الأخوة تحت الضوء‎

 يأتي عمل مسلسل الأخوة كصناعة تتزايد سمعتها و يتزايد الطلب عليها من سرعة و قوة انتشارها
يأتي عمل مسلسل الأخوة كصناعة تتزايد سمعتها و يتزايد الطلب عليها من سرعة و قوة انتشارها


هكذا اصبحت المسلسلات الطويلة تخضع لرقابة صارمة. و هكذا هي ليست حال. ونأخذ مسلسل الأخوة على سبيل المثال. يأتي عمل مسلسل الأخوة كصناعة تتزايد سمعتها و يتزايد الطلب عليها من سرعة و قوة انتشارها. و لا شك ان المسلسل قد نجح في لغة التواصل بلغته الخاصة. لا يمكن ادراج مسلسل الأخوة في قائمة الفن المنشود فعلى المستوى الابداعي كان استلهام تراث بعيد عن الشفافية و بعيد عن النهل من روائع الادب العالمي و ان كانت تكتب له حسنة اعتماده على اللغات و اللهجات المتعددة للغة العربية و التي كانت وسيلة للتعبير و الوصول الى قلوب و عقول الجماهير. تلك الجماهير التي كان و ما زال الفن يعبر عنها و عن واقعها و عن تراثها و ليس مجرد تقليد ضعيف و ماسخ لفن الغرب بإمكانات مادية ضخمة. لقد استطاع مسلسل الأخوة ان يحظى بمصداقية لدى المشاهد بنفس القدرة التي امكنه بها تحقيق قمة في الايحاءات الجنسية و الاثارة. نحن لا نلغي تزايد عدد الجماهير الذواقة للفن و العاشقة للحرية بمعناها الحقيقي و بكل اشكاله، لكن الخوف كل الخوف من تفريغ المرء من خلال تفريغ الوقت المحسوب على عطاءه و دراسته و عمله من خلال متابعة مثل هذه المسلسلات الطويلة التي اما ان تكون مفيدة او ان تكون مدمرة للمجتمع. الخوف كل الخوف من ادراك احدهم ان السوق في حاجة للمزيد من هذه المسلسلات و قد بدأ فعلاً هذا الاحد_ أيا كان مصدره او الجهة الموزعة له_ بالعمل في هذا المجال و هذا الاتجاه.

ان وسائل الاتصال الحديثة المرئية و المسموعة تعتبر محركاً رئيسياً لسلوك الفرد و ذات تأثير على المعرفة الذاتية و الاتجاهات و السلوك الاجتماعي. و لا شك ان التغييرات في المجتمع البشري تعكس تلك الديناميكية، دينانيكية الثقافة، و هذه الديناميكية هي المسؤولة عن التحولات في الانماط المرتبطة بثقافات معينة و ليس اقلها خطورة تلك التغييرات التي تحدثها على العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين. و لا يمكن ان نتغافل عما يمكن ان يفعله مسلسل طويل كمسلسل الاخوة بالشعوب لو تحقق له الانتصار، حيث يظهر جلياً عدم استقلال ضميره الفني و الابداعي. في تلك الاثناء تبرز حاجتنا للحفاظ على الهوية الثقافية و الخصوصية الاجتماعية لكل شعب مما قد يحقق بعضاً من الارتياح و لو بطرق غير واقعية بعيداً عن أي سموم اخلاقية

* هيفاء نصّار - كندا

تعليقات: