟

ترتيبات سياسية وأمنية لمنع انعكاسات الوضع السوري شمالاً وبقاعاً والتصدّي للسيارات المُفخخة

اجراءات خاصة ومميّزة أمنية وسياسية في صيدا للحفاظ على الإستقرار والسلم الأهلي

مواكبة يومية لإبعاد المخيمات الفلسطينية عن الدخول في خط الأحداث تحت وطأة المفاوضات

في الأحاديث الشريفة «أن الله عز وجل إذا غضب على قوم جعل شتاءهم صيفاً، وجعل صيفهم شتاءً»...

ويشهد لبنان هذه الأيام وحتى الأشهر حالة من الصيف المتقدّم وضموراً في الأمطار، في الوقت الذي يجب أن تهطل الأمطار والثلوج بزخ يُفرح القلب، ويسد الحاجة إلى المياه التي تتطلبها حياة الإنسان ليعيش في الحد الأدنى، ولو من البحبوحة، وبعيداً من الاشكالات الجمّة في البحث عن مستلزمات مواجهة هذا الشح غير الطبيعي من جهة، ويُهدد من جهة ثانية مواقع مأزومة على مختلف الصعد التي يُشكل فيها الماء عصب الحياة مع الهواء، الذي لا يزال حتى الآن متوفراً بحمد الله وشكره...

وليس الوضع السياسي في أحسن حال من الطقس، حيث يشهد أمواجاً عاتية من الضبابية المخيفة، التي تهدد حياته ومستقبله بالكثير من العقد والمشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية، التي تطال كل مواطن، حيث يجد نفسه أسير وقائع لم يشهد لها مثيلاً من قبل في كل ما مر به من معاناة، وما مر عليه من استحقاقات، فيجد نفسه في قلب العاصفة، بل في قلب العواصف المأزومة حوله وحواليه في الداخل، نتيجة الانقسام في المواقف المتصلبة للفرقاء، وفي الخارج نتيجةً للتأثيرات التي يتفاعل فيها مع الصراعات الدولية والإقليمية، حيث تنعكس فيه كل المؤثرات الجارية على سطح الأحداث والمتغيّرات...

ففي البلد، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، تتواجد على الأرض كل المقومات الفاعلة والمتفاعلة التي من الأكيد أنها تلعب الدور الكبير في الانعكاسات الخارجية، وتهدد بما لا يبقي ولا يذر في الوضع العام، الذي هو في الأساس هشٌ بكل معاني الكلمة، وما تعنيه على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية وكل صنوف الحياة...

ويظل الجواب على السؤال غائباً عما إذا يظل الصيف محل الشتاء، وعما إذا كان يأتي الشتاء في الأيام المقبلة من الصيف، فالأمور معقدةٌ جداً من خلال النظرة إلى الواقع مما هو جارٍ على الأرض، وفي المستقبل، وكيف يُمكن أن يكون من خلال ما يجري من الصراعات والتشابكات في المحيط والجوار، وفيما أبعد من ذلك من تطوّرات...

لعل أسوأ ما في الحال أن تجد في البلد كل المعطيات والتجاذبات التي تتشابك فيها الأمور والأوضاع، ليس في المحيط والجوار، بل امتداداً إلى كل ما يجري ويدور في أي بقعة من بقاع الخارطة الجغرافية في العالم وكأنما كتب على لبنان أن يكون جمهور كل الوقائع والأحداث لكل بلدان العالم... هكذا!

لقد أصبح البلد مركز بريد لكل قضايا العالم، ولسوء الحال أنها القضايا المتفجرة، ففيه:

- تتجمع محاور المشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية لما يُسمى «الربيع العربي» وتأثيراته وانقساماته.

- انعكاسات محاولة حل القضية الفلسطينية.

- تجاذبات الصراعات الأمنية وكل أنواع وأساليب التفجير والمتفجرات.

- مشاكل ومؤثرات النازحين والهاربين من أرض المعارك في بلدانهم ومناطقهم.

- مؤشرات المع والضد في قضية ما يجري في أوكرانيا، وما يستتبع ذلك من جهوزية ما يتفاعل من تجاذبات ما بين يوم وآخر، بصرف النظر أو ضمن نطاق ما يجب أن يعمل للنأي بلبنان عن كل ذلك، وذلك بوقف العمل على مصلحة لبنان بما يريح ويستريح ويفرج ويترك مساحة للمواطنين أن يعيشوا في وطنهم آمنين مطمأنين، ولا دخل لهم إلا بشؤونهم وشؤون بلدهم فقط.

لذلك، وسط هذه الضبابية الكثيفة التي تنذر بكل الأخطار، يقف المواطن في لبنان عامةً، وفي الجنوب بصورة خاصةً، حول كيف يُمكن أن يواجه، وماذا يُمكن أن يواجه؟:

- انعكاسات الوضع السوري، بعدما وصلت الأمور إلى الحدود اللبنانية ومشارف البقاع؟

- انعكاسات السيارات المُفخخة التي تقتل الأبرياء وتتوزع في أغلب المناطق؟

- انعكاسات الجرح الأمني المفتوح في طرابلس، والذي يُهدد بالتمدد والانتشار؟

- الوضع المضطرب على الحدود الجنوبية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي توسّعت في الآونة الأخيرة منذرة بما ليس في الحسبان، وتسجيل خرق جديد للقرار الدولي 1701؟

- المفاوضات الجارية حول حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ورفض الكيان الصهيوني، والاعتراف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية؟

- الوضع القلق في المخيمات الفلسطينية، التي تشهد بشكل متواصل تقريباً تحرشات في بعضها غامضة، تفتح الباب على ما تُحمد عقباه بين القوى الفلسطينية، أو مع الجوار، بالرغم من محاولات العقلاء لقمع هذه التحرشات ولضبط النفس؟

- الوضع السياسي المتأزم من التفاهم المعقد للوضع الحكومي بصورة خاصة، والوضع السياسي بصورة عامة، وصولاُ إلى استحقاق رئاسة الجمهورية التي تبدأ معركته في الأسبوع المقبل في 25 من آذار الجاري وتختلط فيه الكثير من العوامل، التي لا يبدو واضحاً فيها حتى الآن، سوى التلويح والتهديد بالفراغ، الذي لا يزيد الطين إلا بلّة من عواقب لا تحمد عقباها على المديين المنظور والبعيد؟

وعلى وقع التطورات خاصة بعد إعلان النظام السوري سيطرته على بلدة يبرود، وفرار العديد من المسلحين من داخل البلدة، فإن الخشية من انتقال أعداد من هؤلاء إلى المناطق اللبنانية وتحديداً القريبة من الحدود السورية – اللبنانية.

وقد شهدت مناطق البقاع وخصوصاً بين بلدتي اللبوة والنبي عثمان في البقاع الشمالي سقوط عدة صواريخ مما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين وإصابة 3 آخرين بجروح مختلفة، تبيّن أن مصدرها الأراضي السورية.

ويأتي هذا التطوّر في وقتٍ تشهد فيه مدينة طرابلس اشتباكات أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، والتي اعتبرت كصدى لما يجري من اشتباكات مسلحة في يبرود ومحيطها.

وسُجل تطوّر لافت تمثل بتفجير انتحاري لنفسه في منطقة النبي عثمان في البقاع الشمالي (16 من الجاري) لحظة اشتباه عدد من الشباب به في منطقة النبي عثمان، حيث قام بتفجير نفسه في سيارة «غراند شيروكي» كان يقودها، مما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وجرح 11 آخرين.

وهذا الانفجار هو الأول الذي يقع بعد إعلان الحكومة لبيانها الوزاري (14 من الجاري)، وأيضاً الأول الذي يقع منذ فترة، بعد نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية من توقيف عمر الأطرش ونعيم عباس ومحمود أبو علفة، مما وجّه ضربة قاسمة إلى الخلايا الإرهابية.

تضحيات الجيش والآمال من الحكومة

في المقابل، فإن الجيش اللبناني الذي ما زال يقدّم المزيد من الشهداء والجرحى في مواجهة الخلايا الإرهابية والاعتداءات الإسرائيلية، وأثناء قيامه بفرض الأمن والاستقرار على الأراضي اللبنانية، نجحت التدابير الأمنية التي اتخذتها وحدات الجيش من تقليص عمليات التفجير، بعدما أثمرت عن توقيف العديد من أبرز المطلوبين من الخلايا الإرهابية، وكذلك إفشال العديد من محاولات الخطف وتوقيف المخططين.

وكان من نتائج هذه الإجراءات، تقليص عمليات التفجير، انعكاس ذلك إيجاباً بين القوى السياسية التي كانت تتقاذف الاتهام حول أسباب التفجير ودوافعها، خاصة أن المرحلة حالياً دقيقة جداً في أعقاب ما يجري من مواجهات حاسمة على الأراضي السورية، واحتمالات ارتدادات تداعياتها على الساحة اللبنانية.

ما يأمله المواطنون من الحكومة العتيدة، بعد إعلان البيان الوزاري للحكومة، الذي جاء مقتضباً جداً وفسر كل من الفرقاء الكلمات، إطلاق خطة إنقاذية، لبسط سلطة الدولة على أراضيها، ودعم الجيش لتمكينه القيام بالمهام الموكلة إليه، والتي أصبحت كبيرة جداً، وتشمل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وضبط الحدود الشرقية، وفرض الأمن بين المتنازعين في أكثر من منطقة، والتصدي للخلايا الإرهابية.

وما يتمناه المواطنون أيضاً أن تكون القرارات سريعة، خاصة أن العمر المفترض للحكومة هو حتى تأمين الانتخابات الرئيسية، حيث تنتهي ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان بتاريخ 25 أيار المقبل، ومن أجل تجنّب حصول فراغ في سدة الرئاسة الأولى.

كل الأمل والأمنيات أن تكون هناك خطوات عملانية إنقاذية بما يضمن حفظ الأمن والاستقرار، والحياة الكريمة للمواطنين، ويساعد في تحريك العجلة الاقتصادية، وتحقيق مطالب الموظفين والمياومين.

تصعيد الاحتلال

في غضون ذلك، فقد خطفت تطوّرات على الساحة الجنوبية الأنظار، خاصة بعد انفجار عبوة ناسفة بدورية للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة من مزارع شبعا (14 من الجاري)، مما أدى إلى جرح 3 جنود إسرائيليين.

هذا التطوّر الجديد سارعت إثره سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاتهام «حزب الله» بتفجير العبوة. فيما نفى الحزب قيامه بذلك.

واتخذت قوات الاحتلال هذا الانفجار ذريعةً لقصف شمالي الخط التقني عند الأطراف الشرقية لمزرعة بسطرة المحررة وخراج بلدة كفرشوبا.

وتطوّر التصعيد الإسرائيلي باتجاه الجنوب، حيث قصفت قوات الاحتلال بلدة كفركلا الحدودية، وأصاب صاروخان موجّهان منزل المواطن أحمد شيت في بلدة كفركلا إصابات مباشرة، أحدثت أضراراً مادية جسيمة، فيما نجت العائلة التي صودف وجودها خارج المنزل.

وهذا الاعتداء هو الأول على هذا المستوى منذ معركة العديسة التي وقعت بتاريخ 3 أب 2010 بين الجيش اللبناني المتمركز في بلدة العديسة وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تقوم بخرق الأراضي اللبنانية، وتقوم بقلع الأشجار على الجانب الحدودي، حيث أثار هذا الاعتداء موجة من الشجب والاستنكار.

وقد حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء المنطقة، فيما سُجل تحليق مكثف للطيران المروحي الإسرائيلي الذي نفذ طلعات استكشافية بشكل دائري، وعلى علو منخفض في سماء مزارع شعبا المحتلة، وصولاً حتى تخوم بلدة العرقوب المحررة.

كما سُمع دوي انفجارات داخل مزارع شبعا تبيّن أنها ناجمة عن تدريبات عسكرية تنفذها قوات الاحتلال داخل المزارع المحتلة.

وسيّر الجيش اللبناني وقوات «اليونفيل» دوريات مؤللة بمحاذاة الخط الأزرق تحسّباً لأي تطوّرات أمنية، فيما أكد المواطنون تمسّكهم بأرضهم، وعلى الرغم من التهديد والتصعيد الإسرائيلي.

معالجات على الساحة الصيداوية

وبشأن الساحة الصيداوية، فقد شهدت هدوءاً، في أعقاب نجاح الاتصالات التي بذلت على أكثر من صعيد بسحب فتائل التفجير التي كادت أن تؤدي إلى إشعال نار الفتنة في منطقة صيدا، بعد اعتداء عناصر من «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» على قوى الأمن الداخلي» و«شعبة المعلومات»، أثناء تنفيذ مهمة أمنية في منطقة الفيلات – للجهة الجنوبية الشرقية لمدينة صيدا.

وعلمت «اللـواء» أنه إثر زيارة رئيس جهاز الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا إلى منطقة صيدا ولقاء مسؤولين رسميين وأمنيين وحزبيين، أنه تم البحث في آلية عملانية لتلافي حدوث إي إشكالات مستقبلية.

وقد كان للمعلومات التي نشرتها «اللـواء» الأسبوع الماضي بشأن الواقع في المدينة، وما جرى بين «سرايا المقاومة» وقوى الأمن الداخلي، والوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، مادة رئيسية للبحث خلال عقد «مجلس الأمن الفرعي» في الجنوب اجتماعاً له برئاسة محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر في مكتبه، والذي تم فيه التطرق إلى هذا الواقع، والتأكيد على تنفيذ إجراءات أمنية سبق أن اتخذها في جلسات «مجلس الأمن الفرعي» السابقة، وضرورة تنشيط البلديات للإجراءات والتدابير التي تقوم بها عناصر شرطة البلدية، واستكمال وضع كاميرات المراقبة في الشوارع والطرقات حفاظاً على الأمن، منعاً من حصول أي حوادث في المستقبل.

وتم التأكيد على ضرورة العمل بشكل سريع للاستحصال على آلات متطورة لكشف السيارات المُفخخة والأشخاص الإرهابيين، واقتناء الكلاب المدربة بغية استخدامها في الكشف المبكر على السيارات والأشخاص المشبوهين، وتكثيف التعاون والرقابة بين الأجهزة العسكرية والأمنية كافة، من أجل رصد الإرهابيين وتوقيفهم وإحالتهم مباشرة أمام القضاء المختص، وذلك قبل حدوث عمليات التفجير.

كما تم الإيعاز إلى الشرطة البلدية بالتدقيق في هوية الأشخاص المشبوهين والتحرّي عنهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ودعوة المواطنين للتنبّه والحيطة والحذر واعتبار كل مواطن خفير، وأن يُساهم بشكل فعّال في تزويد القوى الأمنية بكل ما من شأنه في إلقاء القبض على الأشخاص المشتبه بهم.

وقرر «مجلس الأمن الفرعي» منح مكافأة مالية للأشخاص الذين يكتشفون عبوات بالسيارات المفخخة والأشخاص المشتبه بهم وهم في صدد إعدادهم لعمليات إرهابية.

وقرر المجلس أيضاً مراقبة أعمال جمعيات سواء خيرية أو خلاف ذلك، فضلاَ عن نشاطاتها ومصادرة تمويلها بغية التثبت من كون هذه الجمعيات تعمل وفق الأسس والأهداف المشروعة التي أنشأت من أجلها.

كما تم اتخاذ جملة من التدابير التي لها طابع سري لمواكبة أي تطوّر أمني بغية معالجته فورا حفاظاً على الأمن والسلامة العامة.

تمسّك «أبو مازن» بالثوابت

وعلى الصعيد الفلسطيني، وفيما كان يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، فقد أكد الرئيس «أبو مازن» إلتزامه بالثوابت الوطنية الفلسطينية، التي ترفض الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وفقاً لما نص عليه القرار الدولي 194. وذلك رغم الضغوطات الأميركية والتهديدات الإسرائيلية، سواء بالهجوم الإسرائيلي السياسي، والعدوان على غزة، الذي جوبه برد من قبل «سرايا القدس» التابعة لـ «حركة الجهاد الإسلامي» والتي آلمت الاحتلال من خلال سقوط صواريخ انطلاقاً من غزة على مناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. واقتحام المستوطنين المتكرر لحرم القدس ومصادقة وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل على اقامة حي استيطان جديد يذكر قرب مستوطنة «راموت - شمال القدس المحتلة» لصالح الجيش الإسرائيلي، ممن يؤدون الخدمة الدائمة وعناصر الأجهزة الأمنية الأخرى، وذلك بعد قيامه بزيارة استفزازية إلى المسجد الأقصى، أدت إلى اندلاع مواجهات بين المصلين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية.

مخيم عين الحلوة يتجاوز الفتنة!

وشهد مخيم عين الحلوة هدوءاً حيث استطاعت عائلة حجير وحركة «فتح» والمخلصين من أبناء المخيم من تفويت فرصة لأحداث فتنة بين أبناء المخيم، بعد جريمة اغتيال العميد في حركة «فتح» جميل جمال زيدان، الذي يتولى مهام مدير مكتب قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، والتي رفضت عائلته الرد على هذه الجريمة بقطع الطرقات وإقفال المدارس، لأنه كان «صمام أمان»، ويعمل على حل المشاكل، ويسعى إلى عدم قطع الطرقات داخل المخيم، عند حصول أي حادث، لأن ذلك ينعكس ذلك سلباً على الحياة داخل «عاصمة الشتات الفلسطيني».

وقد أكدت القوى الفلسطينية في أكثر من لقاء على ضرورة أن تكشف لجان التحقيق التي شكلت في جرائم الاغتيالات التي وقعت في المخيم للتفاصيل كاملة، وتحديد المنفذين والمخططين ومن يقف ورائهم، خاصة أن توقيت جرائم الاغتيال ليست بريئة، بل تهدف إلى توتير الأجواء في المخيمات، وحصول اقتتال فلسطيني - فلسطيني، وانعكاس ذلك مع الجوار اللبناني، مما يستهدف قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.

وأكدت القيادات الفلسطينية خلال اجتماعاتها على تحييد الفلسطيني عن الصراعات الداخلية والمذهبية، ودعم الأمن والاستقرار في المخيمات، وضرورة محاسبة المجرمين العابثين بأمن المخيم، ودعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وإدانة التفجيرات التي حصلت في غير منطقة في لبنان، واستهدفت المدنيين الأبرياء.

في المقابل، فإن عائلات الضحايا، والعديد من الفاعليات والغيورين على مصلحة المخيم، يطالبون الفصائل والقوى الفلسطينية والمعنيين بضرورة أخذ إجراءات عملانية مما يحول دون حدوث اغتيالات أو خلق إشكالات وتوترات داخل المخيم، وليس الأمر بالأقوال، بل ضرورة اقتران ذلك بالأفعال، خاصة أن الجميع يعلم أن الهدف من كل ما يجري، هو محاولة زج العنصر الفلسطيني في الخلافات اللبنانية - اللبنانية، وهو ما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة، وتكريس الاحتلال الصهيوني للمقدسات للأراضي الفلسطينية.

تعليقات: