الحاج إبراهيم نعيم سعد
لا اعرف من أين أبدأ، فما اقسى أن تتوه البدايات في متاهات الموت ..
وما افضع أن نتتظر بكامل زينتنا عاما جديدا ظنناه هو الأجمل والأحلى لنتفاجأ به يدخل الى ضيافتنا بتابوت يخبئ بداخله اكفانا لأرواح من نحب ..
كان يقول لي: هدى، بدأ العام بكوارث لكلينا واتمني ان يكون القادم اجمل وافضل ..!
وكنت اجيبه: هذا العام اسوأ عام مرّ بي وبك لكنني اخشى استاذى ان الأسوأ سيكون في منتصفه او نهايته. لم اكن متشائمة ابدا لكن وكأن الشعور بالحزن يغتالك قبل ان يرديك قتيلا بالألم ..
وعدني بقصيدة جديدة عني ولم يعرف انني من سأرثيه بواحدة ولن تكفي فأي قصيدة ستذكرك ولن تنزف او يغمى على ابجديتها شوقا لك.
مثلك لا يموت في سريره ..!
فمنذ متى تصعد ارواح الشعراء الى الأعلي دون ضجة ..او اصابات .. او حتي اشتباك للوعى... فهناك اناس لا نبكيهم لأنهم رحلوا فالموت قدر ..!
لكننا نبكيهم لأنهم لا يتكررون، ولا يعوضون، ولا يستنسخون،
فإن ذبلت وردة هناك الف ..
وإن مات عصفور هناك الاف..
لكن ان توفي فصل ربيع فقد تيتم كل الورد.
وان نفق فضاء .. فقد اختل توازن الطيران ..
بأي كلمة سأرثيك !!!؟؟
وهل يجرؤ الشعر الا على ان يبكيك؟...
رحلت لكنك حي بداخلنا .. اعذرني فأنا مغتربة استاذي فقد لا القى على قبرك وردة .او اصلب دمعة ..او اتيمم بحبة من ترابك . وربما ارحل مثلك برفقة حلمي الذى لم يتفسر بعد ولم يتحقق بأن اسير فوق طرقات الخيام . لكنك علمتني دوما أن الامل لا يموت وإن مات من اخترعه . ..
رحلت قبل ان تعيش لنفسك فقد كانت رحلة عمرك دوما للغير ..
رحلت قبل ان تحقق امنيتي بجمع كل كتاباتك في ديوان يسمى (سيدتي الجميلة ) كل النساء الذين منحتهن أملا بأنه لا زالت هناك عاطفة في قلوب الرجال سيدمعن اليوم وسشيعرن بالوحدة ..والإغتراب ..والحزن ..لفقدان قلمك ,وفكرك, وتواجدك ,وحضورك, وتألقك ..
لم اعرف حقا ان خسارة صديق واخ قد يشق الحياة الى نصفين .. نصف حزين عليه .. ونصف يشتاق له ..
الف رحمة لروحك التى لم تعرف الكره أبدا استاذي . فحقا احتاج لألف صعقة كهربائة . والف زلزال .والف اعصار .. ليجعلوننى اصدق بأنك رحلت فكم كنت اتمنى لو اننا في اول شهر ابريل وهذه اول كذبة لها واول مزحة .. لكنه ليس كذلك ولن يكون ..
ايها الإنسان الملاك رحلت الى عالم خلقت لاجلك .. هناك في السماء حيث الرب ..والريحان ..واما حياتك هنا فما كانت الا لجعل كل إمرأة تشعر بأنها المسثناة للانوثة .. والمميزة بأبجديتك ..
يعز علي الكتابة لك ولن تقرأ حرفا لي .. فمنذ متى للكتابة طعم ومن نودهم لا يشاركوننا اسرار الحبر والورق ..
ألف تحية للمهندس اسعد رشيدي وكل القائمين علي هذا الموقع الذي يحاول الا يشعرنا بأننا في ابعد ارض عم ولادتنا ... ورحم الله كل امواتنا.
مقالة ابراهيم نعيم سعد "هدى صادق.. الشاعرة الجريئة"
موضوع "إبراهيم نعيم سعد.. سنفتقد إلى كتاباتك وتعليقاتك"
سجل التعازي بالمرحوم الحاج ابراهيم نعيم سعد
تعليقات: